عائلة الخلف القطرية : نفتخر بأن أجدادنا كانوا يمتهنون "الطواشة وتجارة اللؤلؤ"
الدوحة -إسماعيل مرزوق عائلة 'الخلف' الخليجية اسم معروف في مجتمع الأعمال الخليجي عموماً و القطري خاصة منذ القدم ، هي عائلة امتازت ببروزها في عالم المال و الأعمال و تحديدا في تجارة الأغذية عندما كانت ممارسة التجارة غير محببة في مجتمع تقليدي يمتهن صيد اللؤلؤ ويعيش سكانه جل وقتهم يخوضون مياه الخليج العربي بحثا عن لقمة العيش في اصداف المحار . الجذور تعود جذور عائلة الخلف إلى "خزاعه " المتفرعة من "قحطان" ذات العلاقة الوثيقة بمختلف العشائر العربية بمنطقة الخليج و الجزيرة العربية، و هي على علاقة مصاهرة و نسب منذ ما يزيد عن 150عام مع كثير من العائلات القطرية منها "الماجد، الصائغ، الجاسم، الحداد، الحايكي، الصلات، المحفوظ، المكي"وغيرها من العائلات المعروفة ، فالجد "احمد بن خلف" وشقيقه "علي" عاشا قبل انتقالهما الى الدوحة في مقتبل عمرهما في النصف الثاني من القرن التاسع عشر بموطن أجدادهما "الضعاين"، و عملا في الطواشه و تجارة اللؤلؤ وتبعهم في ذلك أبنائهم حتى كساد هذه المهنة ، ويستحضر أبناء الخلف ذكرياتهم مع الوالد المؤسس والأشقاء والأبناء كونه المؤسس لمجموعة أبناء الخلف فيقول: على حسن الخلف" رئيس مجلس إدارة مجموعة أبناء الخلف متحدثا لـ "الرجل" في بداية الخمسينيات كنا نعبث كثيرا بمخلفات أجدادنا المتمثلة في الصناديق المستخدمة في تجارة اللؤلؤ و بمحتوياتها الكثيرة من أدواتهما من موازين و معايير و احجام و أوزان اللؤلؤ ، اضافة الى الدفاتر و المراسلات التي تركوها بمنزلنا القديم بـ"فريج البحارنة" كنا نجهل قيمتها التراثية حتى عرفناها اليوم. و فى منتصف الستينيات كنا نرافق آباءنا في تجارتهم، حيث كانوا يمارسون عمل الطواشة وتجارة اللؤلؤ كغيرهم في ذلك الوقت حتى انهارت تجارة اللؤلؤ الطبيعي بعد نجاح اليابان في زراعة اللؤلؤ وإنتاجه بكميات كبيرة خصوصا وان ظروف اقتصادية و اجتماعية قاسية أدت بها الى كوارث و أجبرت كثير من عوائلها على الهجرة إلى مناطق مجاورة طلبا للرزق خاصة للدول ذات الاكتشافات النفطية المبكرة، و امتهن إباؤنا التجارة في الغذاء و غيرها، حتى من الله على عباده بمداخيل عوائد اكتشافات النفط في قطر و تصديره ، فتبدلت حياة المجتمع القطري و استقرت المعيشة و نشط الاقتصاد و راجت التجارة و أصبحت قطر جاذبة لطالبي المعيشة بعد أن كانت ظروفها المعيشية طاردة لأبنائها. نشاطنا التجاري بدأ صغيرا ومحدودا يقول عميد العائلة :نشاطنا التجاري بدأ صغيرا ومحدودا إلى أن أصبح على ما هو عليه اليوم ولله الحمد فنحن ندير عدد من الفعاليات التجارية متنوعة المجالات .. في اعمال المقاولات، مواد البناء، الأغذية والمجوهرات، الإضاءة، قطع غيار التبريد والمصاعد وغيرها كما نمتلك حصصا مؤثرة في نشاط صناعة المستلزمات المنزلية من الأقمشة و القطنيات و الألياف الصناعية بجانب الاشتغال في بعض الاستثمارات الأخرى . لدينا شركات تمارس نشاط ، تجارة التجزئة للمواد الاستهلاكية من خلال عدة فروع في مدينة الدوحة، تجارة الجملة للمواد الغذائية والاستهلاكية، المجوهرات وصناعة الملابس التي كنا نصدرها إلى أمريكا، فبعد توقف التصدير أنحصر إنتاجنا فقط في الاحتياجات المنزلية والمستشفيات والفنادق. أسلوب إدارة مجموعة أبناء الخلف يقول على حسن الخلف ..لقد بدأنا نشاطنا التجاري منذ 40 عام بثلاثة عاملين فقط والآن تخطى الـ 3500 موظفا و عاملا، في وقت كان عدد العاملين في مصنع الملابس فقط يتعدى الـ 700 موظف وعامل. لم يمنعني العمل الوظيفي من خلال الإشراف والتوجيه على النشاطات التابعة لشركة «أبناء الخلف»، و بدأنا في ممارسة الإعمال التجارية بشكل غير مباشر منذ مطلع السبعينيات. عملنا بالنشاط التجاري بالشراكة مع أقاربي وغيرهم، ففي البداية عملنا في نشاط المواد الغذائية و المقاولات ومواد البناء والمفروشات والأثاث و غيرها من النشاطات التجارية، الا ان تلك الشراكات انفضت مبكرا بعد أن واجهت العديد من المعوقات و من ثم أصبحت معظم المصالح مملوكة لأسرتي بالكامل الا ما ندر تمت بشراكات مع آخرين لقاء مجلسنا أسبوعيا الآن بعد هذه الرحلة الطويلة امتدت لأكثر من (50) عاما يتشارك ابناء الخلف الادارة معا ،فمساء كل جمعة عائلي بامتياز للالتقاء بالأهل والأقارب بمنزل المرحوم جد الابناء لامهم ،"هو يوم يرقى الى الالتزام التام منا جميعا منذ زواجنا اي منذ حوالي (40سنة) نجتمع عائليا لنتبادل الأحاديث والاطمئنان على بعضنا". حضور مجموعة الخلف على خريطة فعاليات المجتمع التجاري تحرص عائلة الخلف على الحضور في الإحداث التجارية ، و العمل التعاوني لذلك تساهم بفعالية منذ أواخر سبعينيات القرن الماضي في العمل التعاوني الاستهلاكي فأسست العائلة ثاني جمعية استهلاكية في قطر لتخدم أعضائها من أبناء المنطقة وسميت "جمعية المنتزه الاستهلاكية". "أدرناها هذه الجمعية بقوة و عزيمة ، فأصبحت اكبر جمعية استهلاكية في قطر بل اكبر موزع للسلع بالتجزئة، فكان لها منذ ثمانينيات القرن الماضي من الفعاليات الاجتماعية المؤثرة كأول مؤسسة أعطت المرأة فرصة لمشاركة الرجل ديمقراطيا لانتخاب أعضاء مجلس الإدارة، كما ساعدت الجمعية الأسر القطرية المتعففة و ضحايا الكوارث في اليمن و غيرها بمبالغ كبيرة، و سلمنا الجمعية عام1991 و في حوزتها إرباح و نقدية بما يزيد عن 40 مليون ريال و كثير من الأسهم و العقارات و الصيت الاجتماعي و التجاري في الداخل و الخارج". ممارسة العمل التجاري من الصغر ويستطرد كبير عائلة الخلف حديثة قائلا نحن نعايش البيئة التجارية منذ نعومة أظفارنا بجانب طغيان اللهو الطفولي على سلوكياتنا، لكون ذلك نابع من البيئة الأسرية التي يتحتم على صغارها اللهو بتقليد الكبار، و لكون بيوتنا تقع بجوار سوق واقف والأسواق المحيطة به التي تحتضن معظم الفعاليات الحرفية و التجارية في مدينة الدوحة مع بداية النهضة في قطر. كانت المدرسة في ذلك الوقت تصرف لجميع طلابها معاشات تشجيعية تقدر بـ"30 ريال أسبوعيا"، ندخر جزءا منها محاولين استثماره بما يلبي عبث طموحنا ورغباتنا الصغيرة لممارسة التجارة بأبسط بداياتها التي كانت في حقيقتها شقاوة أطفال، فكانت عبارة عن بيع متجول لاحتياجات الأطفال في نطاق الفريج مكوناته " حلويات و العاب بسيطة" موضوعة على عربة صغيرة بعجلات صنعناها بأنفسنا بطريقة بدائية و بأفكار ذاتية تنشط في العطل و المناسبات لتلبي رغباتنا الطفولية بتقليد الكبار أطلق عنان فكرنا التجاري فيما بعد. كانت الحياة في مقتبل العمر صعبة جدا والإمكانات محدودة، بل تعبنا وبذلنا من الجهد الكثير والكثير اعتمادا على الذات بعد الاعتماد على الله كما هو إفراد المجتمع القطري حتى تمكنا من الوقوف على القدمين وأصبح لنا شركات كبرى واسم معروف . كانت حياة العائلة صعبة جدا خاصة بعد كساد تجارة اللؤلؤ في الخليج ، وكان بعض الناس في قطر يعملون في مهن شاقة مثل الحدادة والصفارة و الصياغة و صناعة السفن و النجارة بجانب إعمال البناء و الصيد بعد ان كان معظمهم يعمل في الغوص على اللؤلؤ و الطواشة وكذلك الصيد وتجارة السلع، لكن لحسن الحظ ان جيلنا و لد مع عودة شركات النفط و بدء الإنتاج و التصدير، ولو قارنا الحياة زمان والحياة الآن نجد الآن توافر كافة التسهيلات . عائلة الخلف أول من بدأ بتصدير الخضار والفاكهة عن طريق البحر يستحضر عميد العائلة ذكريات عمله من الوالد "رحمه الله" بعد كساد تجارة اللؤلؤ عمل في شركة النفط منذ بداياتها لكنه تركها في منتصف خمسينيات القرن الماضي ليعمل في التجارة "الخضار و الفاكهة" بتشجيع من إخوانه للدخول في النشاط التجاري الحر بدلا من العمل لدى الغير، وفى بداية الستينيات انتقل بتجارته إلى دبي حتى مطلع السبعينات، حيث كنا أول من بدأ بتصدير كثير من الخضار والفواكه اللبنانية و السورية و غيرها من قطر إلى دبي و ابوظبي عن طريق البحر. الابناء والاشقاء يمتهنون مهنة التجارة يقول على حسن الخلف كبير العائلة انه تزوج من إحدى قريباته عام 1974، وله ثلاثة أبناء ثم تبعهم بنتان، " أبنائي لهم مساهمات في بعض إعمالي التجارية والاعمال الخاصة أيضا و لي من الإخوة الأشقاء اثنان إنا أوسطهم اما غير الأشقاء "4اخوة،3اخوات". وأبنائي –ثلاثة أولاد أكبرهم احمد ثم سعود وخلف وبنتان "مريم وحصة" وأبنائي لهم مساهمات تجارية في بعض المجالات التجارية إما أشقائي فهم "جاسم وعبد الله وانا أوسطهم" وأسست شركة «أبناء الخلف» عام 1975 التي اصبحت فيما بعد مملوكة بالكامل لعائلتي كشركة قابضة و تدار مني شخصيا بمعاونة الأولاد. اسلوب العمل وبالحديث عن أسلوب إدارة مجموعة الخلف .يقول احمد على حسن الخلف .نحن إخوة نشارك في إدارة إعمال المجموعة واكتسبنا الخبرة والتعامل من خلال إدارة الإعمال وكل منا يقوم بعمله .ونعتبر الوالد كبير العائلة "مدرسة" مازلنا نتعلم منه والوالد يعلمنا كل شيء لان فن التجارة عالم كبير ومن أهم صفات التجار الناجح الصدق والأمانة ،مضيفا : أقوم بالعمل في مجال قطاع المواد الغذائية والمجوهرات واكتسبت خبرة كبيرة في هذا المجال من خلال توجيهات الوالد. مواقف صعبة اما سعود على حسن الخلف فيقول هناك من المواقف الكثيرة و المتكررة مع الشركاء وبالذات الشركاء الأجانب في الداخل و الخارج و عانينا منها كثيرا و كلفتنا عشرات الملايين، ولكن و الحمد لله مع كل تلك المواقف و الخسائر القاسية تمكنا من تجاوزها و التغلب عليها ، ورغم ما تعرضنا له من خسائر مؤلمة إلا أن هناك نجاحات أتت بشكل جيد والحمد لله ،خاصة وان المجال الذى اعمل به مجال كبير وهو مجال البناء وأيضا الإشراف العام على إدارة الشركات اما خلف الابن الأصغر فقال اعمل مساعدا للإشراف العام مع أشقائي وهناك تعاون كبير بيننا لنجاح تلك الشراكة.