محمد عبد الكريم العمادي:حريق غيّرمسارحياتي.
14 يناير 2014
الدوحة-إسماعيل مرزوق
تمكن محمد عبدالكريم العمادي صاحب مجموعة العمادي للمشاريع أن يصنع لنفسه ولمجموعته اسماً لامعاً خلال سنوات قليلة، فبعد أن بدأ حياته بمحل صغير بشارع المطار القديم بالدوحة لا يتعدى ثلاثة أمتار. أصبح الآن يمتلك مجموعة كاملة من المشاريع العملاقة "عقارات ومراكز تجارية " والتي يُحكى عنها بالدوحة بل أصبح لمجموعته تصنيف كبير من بين الشركات والمجموعات العقارية "انه رجل الأعمال محمد السيد عبدالكريم العمادي"الذي أطلق على مجموعته شركاته "مجموعة العمادي للمشاريع"، فبعد أن بدأ شركته بموظفينتخطّى العدد الآن 500 موظف.ثم أصبح رئيساً تنفيذياً لمجموعة العمادي، بعدما توسعت فيأرجاء الدوحة لتصبح من أهم الشركات العقارية وأكبرها.
فمجموعة العمادي تحتل مكانةً رائدة في توفير بناء العقارات والمكاتب التجارية للعملاء في سوق دولة قطر. فمنذ إنشائها في في مدينة الدوحة، شهدت الشركة نمواً سريعاً، وأظهرت بأنها شركة ناشطة وتتميّز بأنها تعتمد على التقنيات الخاصة، فتوفّر خدماتها للعملاء،. وتعمل لإنشاء فرص عمل جديدة وتطويرها. ومن خلال إدارة المشاريع وتولي مجموعة العمادي قيمةً خاصة لشركاء الأعمال والعملاء والمزوّدين.
بدا العمادي العمل التجاري مع والده في السابعة من عمرة بمحل للمفروشات والسجاد بمنطقة سوق الواقف، وخلال ممارسة العمل مع والده تعلم الكثير والكثير حتى انه وصف تجربته "بالبصمة الفعلية"، حيث أتقن فن التعامل مع الزبائن وكيفية الاعتماد على الذات، وكانت حياته العملية خير تجهيز لرجل أعمال ناجح.
وبعد وفاة والده واكتسابه لمهارات التجارة استأجر محلاً صغيراً بشارع المطار القديم بالدوحة للعمل فى مجال الدعاية والإعلان والمعارض .وسرعان ما تحول من مستأجر لمحل بقيمة 3 آلاف ريال شهرياً إلى مالك مجموعة مشاريع عملاقه وعقارات متميزة.
يجيد محمد عبدالكريم العمادي فضلاً عن العربية، الانجليزية والايطالية، وله من الأبناء 6 أكبرهم جاسم (14 عاماً) وأصغرهم غالية (عامين ونصف العام)، ويشارك نجله جاسم فى اغلب اجتماعاته وصفقاته ليتعلم ويخوض التجربة من الصغر،فيعتمد على نفسه في الكبر؛ بل ويشركه في اغلب سفرياته لو صادفتإجازته الدراسية.
العقارات هي من اختارتني
انا لم اختر العمل في مجال العقارات – يقول العمادي- بل هي من اختارتني وبالمصادفة البحتة، لسبب وحيد،هوأن عملي التجاري كان مع أبي "رحمه الله" في السجاد والمفروشات، ثم عملت في مجال الإعلانات والمعارض، وذات يوما تعرض محل مجاور ليDHLللحريق، ويومها طلب منى مسؤول المحل استجار محلي بقيمة 25 ألف ريال شهرياً لمدة 5 سنوات.وهنا لم اصدق نفسي لأنني ادفع 3 آلاف شهرياً قيمة الإيجار، وافقت على الفور وقمت باستغلال المخزن المجاور لي، وعندما بدأت العمل بإجراء الإصلاحات لتجهيز المخزن، وبدأ العمل به فوجئت بأحد مسؤولي الشركات يطلب منى تأجير المخزن بقيمة 45 ألف ريال شهرياً، ووافقت ومن هنا بدأت فكرة الاستثمار وتطوير العقارات في أراضي الغير. ومازلت أسلك طريق العقارات حتى اليوم، رغم أن معرفتي العقارية كانت محدودة.
خسائر وصعوبات أدت إلى النجاح
يوضح العمادي انه تعرض للخسائر الكثيرة "وتحاملت على نفسيكثيراً حتى وقفت على قدميّ .وسبب الفشل هو التفرع وعدم التركيز في نشاط معيّن وكان ذلك درساً قاسياً تعلمت منه؛ وجاء النجاح بعد ان تفرغت لعمل واحد وهو العقارات.
وأشار إلى أن سرّ نجاحه، صبره وتحمله المشاق في سبيل تخطي تلك العقبات التي اعترضته في البداية ومع كل صدمة كان الهدوء والصبر وتحمل المتاعب سبباًفي تحقيق النجاح.
كيف حققت الرياد؟
بدأت شركتي بعاملين فقط، أتذكرأن أحدهما يدعى عبداللطيف -رحمه الله- كانا يعملان معي وتحملا كل المطبات الصعبة وبرأس مال 10 آلاف ريال فقط والآن تضم شركتي أكثر من 500 موظف وتم إقامة مبنى المشروع بشارع المطار وتأجير 90 في المئة من مساحاته للشركات و10 في المئة فقط للشركة.ثم بدأت التوجه إلى السكن وبخاصة في عام 2004،عندما اسند إلى قطر تنظيم دورة الألعاب الآسيوية عام 2006 "الاسياد"وفكرت قبل انطلاق الدورة التي سيشارك فيها أكثر من 11 ألف رياضي في تقديم خدمه لقطر والمساهمة في البطولة الكبرى، من خلال اختيار توفير ألفي وحدة سكانية من خلال اختيار المواقع والمباني المميّزة. ومن يومها وحتى الآن اهتم بالجودة في المباني والتميّز في المواقع واختيار المستأجرين، لأن الشركات الكبرى ترفع من مستوى العقار وتجعل فيه استمرارية فى الوجود. ومعظم الشركات المستأجرة شركات عالمية من الطراز الأول ونسبة الإشغال 99 في المئة.
وقال كما فعلت في دورة الآسياد استعدّ من الآن لمونديال 2022 لتقديم خدمة لدولة قطر الحبيبة.من خلال توفير العقارات والسكن وأنشئفي سبيل إنجاح المونديال عالمياً.
مواصفات الرجل الناجح
يقول العمادي :رغم اني صاحب المجموعة والرئيس التنفيذي للشركة، فلم أشعر احداً باني صاحب الشركة، حيث تربطني علاقات وطيدة مع جميع العاملين، ونحن أسرة واحدة، ونحرص على الحياة الاجتماعية والالتقاء من وقت إلى آخر، ولكن فيأثناء العمل جد واحترام. ومن هنا أصبحت علاقتي مع العاملين والموظفين علاقة أخ أكبر.وكان هذا سرّ النجاح، فالعلاقة الطيبة وتعامل صاحب العمل بروح وحب مع العاملين يجعل الموظف يبذل قصارى جهده في سبيل نجاح العمل.
من الشخصيات التي أثرت فى تطوير مسيرتك المهنية؟
بالطبع الوالد الذي كان له البصمة الفعلية في حياتي، فمنذ السابعة من عمري وأنا اعمل مع والدي وعلّمني الصدق والأمانة ويومياً أتذكر كلمته "من عمل منكم عملاً فليتقنه"، وهذا ما اقوم به الآن من تعليم ابنائى وإكسابهم الخبرة مبكراً ليواصلوا العمل من بعدي.
ما اهم مشروعات المجموعة؟
من أهم مشروعات المجموعة مشروع الحزم لوقوعه على منطقة الحزم بالمرخية (وتعنى الأرض المرتفعة) ويقع المشروع على مساحة 55 ألف متر مربع و مشروع المرخية نقلة نوعيه في مفهوم المراكز التجارية، حيث يعدّ واحداً من احدث المراكز التجارية في المنطقة، ليقدم للجمهورمجموعه من أشهر المطاعم العالمية الراقية، ذات تصنيف الخمس نجوم (إيطالي، فرنسي، ياباني، مكسيكي، مغربي...) ومقاهي راقية،ومجموعه من اعرق دور الأزياء في العالم والمكتبة الدولية (مكتبة عالمية عربية وانجليزية)، والمناظر الطبيعية وبحيرة اصطناعية تمتد على مساحة 5000 متر مربع، ومحلات الأزياء الراقية لأشهر المصممين العالميين: ونادياً صحياً للنساء، ومقاهي بدون استخدام "الشيشة" وفندقاً عالمياً، ومركزاً تعليمياً ترفيهياً للأطفال تحت إدارة إنجليزية.
ومشروع المرخية من طراز ايطالي وكلاسيكي، وهذا المشروع لا ينافسه اي مشروع آخر في الداخل أو الخارج.
ماالاستراتيجية التي يتبعها العمادي في عمله؟
السمعة الطيبة والصدق في العمل استراتيجيتي، خلال رحلة عملي من البداية حتى الآن.فأنا رجل "بيتي" لا أحب السهر وأنام مبكراً واستيقظ مبكراً وأهوى السفر للعمل فقط. وأحب البلاد إلى قلبي "ايطاليا". وأقضي إجازتي بين أفراد اسرتي، وأحرص على التجمّع العائلي يومياً، وبخاصة على وجبة الغداء.ويوم الجمعة مقدس مع الأسرة، ولا وقت للفسحة للبرّ أو البحر، وإجازتي للعائلة والأولاد فقط. وأعمل يومياً أكثر من 15 ساعة عمل، ورغم إسهامي في الرياضة،فإنني لست رياضياً لعدم توافر الوقت، وأحرص على ممارسة رياضة المشي فقط،من حين إلى آخر.