النجم العالمي كولن فاريل لـ"الرجل":الشهرة جعلتني اعشق الهدوء
13 يناير 2014
باتريشيا دانهر-بيفرليهيلز:
حين التقيته في بيفرلي هيلز كان يرتدي قميصاً باللون الازرق الفاتح، وقد فتح ازرارهالى آخرها، وبانت سرّته، وهو نحيف القوام وقد اكتسبت بشرته السمرة،وشعره الأسود القصير مصفف في خصل(سبايكي). وإذا كان تغيّر فيه شيء،فهو حضورهالواعي والمدرك اكثر من اي وقت التقيناه فيه،في السنوات العشر الماضية.
وهو حالياً احد نجوم فيلم " إنقاذ السيد بانكس" والقصة تدور احداثها عن إنتاج فيلم "ماري بوبينز"من بطولة إيما تومسون وتوم هانكس. وفي وقت سابق من هذا العام قامفاريل بأداء أحد الأصوات الساحرة في فيلم (ملحمي)،وهو من افلام الرسوم المتحركة.
في حديثه إليّ يقول فاريل" كنت في الماضي أنجذب الى موضوعات كنت اتصور بإمكاني، من خلال تمثيلها التخلص من بعضمشاكلي الشخصية، لكن يتعيّن عليّان أكون حذراًمن ذلك شخصياً. فليس بالضرورة ان يكون التمثيل على هذه الشاكلة، ولا اعتقد ان هذا شيء يناسبني.إنها مفارقة وبإمكاني الآن ان أنظر اليها بشكل موضوعي، وأنا منهمك فيها أكثر".
استفاق فاريلمن غفلتهوسلوكه الغير سوي كشاب في الوقت المناسب ، لينقذ نفسه قبل ان يصبح الثلاثيني الذي انتهى. وفي الواقع كانت الأبوة وترك الإدمان هما ما صنعا فاريل في السنوات الثماني الماضية. ورغم صورته وسمعته بكونه الشاب اللاهي،فإن الجمع بين الابوة والعمل،هما في الحقيقة الأولويتان بالنسبة إليه. فاريلله ولدان،جيمس وهو في الثامنة ويعاني من مرض متلازمة انجلمان،وهنري الذي دخل عامه الثاني.
يقول فاريل" أنا شاب غني جداً بوجود الصبيين الصغيرين في حياتي. وهما جاءا لزيارتي في تورونتو، حيث اعمل حالياً. وبما ان العربة المقطورة ليست مكاناً ممتعاً بالنسبة للطفل، فقد ملأت اوقاتنا بالمزيد من هذه الافلام. وأنا أنجذب مثل الأبله الى افلام الاطفال".
تقصد عن قصص الألعاب؟
" احبها بكل انواعها. وولداي يضيقان ذرعا بها. وأنا اقول لهما تعالا سنشاهد هذه الافلام!"
" احب السباحة معهما، وكلما تسنّى لنا الوقت للغوص في الماء، نبقى مستريحين فيه، ونحب ذلك. في البداية كنت متوتراً حين بدأت احاول تعريف احدهما بالآخر؛بالطبع كنت خائفاً من ان أحب احدهما أكثر من الآخر. لكن القلب يتسع...انه امر رائع حقاً. فهذه المرة انا موجود أكثر مما كنت في السنوات الاولى من حياة جيمس، وهذا كله رائع فعلاً".
فاريل قريب جداً من أهله الاصليين ولا يفوت فرصة زيارتهم في دبلن. فوالدته تعيش في لوس انجلوس،وهي تزوجت من مخرج فيلم هذا الصيف. وفي اليوم الذي التقيته وصل فاريل مع والده الذي جاء لزيارته من دبلن، وكذلك اخته، وهي تعيش هنا وتعمل مساعدة له. وفي الايام التي كان يشرب فيها بإفراط، وقف اهله إلى جانبه وساعدوه في ان ينقذ نفسه وكل ما بناه. وهو يشعر بحنين الى طفولته في دبلن، ويتوق كذلك الى التصرف مع ولديه بطريقة تختلف قليلاً عن طفولته.
يقول فاريل" حين كنت في الثامنة والتاسعة من عمري، كنت احب الذهاب مع اصدقائي لصيد السمك في القناة الكبيرة. كنا احياناً نصطاد السمك واحياناً نعود بأحذيتنا القديمة مبللة تماماً. وكان مكاناً للنفايات المهملة،مكاناً قديماً جميلاً. ومع ذلك كان مكاناً للنفايات. لكني أفكر عن ذلك المكان احياناً حين أكون في الماء مع الاولاد".
ولكونه بلغ السابع والثلاثين، فإن مراقبة مسار حياة فاريل امر مثير. فهو يدخل في علاقات ويخرج منها بعد فترة قصيرة،ويعمل اكثر فأكثر مع نجوم ومخرجين كبار ويتنقل بين الأبوة وضبط النفس. واللغة التي يختارها في حديثه تشبه اللغة التي يتحدث بها من خضع للكثير من العلاج النفسي ومراقبة النفس، وبات يعترف بالنقاط المؤلمة الحساسة جداً.
"من الصعب ان أنظر الى مسيرتي من منظور الآخرين. في السابعة والثلاثين من عمري، أجد انه من الصعب العيش في عالم يواجه فيه البعض صعوبات يستحيل التغلب عليها. أعيش حياتي سعيداً، لكن هذا لا يعني انه لم تصادفني فترات كنت امضي قدماً وأفكر:هل سأرجع الى الوراء، ام اني خرجت منها في حين كنت أفكرسأختبئ".
" عندي قدرة على التصميم في الحياة،سواءفي ممارسة العاب رياضية اوغيرها في طفولتي،لكن اعتقد أنني كلما تقدمت في العمر ادركت انهليس هناك ما يهمّني القيام به على حساب فكرتي عن الكرامة الشخصية، مهما كانت تلك الفكرة.لكن خلال السنين كلما شعرت بأني لم أعد أتمتع بشيء،او يتعيّن علي ان اعمل من خلف ظهر شخص ما،او أمارس نفاقاً وخداعاً في حياتي،عندها لا يستحق الامر كل هذا العناء بالنسبة لي".
لم يكن بإمكاني معرفة ما إذا كان فاريل يشير بكلامه هذا الى التعقيدات في علاقات الغرام، وهو موضوع يكتمه دائماً،مع انه يتحدث بإسهاب عن اغلب الموضوعات الاخرى. ولهذا لم أوفق في طلب تأكيده للشائعات عما يدور بينه وبينكثير من العارضات وممثلات في طريقهن الى النجومية. وحتى ذكر اسم ريهانا التي يقال انه يفكر بالارتباط بها، منذ أشهر،لا ينتزع منه إلا تحديقاً بارداً ورداً جامداً:"لا تعليق".
فغيّرت الموضوع وعدت الى الحديث عن موضوعات اكثر حيادية تتعلق بعمله.
" مررت بفترة كنت أنتقّل فيها من العمل في فيلم الى فيلم آخر، وآخر، لكن الآن أجد ان ترك اوقات كبيرة بينها هو ما يناسبني أكثر. وأنا محظوظ فعلاً لكوني استطيع ان اعمل على فيلم ثلاثة او اربعة اشهر ثم استريح شهرين. ومهم جداً بالنسبة لي ان اقضي بعض الوقت مع عائلتي وأتمتع بحياتي خارج العمل ايضاً. ومن الأسهل،لو لم أكن محظوظاً في حياتي خارج الافلام،ان اتنقل بين العمل من فيلم الى آخر وأعيش في غرفة في اي فندق. وهذا ما فعلته على مدى سبع سنوات. لكني الآن اتمتّع بعملي أكثر من أي وقت مضى.
كوني تركت الشرب ذلك هو أفضل ما عملته على الاطلاق بالنسبة لي شخصياً. ومازلت اسهر،لكن حياتي أهدأ وفيها فسحة أوسع.
لم أنشأ في بيئة تغصّ بالفولكلور والقصص. ولم يهتم والداي بالقصص. لكن كان لي خيال خصب منذ طفولتي. وكنت ابتكر بدائل حقيقية،كما يفعل الاطفال،وهذه العادة يستخفّ بها الكبار. اعتقد ان القصص مهمة جداً، لكوننا قريبين جداً من تجارب الحياة والاحداث فيها. وأعتقد ان كتّاباً من أمثال جوزيف كامبل مهمون حقاً، وكذلك الحكايات التي كتبها ييتس وأوسكار وايلد. وأنا سأقدمها الى اولادي بشكل أفضل من والديّ. حالياً نحن نعيش في عالم الدكتور سيوس، وهو يناسبني، لأنه ليس اوثق صلة من مشروع لوراكس.
أحب العمل في مدينتي في لوس انجلوس وكذلك في اوربا. وقضيت وقتاً ممتعاً في تصوير فيلم "آلكسندر" في مصر ويعجبني العمل في الشرق الاوسط اذا سنحت لي الفرصة. وأحب العمل في ايرلندة. وفي السنوات الماضية أديت بعض الحفلات الموسيقية هناك وكانت ممتعة. واتصور أنه لو لم يكن لي أطفال، لكنت قضيت وقتاً أطول في دبلن. ولولا ولداي ما كنت عشت في لوس انجلوس، وهما يمنحانني الفرصة للانهماك فيها، وأنا الآن احب العيش هنا. اعيش حياة هادئة وبسيطة للغاية. احب الطبيعة في المدينة وهي مفعمة بالطاقة. فهي مدينة مبنيّة على الطاقة، بكونها قريبة من المحيط ومن الصحراء. وكاليفورنيا ساحرة ينبغي ان اتمتع بحياتي فيها وأنا محظوظ جداً".