أسماك تتعلم المشي لدى إبقائها فترة طويلة خارج الماء
الرجل: دبي
اكتشف علماء ان بعض الأسماك تكيف نفسها وتتعلم المشي بكفاءة أعلى لدى إبقائها خارج الماء فترة طويلة. وقال العلماء ان الاكتشاف يضع في يدهم مفاتيح تبين كيف تطورت أنواع غابرة في القدم للمشي على سطح الأرض. أجرى العلماء في جامعة ماكغل الكندية تجربة على مجموعة من أسماك البولي باتروس Polypterus الضخمة والمفترسة، وهي أسماك أفريقية لها رئة وتستطيع أن تتنفس الهواء والمشي على اليابسة إذا دعت الحاجة لترك الماء، وأراد العلماء ان يعرفوا ما يحدث إذا أبقوا هذه الأسماك على الأرض بصورة دائمة. وفي غضون أقل من عام وجدوا ان الأسماك تعلمت المشي بكفاءة أعلى بوضع زعانفها لصق أجسامها ورفع رؤوسها أعلى. كما تعلمت المشي دون انزلاق، واستطاعت الأسماك ان تكيف حتى هيكلها العظمي حول منطقة الكتف لتصبح أقوى وأطول وبذلك تقوية ما تستند اليه في مشيها والتعامل مع فقدان هذا السند الذي كان يوفره الماء، وقالت الباحثة اميلي ستاندون التي شاركت في التجربة "ان المثير حقا في ما وجدناه ان الأسماك التي رُبيت على اليابسة رفعت رؤوسها أعلى قليلا وعندما تضع زعانفها على الأرض للتحرك الى الأمام فانها كانت تضعها أقرب الى منتصف جسمها وبذلك تقليل احتكاك جسمها بالأرض وإسناد نفسها بكفاءة أعلى"، وأضافت الباحثة ان الأمر الآخر الذي لاحظه العلماء هو تغيير الكتف وان هذه التغييرات التكوينية هذه مماثلة للتغييرات النشوئية الأساسية نفسها لدى ذوات القوائم الأربع التي تمشي على الأرض، ونقلت صحيفة الديلي تلغراف عن ستاندون "إن هذه هي المرة الأولى التي أظهرنا فيها ان مرونة الحيوان الداخلية ربما أسهمت في إحداث تغيير نشوئي كبير". وتعتبر أسماك البولي باتروس حلقة نشوئية مفقودة بين الأسماك والبرمائيات والزواحف والطيور والثدييات التي نعرفها اليوم. فهي تستطيع المشي على الأرض ولكنها تستخدم هذه القدرة للتنقل بين المستنقعات الأفريقية عندما يشح الماء بالدرجة الرئيسية، وكانت الأسماك غادرت الماء في الفترة الديفونية قبل نحو 400 مليون سنة مع انتشار النباتات المائية والبرية. ويعتقد بعض العلماء ان زعانف أشبه بالأطراف نشأت لمساعدة الأسماك على دفع نفسها عبر هذه الغابات الجديدة تحت الماء. ويقول علماء آخرون انها امتلكت أطرافا أولية ورئات للتنقل السريع بين عيون الماء والبحيرات عندما تجف هذه مع ارتفاع حرارة الجو وفي النهاية تكيفت للعيش على الأرض. N