تركي .. صانع صحافة حديثة
يمثل الفقيد الغالي الأستاذ تركي عبد الله السديري، مرحلة مهمة في تاريخ الإعلام السعودي، بشكل عام، والصحافة المحلية بصورة أكثر تحديداً.
هذه المرحلة استطيع ان اطلق عليها مرحلة الصناعة الصحفية المكتملة العناصر، بالرغم من ان الكثير من المشرفين على العملية لم يكونوا أكاديميين، لكن توافر عنصري الثقافة، والاستعانة بالخبرات الفنية العالية الكفاءة، فضلا عن الحسّ المهني العالي، وقوة الاتصال مع المجتمع، وأصحاب القرار على حد سواء، كلّها ساعدت على انتاج صحافة قوية قاد مسيرتها في هذه المرحلة، فقيد الجميع بكفاءة عالية، حتى اصبحت صحف "الرياض" و"عكاظ" و"الجزيرة" بتنافسها الشديد، في مرتبة متقدمة من المهنية التي يُعتزّ بها.
وكان دور تركي السديري، قوياً ومؤثراً في هذه الصناعة.
وكم أتمنّى ان يقوم احد اقسام الإعلام في جامعات المملكة، بدراسة هذه الحقبة، انطلاقاً من عطاءات الاستاذ السديري الغنية والعريضة، توثيقاً لمسيرته الحافلة بالإبداع والتميّز، سواءٌ في كتابة المقال اليومي، أو رسم الاهداف والسياسات البناءة لصحيفة "الرياض" التي افنى فيها كل عمره، أو في المكانة التي اوصلها اليها، فضلاً عن إسهاماته الواسعة في المؤسسات الاعلامية الخليجية والعربية، وهي المكانة التي أكسبت الصحافة السعودية مركزاً متقدماً من صحافة الإقليم دون مراء، وهذا في حالة حدوثه هو امثل ما نقدمه لتركي السديري، بعد وفاته، لأنه يمثل بالنسبة لنا بلداً وأسرة اعلامية احد الرموز التي لا يمكن للتاريخ ان يتجاهلها.
ولا شك في أن تجربة الأستاذ السديري الاعلامية العريضة، جديرة بأن تدرس لأجيالنا المتعاقبة، لتضاف اليها تجارب اخرى كانت لها إسهاماتها الكبيرة في المجال نفسه وغيره.