الأمريكي آن وانغ.. مطور ذاكرة الحواسيب
قام آن وانغ مهندس الكمبيوتر الأمريكي من أصول صينية بعمل هائل في مجال الذاكرة المغناطيسية، وأصبح من ألمع الشخصيات في مجال الإلكترونيات.
جاء كمهاجر إلى الولايات المتحدة الأمريكية وساهم في العديد من الاختراعات التي شكلت نقلة نوعية في عالم الكمبيوتر والتكنولوجيا كان منها جهاز نقل النبض الذي يعد جزءا مهما من تطوير جوهر الذاكرة المغناطيسية والتي أصبحت بفضله أجهزة الذاكرة المغناطيسية قابلة لتخزين البيانات، وهو يعد واحداً من رجال الأعمال والمهندسين الأكثر شهرة في القرن العشرين الذين ساهموا في تطوير أجهزة الكمبيوتر.
ثلثا الرؤساء التنفيذيين للبنوك في الشرق الأوسط يواجهون خطر فقدان وظائفهم !
ولد وانغ في 7 فبراير من عام 1920 في شنغهاي الصينية، وكان الابن الأكبر في العائلة، بدأ تعليمه الرسمي في سن السادسة عندما تم قبوله بشكل استثنائي في الصف الثالث، كانت لديه ميول كبيرة للعلوم والرياضيات، وقد تعلم اللغة الإنجليزية من والده الذي كان مدرساً لهذه اللغة.
أنهى دراسته الثانوية عام 1940 في مدرسة شنغهاي الإقليمية والتي كانت تعد من أفضل المدراس الصينية آنذاك، التحق بجامعة تشياو تونغ وحاز منها على إجازة في الهندسة الكهربائية، وقد صمم أجهزة الإرسال والاستقبال اللاسلكية للصين خلال الحرب العالمية الثانية.
وبعد انتهاء الحرب، تقدم بطلب للالتحاق ببرنامج تدريبي في جامعة هارفارد في كامبردج بولاية ماساشوستس وحاز منها على درجة الماجستير في عام 1946، أكمل تعليمه في جامعة هارفارد حتى حصل على درجة الدكتواره في الفيزياء التطبيقية عام 1948.
عمل وانغ بعد حصوله على الدكتواره في مختبرات هارفارد للحوسبة، وشارك في اختراع جهاز تحكم بنقل النبض الذي جعل من الممكن استخدام الذواكر ذات الجوهر المغناطيسي، وقد حاز على براءة اختراع في هذا المجال.
وبفضل اختراعه، حصل وانغ على العديد من المبالغ المالية الضخمة من شركات تصنيع أجهزة الكمبيوتر ومنها شركة "IBM" التي تستخدم الذاكرة المغناطيسية.
وفي عام 1951، أسس شركته الإلكترونية الخاصة "مختبرات وانغ" وكان المالك الوحيد لها، نمت الشركة ببطء عن طريق بيع سجلات التحول المغناطيسي بحسب الطلب، والآلات المستخدمة في السيطرة على الشريط المغناطيسي. وقد حصل على براءة اختراع لجوهر الذاكرة المغناطيسي وباعها إلى شركة "IBM" مقابل نصف مليون دولار أمريكي واستخدم المال لتوسيع شركته الخاصة.
اخترع وانغ في منتصف الستينات من القرن الماضي المحول اللوغاريتمي الرقمي الذي جعل من الممكن إجراء العمليات الحسابية الروتينية إلكترونياً وبسرعات عالية وتكلفة منخفضة نسبياً، ولقد حققت الشركة أرباحاً ضخمة من بيع الآلات الحاسبة المصممة بمساعدة اختراعه.
وبعد عدة سنوات، وجّه وانغ شركته نحو تصنيع معالجات النصوص وأجهزة الكمبيوتر التجارية الصغيرة، وتم بيع أول أنظمة معالجات النصوص التي اخترعها وانغ في عام 1976.
بدأ وانغ شركته من غرفة واحدة صغيرة وتوسعت على مر السنين ومقرها في توكسبوري ماساتشوستس، وتنوعت منتجاتها إلى الحواسيب الصغيرة في أوائل السبعينيات وذلك بالإضافة إلى الآلات الحاسبة ومعالجات النصوص، ويعمل فيها اليوم أكثر من 30 ألف موظف.
وفي عام 1986، اختار وانغ التقاعد من الشركة لتكريس المزيد من وقته في الأنشطة التعليمية وتولى إدارة الشركة ابنه الأكبر فريدريك، ولكنه عاد إلى منصبه في عام 1989 عندما واجهت الشركة ظروفا صعبة في صناعة الحواسيب.
حاز وانغ على العديد من الجوائز والتكريمات كان أبرزها وسام الحرية من الولايات المتحدة في عام 1986، وقد تم إدخاله إلى قاعة المشاهير الوطنية الأمريكية عام 1988. إلى جانب ذلك، كان عضواً في الأكاديمية الأمريكية للفنون والعلوم، وحصل على الدكتوراه الفخرية من معهد لويل التكنولوجي.