كيف يمكن أن يكون أهم ما تصنعه في حياتك هو عدم فعل أي شئ ؟
يقول الفيلسوف الأكاديمي أوكونور في مقاله الفلسفي بعنوان « التراخي والكسل» إنه منذ بداية عصر التنوير ويسعي كل من الفلاسفة والقادة السياسيين و المؤلفين أصحاب الأخلاق الرفيعة في اقناعنا والتأكيد على أهمية العمل ودوره الأقرب لفرصة ذهبية قادرة على تحقيق الحرية ونيلها بجدارة.
من خلال العمل يصبح لك كيان ووجود وتتمتع بالتقدير والاحترام الذي تستحقه فضلا عن بناء مستقبلك الحياتي على الصعيد المهني والشخصي أيضاً بالإضافة إلى مساهمتك بنبل للصالح العام. ويرى الفيلسوف أوكونور أن هذه الأفكار المتخمرة منذ عقود من الزمن متأصلة وبعمق بداخلنا أكثر مما ندرك أو نعلم.
إلا أن الارتباط المتواصل بين مفاهيم العمل لدينا وهويتنا الشخصية يساهم بشكل أو بآخر في التضييق على زمام الحرية في حياتنا بصور أكبر، رغم إيماننا بأن كون المرء خاملًا وكسولاً هو على نحو ما نقيض للحرية. ولكن نحن في حاجة أيضاً إلى العمل بحد للتفرغ من بعده إلى تطبيق معايير سليمة في كيفية قضاء أوقات الفراغ من استراحة وتراخي بطرق مختلفة تماماً عن أساليب وطرق العمل المعهودة والمتبعة في أي مكان وظيفي.
أوقات الفراغ تعني اليوم بالنسبة للكثيرين لمحات عن ما سيكون عليه الوضع دون القيام بأي شيء لبضع ساعات في أسلوب يغلب عليه طابع الكسل والتراخي بغرض إزاحة كل ماهو مزعج ومثير للتوتر داخل أماكن العمل جانباً ومحاولة إغفاله ونسيانه، لذا يلجأ بعضنا للإجازات مدفوعة الأجر من أجل إعادة شحن الطاقة مجدداً حتي تكون متحمساً للعودة من جديد إلى العمل وهنا يمكن أن نستنتج أن هذا الأسلوب المتبع في قضاء العطلات ممتزج بشكل أو بأخر مع عالم العمل المحيط بكل واحد منا بشكل وثيق الصلة دون أن يكون سبباً متناقض مع مفاهيم الحرية أو متضارباًمعها.
#السعوديون_شكرا_محمد_صلاح.. كيف كانت ردود أفعال السعوديين على تصريحاته.. فيديو
وهذا مايسعي إلى تحقيقه الكثيرون أو بشكل أدق عدم تحقيق أي شئ يذكر في العموم، ومن المنطقي أن تتعرض الأفكار إلى الذهاب والإياب مراراً وتكراراً بينما يظل الجيد منها قائم ولا يغيب. ولكن اعلم أيضاً أن الإفراط في تبني فكرة عدم فعل أي شئ على الإطلاق طوال فترة الإجازة من ضغوطات العمل قد يكون سبباً في تملك للملل والتأفف منك مع مضي الوقت.
ويختتم الفيلسوف أوكونور مقالته التى تحمل عنوان" التراخي والكسل" بقول يضم آراء قرنائه بشأن الحياة والعمل والسعادة المتحققة من كل ذلك وفيها كتب المؤلف الأكاديمي نقلا عنهم "أن معظم الفلاسفة وقعوا في فوهة الجدال بشأن قضية مفادها أنه ليس لدينا ما نتعلمه من طرق الحياة الموجودة بالعالم الخارجي المزدحم"، وهو مايفسره الفيلسوف الأكاديمي أوكونور أن العالم الحالي يتطلب من الجميع بذل الكثير من الجهد مقابل الحصول على قليل من السعادة، وهنا تكمن أهمية العيش بدون تقديم أو فعل أي شئ يذكر في فترات الاسترخاء والتمتع بأوقات الفراغ.