السيارات بلا سائق.. عقبات قانونية تتفوق على مثيلاتها التقنية
لندن – الرجل:
فيما تدخل شركات السيارات في سباق محموم لإنتاج سيارات ذاتية القيادة لا تحتاج الى سائق، تخوض الدول كذلك سباقاً قانونياً للسماح بمثل هذه السيارات في الشوارع العامة. فهناك عقبات قانونية تعترض وجود سيارات بلا سائق تفوق احياناً العوائق التقنية.
ومؤخراً اقبلت بريطانيا على تجربة تسيير سيارات بلا سائق في ثلاث مدن، وهي تجربة تستمر لمدة ثلاث سنوات يتمّ بعدها تقييم الجوانب التقنية من ناحية، والتعديلات القانونية المطلوبة للسماح بمثل هذه السيارات. وكانت الولايات المتحدة سبّاقة في كاليفورنيا في تعديل بعض قوانينها للسماح بسيارات ذاتية القيادة للسير على نطاق محدود في بعض شوارع الولاية.
من ناحية الشركات، يجمع الخبراء أن شركة مرسيدس – بنز الالمانية متقدمة على غيرها من الشركات بسنواتعدة. وكانت الشركة قد قدمت في العام الماضي السيارة "إس كلاس" التي تتضمّن العديد من الانظمة المساعدة على القيادة الذاتية التي قدرها الخبراء بأنها بلغت نحو 70 في المئة من هدف انتاج السيارة الذاتية القيادة. وتبرز اهمية "إس كلاس" ليس في عدد الانظمة المتاحة في السيارة فقط،بل في الارتباط والتجانس بينها، بحيث تعمل معا في منظومة متكاملة.
من اهم الانظمة المتاحة في سيارة "إس كلاس" نظام "ديسترونيك بلس" الذي يحافظ على مسافات آمنة بين السيارة وتلك التي تتقدمها على الطريق، ونظام "بريسيف" للحماية المسبقة، ونظام فعّال للحماية من النقاط العمياء، وآخر للحفاظ على حارة السير، ونظام لتفعيل المكابح لمنع الاصطدام على اي سرعة، ونظام لصف السيارة مع منع اصطدمها الخلفي اثناء المناورة، ونظام التحكم السحري في الجسم الذي يعدل نظام التعليق لتنعيم الانطلاق على الطرق الوعرة.
وتطلق الشركة على هذه المنظومة اسم "القيادة الذكية" او (Intelligent Drive). وهو نظام يعمل عبر 12 اداة استشعار "التراسونيك" الكترونية وستة رادارات وثماني كاميرات، وجميعها تتكامل في توفير حماية للسيارة من كل جانب. وتجتمع معلومات هذه الادوات في كومبيوتر مركزي يحسب كافة المتغيرات في لوغاريتمات حسابية، ثم يوجه ارشاداته لأنظمة السيارة في عملية لا تستغرق اكثر من ثانية واحدة. ويتاح هذا النظام كإضافة يتعيّن دفع ثمنها البالغ 2800 دولار. ويمكن تقديم النظام على سيارات الشركة الاخرى من القطاع المتوسط.
وتؤكد الشركة ان جيل "إس كلاس" المقبل سوف يكون ذاتي القيادة تماما سواء سمحت القوانين السائدة حينذاك بذلك ام لا. كما تؤكد اكثر من شركة اخرى منها نيسان وفولفو، وحتى غوغل، بتسيير سيارات ذاتيةالقيادة على حدود عام 2020. ولكن شركة "نيسان" هبطت بالتوقعات عبر تصريح من رئيسها كارلوس غصن بأن السائد في عام 2020 ، سوف يكون سيارات تقدم للسائق كل التسهيلات الممكنة من اجل قيادة سلسة بلا حوادث، ولكنها سوف تحتاج الى سائق يشرف عليها. وتركز الشركة في المرحلة الحالية على خطوات تكاملية لمنع الاصطدام في الزحام وصف السيارة تلقائياً.
وتقول شركة مرسيدس ان اصعب التحديات هو تلقي معلومات دقيقة من ادوات الاستشعار والاستجابة الفورية لها بعد تحليلها. وتضيف الشركة ان تكامل انظمتها في "إس كلاس" هو نتاج جهد متواصل من مهندسيها استمر 15 عاماً. وتشمل المتغيّرات التي تدخل في الحسابات سرعة السيارة وحالة الطريق والطقس واتجاه السيارة وحالة المرور وعدد السيارات على الطريق. وتهدف الشركة في هذه المرحلة الى مساندة السائق من اجل تجنّب الحوادث وليس الى ازعاجة بإنذارات متكررة حيال ما يتعيّن عليه ان يفعله في المواقف المختلفة.
من ناحية اخرى تحاول الشركات الاخرى اللحاق بشركة مرسيدس – بنز في سباق السيارات الذاتية القيادة. وهي تمتلك انظمة متقدمة بالفعل، ولكن بعضها يفتقر الى التكامل بينها مثل انظمة مرسيدس. من النماذج المتاحة في السوق لهذه الانظمة ما تقدمة شركة "أودي"، وهو نظام كروز فعّال بخاصية التوقف وبدء الحركة، وهو ينظم سرعة السيارة وفقاً لسرعة السيارة التي تتقدمها على الطريق وحتى سرعة 155 ميلاً في الساعة.
وفي حالات المرور المزدحمة يستطيع النظام إيقاف السيارة تماماً، ثم اتباع السيارة الامامية عند بدء الانطلاق مرة اخرى. وتوفر الشركة نظم مراقبة للسيارات الخلفية والجانبية ايضاًالتي لا يراها السائق. كما يتوفر بين الخيارات نظام الرؤية الليلية والكاميرا المحيطة بالسيارة.
وتقول الشركة انها سوف تقدم في غضون خمس سنوات نظم قيادة تلقائية في ظروف المرور المزدحمة، وحتى سرعات 37 ميلاً في الساعة. ويعتمد النظام على اشعة الليزر والرادار والكاميرات الامامية.
وتعمل ادوات كروز كونترول من شركة انفينيتي عبر الليزر لمراقبة سيارتين اماميتين، بحيث ينذر السائق اذا تباطأت السيارة الاولى، بينما استمرت الثانية على سرعاتها. ويتعامل النظام مع حالات المرور المزدحم، ويمكنه ان يوقف السيارة تماماً.
وتوفر شركة نيسان تقنيات تساعد السائق على صفّ السيارة تلقائياً، وعلى القيادة الذاتية في حالات المرور المزدحم بداية من عام 2016. وأكد غصن ان انظمة مساعدة على القيادة الذاتية سوف تعمّم على سيارات الشركة من الآن وحتى عام 2020.
في سيارات جاغوار "إكس إف" تشمل ادوات السيارة في موديل عام 2014 نظام كروز الفعّال والكاميرا الخلفية وأدوات استشعار امامية وخلفية. اما سيارات لكزس إل إس، فهي تحتوي على ادوات تأمين مسبق من الحوادث، مع نظام كروز فعّال يعمل على كل السرعات. وتخلت الشركة عن نظام صفّ السيارة اتوماتيكياً لعدم الاقبال عليه.
ويعمل نظام لكزس للحماية من الاصطدام، عبر مراقبة الطريق وتشغيل المكابح اتوماتيكاً في حالة وجود احد المشاة على الطريق.
الامر الاكيد في كل هذه الانظمة، ان تطبيقها سوف يدخل السوق تباعاً في السنوات المقبلة، بحيث يقل العبء على السائق وينخفض معدل الحوادث. وهي بالتأكيد فترة مثيرة لصناعة السيارات ولمستخدميها على السواء.