لماذا تشعر بالفراغ وعدم الراحة بعد تحقيق هدفاً كبيراً؟
حدد الأهداف، حدد الأهداف، حدد الأهداف! إذا كانت المصطلحات التجارية هي الحروف الأبجدية، فربما تكون هاتان الكلمتان هي الحرف A في تلك الحروف، لذا عليك أن تتوقع أن تشعر وكأنك نجماً سنمائياً عند تمكنك من تحقيق أهدافك التي وضعتها، ولكن ماذا بعد تحقيق هدفك؟ هل تشعر وأن هناك شيئاً خاطئاً وأنك تشعر بالصدمة والفراغ؟
لماذا يضعك النجاح في تخبط عاطفي
من الناحية النفسية ، يمكن أن يمنحنا الهدف إحساسًا قويًا بالاتجاه الذي سوف نسلكه والنظام. وذلك يلبي رغبة الإنسان الطبيعية في القيام بشيء ما، كما يمكننا أن نشعر بالرضا عندما نتقدم ونحقق بعض الإنجازات.
ولكن الأهم من ذلك، أن الأهداف يمكن أن تؤثر على إحساسنا العام بالتواصل والرغبة في تحقيق التقدم، كما تساعدنا على استخدام سمات إيجابية، مثل الذكاء والمثابرة والفضول والاستقلال لكي نتمكن من العمل بنشاط وفعالية، كل هذا يساعدنا على الشعور الجيد بأن لنا قيمة شخصية ومكان ودور هام وسط المجموعة. ويُلاحظ ذلك عند رد الإنسان على سؤال :«ماذا تفعل من أجل لقمة العيش» فإن الرد يكون «أنا طبيب - كاتب - مسوق» وليس «أنا أشتر - أكتب - أتسوق».
لذا ما الذي سوف يحدث عندما يكون الهدف الذي عملت جاهداً لمدة طويلة لتحقيقه أصبح فجأة ورائك ومن الماضي؟، كل الأحاسيس الإيجابية التي ذكرناها تختفي، لم يعد بإمكاننا تعريف أنفسنا كما فعلنا من قبل، لدينا فجأة وقت لا نعرف كيفية نملأه، لم يعد بإمكاننا حتى النظر بشكل دوري في المرآة والتفاخر أمامها وغيرها من الأسئلة التي لا نجد لها إجابات.
وحتى إن كان كل ذلك أمراً بسيطاً وغير مؤثراً بالنسبة إليك، هل تعلم أنه أثناء سعيك لتحقيق هدف ما فإن المخ يطلق هرمون يدعى «الدوبامين»، وهو هرمون مرتبط بكل من الدافع والسعادة تحسبًا للمكافأة في النهاية، لذلك عندما تُخطط وتعرف أنك ستكافئ بالنجاح فإنك في وضع بيولوجي يُشعرك بالراحة، كل إمجاز تحققه يمنحك المزيد من هرمون «الدوبامين»، مما يجعلك ترغب في الاستمرار في العمل، ولكن عندما تصل إلى هدفك، فإن إفراز هرمون «الدوبامين» يقل ما يؤثر على إحساسك بالراحة.
وفي بعض الحالات تؤدي سهولة الأهداف إلى إصابة الشخص بما يعرف بـ «مغالطة الوصول» إذ يشعر الإنسان بأنه بالفعل قد حقق هدفه ما يؤدي إلى إنخفاض معدلات إفراز «الدوبامين».
5 طرق تساعدك على الإنطلاق مجدداً ومنع الشعور بالارتباك:
1. لا تضع أهدافك في سلة واحدة
عادة ما نقرن القول "لا تضع كل بيضك في سلة واحدة" بالمال والاستثمار ، ولكن يمكن تطبيق ذلك على الأهداف أيضاً، حيث يمكنك وضع أهداف متعددة في ذات الوقت، لذا عند انتهائك من مشروع أو هدف، تقوم بتبديل التروس وإعادة التركيز على أهداف أخرى بدلاً من الشعور بالفراغ.
2. إنشاء تسلسل
إذا كان وقتك أو ظروفك الوظيفية لا تسمح لك بتعدد الأهداف والمشاريع في وقت متزامن، قم بإعداد تسلسل منطقي لما سوف يتبع عملك الحالي، حينها سوف تكون نهاية كل هدف أو مشروع مرتبطة بهدف جديد، وابذل ما في وسعد لجعل الانتقال بين المشاريع سلسًا قدر الإمكان، مثل جمع المستلزمات أو المعلومات بأسرع ما يمكن.
فيديو| تجربة العملاء وخدمة العملاء ورعاية العملاء ما الفرق بينهم؟
3. وقفة وانظر إلى الخلف
في بعض الأحيان عندما تنهي شيئًا كبيرًا وليس لديك أي أهداف أخرى، يمكنك أن تأخذ وقتاً كافياً للنظر إلى الوراء وتحديد ما تعلمته أو كيف نمت قدراتك. وحدد ما تُقدره في التجربة وما الذي ستمتنع عن تكراره وابتكر طريقة لتطوير نفسك وتطبيق معرفتك ومهاراتك الجديدة. الفكرة أن تصنع رابطاً بين ما حققته في الماضي والمستقبل.
4. خذ بعض الوقت للعثور على نفسك
نعم ، كان هدفك جزءًا منك. لكن جزء واحد فقط. إذا ركزت بشكل مفرط على هدف واحد، فمن المحتمل أنك سوف تفقد الاتصال بأجزاء أخرى من هويتك. فكر في المبادئ التي تؤمن بها لتتخطى ذلك الارتباك.
5. كُن أنت المُعلم
يمكنك أن تجعل قصة نجاحك مستمرة، وذلك من خلال نقل ما تعملته من خبراتك إلى شخص آخر يتمكن باستخدام تلك الخبرات من تحقيق نجاح وهدف جديد، وبذلك فإنك تشارك في هدف جديد بأفكارك ويكون العمل دائمًا وله تأثير حقيقي.