الطائرات الخاصة في 2014 أسلوب حياة أم مكتب طائر؟
الرجل-دبي
يوافق شهر اكتوبر/ تشرين الاول الجاري، مرور نصف قرن على تأسيس شركة "ليرجت" التي يعدّها البعض علامة بارزة في عالم الطيران الخاص.
الوضع الان يتخطى طائرات ليرجت، ويشمل جميع انواع الطائرات من اصغرها، مثل "امبرير 100" الى اكبرها، وهي الطائرات العملاقة من ايرباص وبوينغ. وتشمل الطائرات الخاصة ايضا طائرات مروحية وطائرات هليكوبتر، ويصل مجموعها حول العالم في آخر احصاء لها نحو 39 الف طائرة خاصة من كل الانواع.
وهي من الصناعات المؤثرة اقتصادياً ويتضح اثرها في الاقتصاد الاميركي الذي يعتمد عليها اكثر من اي اقتصاد آخر. وفي الولايات المتحدة تصل مساهمة هذه الصناعة في الاقتصاد الى 150 مليار دولار سنوياً، وهي تستخدم 1.2 مليون موظف في مختلف المواقع، كما انها من الصناعات التي تضيف الى الفائض التجاري وتخفض من نسبة العجز الاميركي بوجه عام. وهناك توجهات عدة تشير الى معالم وتحولات رئيسة في الصناعة خلال العام المقبل، تشمل التوجه نحو الطائرات الاكبر حجماً، وتأمين استخدام الطائرات الخاصة ضد المخاطر، وزيادة كفاءة تشغيلها من اجل الحفاظ على البيئة. كما يتوجه اصحاب الطائرات الخاصة الى تطوير نظم الاتصالات والتسلية على متن طائراتهم، ويتوجه المزيد من مستخدمي الطائرات التجارية نحو استخدام الطائرات الخاصة.
&&الحجم الأكبر
يتم انجاز الاعمال حالياً على نطاق عالمي، ولذلك يزداد الاقبال على الطائرات الخاصة الطويلة المدى التي تكون في الغالب اكبر حجماً. وتتوقع شركة هونيويل التي تشارك في صنع محركات ومعدات قيادة الطائرات الخاصة، ان يصل الطلب على الطائرات الخاصة حتى عام 2022، الى عشرة آلاف طائرة قيمتها 250 مليار دولار، معظمها يقع في القطاع الكبير الحجم. ولم تعد الطائرات الخاصة مجرد وسيلة انتقال سريع بين موقعين جغرافيين، وإنما اسلوب حياة في مناخ وثير، او مكتب طائر يتم فيه انجاز الاعمال اثناء السفر. والطائرات الكبيرة لها قدرات افضل وتكون عابرة للقارات. ويمكن بها مثلاً الاقلاع من منطقة الخليج والوصول الى اي مدينة في العالم، من لوس انجلس غرباً الى سيدني وطوكيو شرقاً.
وتتيح المساحة الكبيرة امكانيات تجهيز الطائرات العملاقة وكأنها يخوت طائرة. فمقصورات النوم ووسائل الترفية ومكاتب العمل وغرف الاجتماعات ومواقع الاتصال، كلها تحتاج الى مساحات لا توفرها الطائرات الصغيرة ولا المتوسطة. وهي تخدم حاجة تهمّ كبار الاثرياء، وهي المساحة الرأسية ايضاً التي لا تتوافر كثيراً في طائرات الاعمال الصغيرة الحجم التي لا تزيد على ست اقدام ارتفاعاً داخل المقصورة.
&&تأمين الطائرات الطائرات الخاصة
استثمار ثمين بعشرات الملايين من الدولارات، ويزداد التركيز حالياً على تأمين هذه الطائرات ليس اثناء رحلاتها الجوية فقط، وإنما اثناء وقوفها على ارض المطارات واثناء التخزين ايضاً. وتقدم كثير من الشركات الآن خدمات تأمين وحماية متكاملة في شبكات المطارات العالمية، حتى يطمئن اصحاب الطائرات الخاصة إلى ان الحماية مكفولة لهم في كل انحاء العالم.
وتقدم شركة اسمها "بست فلايت سابورت" خدمات متكاملة في هذا المجال، بحيث تحتوي حظائر الطائرات على منافذ الجمارك وإدارة الجوازات، بحيث يخرج المسافر من طائرته الخاصة لإجراءات سريعة، ثم ينطلق بعدها بسيارته الليموزين تاركاً ازدحام المطارات خلفه.
&&التصميم الداخلي
يتنافس المصمّمون العالميون الآن على تقديم المزيد من الافكار الجديدة للتصميم الداخلي للطائرات الخاصة، خصوصاً في القطاع الكبير الذي يتيح لهم فرصة تقديم تصميمات مبتكرة. ولم يعد يكفي ان يتعاقد المشتري مع شركة الطيران التي تحول بدورها التصميم الداخلي لشركة تابعة لها. فالمشتري يحاول الآن ان يجعل تصميم طائرته الخاصة منفرداً، ويستعين ببيوت التصميم الايطالية والفرنسية المشهورة، لكي تصمم له ديكور طائرته الخاصة. وفي معرض التصميم الداخلي للطائرات الخاصة الذي عقد في مدينة سان لويس الاميركية، توافد على المعرض آلاف المصممين بحثاً عن افكار وفرص جديدة في مجال الطيران الخاص.
وكان من بين الحاضرين بقوة دوناتيلا فيرساتشي التي طوّرت بالفعل تصميمات عدة لطائرات خاصة. وفي المعرض تم تقديم تطبيق خاص بأجهزة "آي باد" يمكن من خلاله اختيار الالوان والمواد التي تدخل على تصميم الطائرات الخاصة. ويمكن تنزيل هذا التطبيق مجاناً، واسمه "أي ديزاين جيت"، وهو خاص بطائرات تشالنجر التي تنتجها شركة بومابردييه الكندية. ولكن التطبيق سوف يتوسع في المستقبل لكي يشكل طائرات اخرى ومجالات اضافية للتصميم.
&&كفاءة التشغيل
تزداد الحاجة الى خفض ما يسمى بالبصمة الكربونية للطائرات الخاصة، مواجهة موجة الاحتجاج التي تتهم اصحابها بأنهم لا يهتمون بالجوانب البيئية. وتحاول شركات المحركات تصنيع اجيال جديدة تتسم بكفاءة استهلاك الوقود وصمت التشغيل، وتقلص نسبة العادم وبنسب تصل الى 25 في المئة افضل من الاجيال السابقة. وتؤكد شركة داسو الفرنسبة ان طائراتها الخاصة من طراز فالكون، تعد من انظف الطائرات تشغيلاً في العالم. وتطبق الشركة فكرة اسمها "ايكو ديزاين" تراعي من خلالها البيئة في كل مراحل التصنيع، وليس في تشغيل الطائرات فقط. ويدخل تصميم الطائرات كذلك في الحسبان، مع تقديم افكار جديدة مثل اطراف الاجنحة الانسيابية التي تقلل من مقاومة الهواء اثناء الطيران.
من الافكار الجديدة التي سوف تجد طريقها الى عالم الطائرات الخاصة قريباً، من اجل رفع كفاءة التشغيل استخدام المواد الكربونية بدلاً من الالومنيوم لصناعة هياكل هذه الطائرات. وهذا الاسلوب يستخدم بالفعل في تصنيع طائرات "دريم لاينر" من بوينغ، ولكنه لا يستخدم بعد في مجال الطائرات الخاصة. كما تهدف شركات تشغيل الطائرات الخاصة الى خفض عدد الرحلات الشاغرة بتأجير الطائرات اثناء رحلات العودة او بتحسين كفاءة شبكة التشغيل لخفض عدد الرحلات الشاغرة.
&&الفخامة والخدمة
ما يميّز رحلات الطائرات الخاصة عن غيرها من الرحلات التجارية، مناخ الفخامة المتاح اثناء السفر. ويركز كثير من اصحاب الطائرات الخاصة على هذا الجانب اكثر من غيره. ويلجأ البعض الى شركات خاصة مثل شركة "كاستوم كونترول كونسبتس"، من اجل تصميم وتركيب ادوات التسلية الرقمية في الطائرات الخاصة. وتغطي اجهزة هذه الشركة كل اوجه ادوات الترفيه والتسلية والاضاءة وأدوات التحكم باستخدام "آي باد".
ويمكن لها ان تحول الطائرة الى قاعة موسيقية طائرة او غرفة اجتماعات باتصالات فعّالة. وتشمل اجهزة الشركة شاشات الفيديو ذات الابعاد الثلاثية. والى جانب انظمة الاتصالات تقوم الشركات بتركيب انظمة البثّ التلفزيوني المباشر، وأجهزة تشغيل اسطوانات الفيديو "بلو راي" وتركيب الشاشات المسطحة في ارجاء الطائرات. وتوفر الشاشات الكثير من المعلومات الاخرى، بما في ذلك مشاهد خارجية عبر كاميرات مركبة على جسم الطائرة.
وهناك تطبيقات لأجهزة "آي بود" و"آي فون" لاستخدامها في التحكم في انظمة الترفيه والاتصال في الطائرات الخاصة. ويمكن للمشتري ان يطلب تركيب ما يريده من تجهيزات. وهناك الكثير من شركات التصميم والتجهيز الداخلي للطائرات من اوروبا والولايات المتحدة، تقوم بإعداد التصميمات بالاتفاق مع المشتري وتقوم كذلك بكل مراحل التنفيذ حتى تسليم الطائرة. ويطلب بعض الاثرياء ان يقوم طباخون مشهورون بتجهيز افخم انواع الطعام لضيوف الرحلات الخاصة. وهناك شركات متخصصة مثل "كولينير ورلدوايد" توفر وجبات عالمية او اقليمية لرحلات الطائرات الخاصة في جميع انحاء العالم. ولدى الشركة قائمة طويلة بأشهر الطباخين العالميين من لندن وباريس ونيويورك يقدمون فيما بينهم اشهى الوجبات.
&&فئة المدخل
لاحظ الخبراء ايضاً توسع فئة المدخل في صناعة الطيران الخاص، حيث يؤكد الخبير دوغلاس غولان ان السوق اكبر مما يتصور كثيرون. ففي المطارات المزدحمة توجد صالات عدة مخصصة لرحلات الطائرات الخاصة. وفي بعض المطارات الاميركية مثل مطار لاس فيغاس، يتخطى عدد الطائرات الخاصة في المطار ضعف عدد الرحلات التجارية.
ومن الشركات التي دخلت الى هذا المجال مؤخراً شركة "جيت سويت" الذي يحاول مؤسسها أليكس ويلكوكس ان يجعل منها اكبر شركة طيران خاص في العالم. وهي تستخدم طائرات من الحجم الصغير وتطير بين مدن قريبة في رحلات قصيرة. ويقول ويلكوكس ان نصف ركابه بملكون طائرات خاصة، ولكنهم يفضلون السفر على طائرات الشركة من اجل الاقتصاد في التكاليف خصوصاً في الرحلات القصيرة. وتحاول الشركة جذب زبائن الشركات الاخرى عن طريق تقديم اسعار تشجيعية يصعب منافستها مثل ثمن رحلة (ذهاب) من كاليفورنيا الى لاس فيغاس بسعر 999 دولاراً. وتستخدم الشركة طائرات "فينوم" البرازيلية التي تصل حمولة اصغرها الى اربعة ركاب.
وتقدم الشركة اسعارها لتأجير الطائرة وليس للراكب الواحد. وكانت الشركة قد أسست في عام 2006 باسم "ماغنوم جت" ثم تغيّر الاسم. وهي تخدم منطقة تمتد من كاليفورنيا الى اريزونا ولاس فيغاس.