بيرلوتي أمهر.. نحاتي الأحذية الرجالية
وضع أليساندرو بيرلوتي اسمه على أول زوج من الأحذية في منزله المتواضع قبل 120 عاماً، ومنذ البداية تميزت أحذية بيرلوتي بمزيج فريد من المهارات التقنية والذوق الإبداعي والمعرفة الواسعة بأدق التفاصيل. وعلى الرغم من أن بعض الأشياء قد تغيرت مع الزمن وتطور العصر إلا أن روح الحرفيين لا تزال هي نفسها، وما زالت الشركة تتحدى حدود الحرفية وقواعد الأسلوب.
ولد أليساندرو بيرلوتي في عام 1865 في مدينة سينيغاليا الإيطالية وهي بلدة صغيرة على البحر الأدرياتيكي وتمتع بمهارة عالية في استخدام يديه وكان من أمهر الحرفيين الذين يعملون في الحرف الخشبية بالإضافة إلى شهرته الواسعة في قدرته على علاج الجلد المستعمل في الألبسة والأحذية والإكسسوارات وقرر أن يصبح الأفضل في هذا المجال.
غادر أليساندرو إيطاليا وهو في العشرين من عمره وذهب ليعمل لدى صانع أحذية قديم ومشهور يعيش في مرسيليا، ومن ثم قرر الانتقال إلى فرنسا عام 1887. وعلى الطريق، التقى بمجموعة من الفنانين وقضى معهم عدة سنوات وكان يصنع لهم الأحذية المناسبة لعروضهم وشخصياتهم المسرحية، كما تعلم منهم العزف على العديد من الآلات الموسيقية، وتمكن بيرلوتي في هذه الفترة من تطوير مهاراته في جعل الأحذية والإكسسوارات الجلدية ذات جودة عالية.
وصل أليساندرو إلى باريس في عام 1895 حيث أسس شركته بيرلوتي للأحذية، ومارس حرفيته العالية لمدة عشر سنوات، وكان يقوم بتصنيع النماذج والأحذية الخاصة. ووصل إلى ذروة عمله الناجح في عام 1900، واشتهر السيد الإيطالي خلال معرض باريس حيث حصل على فرصة لتوسيع أعماله والتقى بأشهر الشخصيات تلك فترة ليصبحوا من عملائه الدائمين ومنهم إليزابيث أردن، ودوق وندسور.ارتقت أحذيته إلى رتبة الأعمال الفنية الكلاسيكية الرائعة، وحمل أول حذاء له اسم إليساندرو وكان مصنوعاً من الدانتيل، اشتهر باتقانه لعمله وتطويره الدائم لصناعة الجلديات.
وبعد وفاته أكمل ابنه تورلو عمل والده وتوسع من الأحذية الجلدية إلى الجزمات الجلدية التي كانت منتشرة في عشرينيات القرن الماضي، وقد ورث تورلو الشغف وحس الكمال من والده وكان يصنع الأحذية كنحات ماهر، في حين اعتبرت أحذيته رمزاً للأناقة والحداثة، وقام بافتتاح أول متجر لبيرلوتي في رو دو مونت في عام 1928 وثم قام بنقله إلى رو ماربوف بالقرب من شانزيلزيه.
بدأ تورلو بتعليم ابنه تالبينو بيرلوتي تجارة وحرفة العائلة وهو في سن 14 وهو الذي كان يحلم في تعلم الهندسة المعمارية. عمل تالبينو مع والده وساعده في تطوير المصنع، وكان شاباً مدفوعاً بالحماسة لتطوير بيرلوتي ونشرها في جميع أرجاء العالم. وفي عام 1959، أطلق تالبينو أول متجر بيرلوتي للأحذية الجاهزة فاتحاً الباب أما جيل جديد شاب من العملاء.
وفي ستينيات القرن الماضي، أصبحت أولغا بيرلوتي المديرة التنفيذية للشركة وقد أضافت الكثير من الفن والإبتكار على منتجات الشركة، وقد تمكنت من تحويل المتجر إلى غرفة تملؤها الرسومات المبتكرة حيث يستطيع الزبائن ابداع أحذيتهم. وفي الثمانينيات، تمكنت من تطوير أنواع الجلود وأدخلت الأحذية الرجالية إلى عالم الألوان المشرقة، وبمساعدة أندي وارهول صممت أولغا حذاء بيرلوتي الكلاسيكي الذي مازال يطلب إلى يومنا هذا.