قبعات التفكير الست.. طريقك للنجاح والإبداع !
لطالما كانت أساليب التفكير وتطوير الفكر من اهتمامات الكثيرين، لاسيما وأنّها تثبت يومًا بعد يومٍ أهميتها ومدى صدقها وقدرتها على مساعدة الشخص وتحسين أدائِه وإبداعه. في هذه السطور سنسلط الضوء على واحدةً من أهم تلك التقنيات الكلاسيكية التي اعْتُمدَت وطُرحَت في هذا المجال، والتي كانت السبب في جعل صاحبها يتربع على عرش أشهر علماء التفكير الإبداعي.
إننا نتحدث كتاب "Serious creativity" أو "إبداع جاد"، الذي نشره الطبيب وعالم النفس المالطي "إدوارد دي بونو"” في العام 1992 الذي تناول خلاله نظرية "قبعات التفكير الست" والتي بُنِيَّت على فكرة بسيطة أساسها أنّنا نحاول دائمًا فعل الكثير في آنٍ واحدٍ، حتى التفكير، فإنّنا نسمح للأفكار بالتدفق بترتيبها الطبيعي العفوي، فيتشكل لدينا مزيج من كل ما هو عاطفي، منطقي، معلوماتي، نقدي في الوقت ذاته، والنتيجة واحدة: تفكير عشوائي غير بناء وغير واضح.
ولعلك تتساءل الان ما المغزى وراء مصطلح قبعات التفكير … اتى هذا المصطلح الى ذهن دي بونو في فترة تنقله من بريطانيا إلى ماليزيا .. و لعل تفكير ادورد بين اسلوب تفكير الغرب الذي دائما يعتمد على الفلسفة السفسطائية التي تقوم دائما على المناقشة و الحوار و طريقة تفكير الشرق و بالاخص اليابانيين فهم يعتمدوا على التفكير المتوازي …… ومن هنا قرر ان يبتكر طريقة لتفكير يجمع بين مزايا كل منهما في ” قبعات التفكير الست “
وتهدف هذه النظرية بشكل رئيسي إلى تعزيز التفكير الشامل للسياسيين والمستثمرين ورجال الأعمال وصناع القرار بشكل عام من خلال الاستفادة من مميزات جميع أنماط التفكير. فالقبعة البيضاء ترمز إلى التفكير العقلاني، والحمراء ترمز إلى التفكير العاطفي، والسوداء ترمز إلى التفكير السلبي، والصفراء ترمز إلى التفكير الإيجابي، أما الخضراء فترمز إلى التفكير الإبداعي، وأخيرًا ترمز القبعة الزرقاء إلى التفكير الشمولي.
وهذا يعني أن صانع القرار عليه ارتداء القبعات الست أثناء النظر في حل أي مشكلة، لأن كل قبعة من القبعات الست لها نمط فكري خاص بها وتملي على الشخص زاوية مختلفة للتحليل، والغرض من هذا الأسلوب هو السعي إلى الجمع بين نقاط القوة المميزة لكل نمط من الأنماط الستة.
ما هي أنواع القبعات؟
هناك ست قبعات للتفكير، لكل منها لونٌ يعبر عن صفتها وسماتها، وهي كالتالي:
القبعة البيضاء
يعتبر هذا النوع من التفكير أكثر الأنواع موضوعية وبساطة، حيث أنّ واضع هذه القبعة يعتمد بشكل أساسي على الإحصائيات والأرقام، فهو غالبًا ما يطرح أسئلةً واضحةً ويبحث عن إجابات مباشرة موضوعية. لا يميل للنقد أو المشاعر، بل موقفه واضحٌ وصريحٌ؛ يبحث عن أجوبةٍ متاحةٍ للجميع مجردةٍ من المواقف الشخصية أو الآراء الخاصة.
غالبًا ما يتم ارتداء هذه القبعة في بداية عملية التفكير، فالفكرة تكون في بدايتها بسيطةً ومبنية نسبيًّا على حقائق موضوعية ومعطيات واقعية.
القبعة الحمراء
تعتمد هذه القبعة على كل ماهو عاطفي ومشاعري، فواضع القبعة عكس سابقه لا يبحث عن معلومات حقة موضوعية بقدر ما يعطي أهمية فائقة لحدسه ومشاعره، فمواقفه لطالما تتسم برأي شخصي خصوصًا وإن كان حدسه لم يخنه في مواقف سابقة، فسيعتبره حجر حظه الذي لا يخطئ.
بتبني هذا الموقف، تصبح العاطفة خلفية المُفكِّر المتينة التي يقبل بها أو يرفض آراء الآخرين بدل الاعتماد على العقل والمنطق.
كصاحب شركة.. كيف تجعل العملاء يقعون في حب منتجاتك ؟! (إنفوجراف)
القبعة السوداء
إنّ هذه القبعة تحمل كل أنواع التفكير النقدي المتشائم السوداوي، فصاحب القبعة غالبًا ما يركز على عقبات النجاح ونسب الفشل والجوانب السلبية للفكرة، ومهما اتضح أنّه منطقي فهو في الحقيقة يعتمد في تحليله على كيميائية الخوف وعدم الرضا والتردد.
إنّ هذا النوع من التفكير في حال تمت السيطرة عليه بحيث يشكل نوعًا مؤقتًا من التفكير، وليس قبعةً دائمةً معتادةً للشخص، فإنّه سيمثل جزء الحيطة والحذر الذي يجب أخذه بعين الاعتبار في العملية التفكيرية.
القبعة الصفراء
على عكس سابقتها، فالقبعة الصفراء تعبر عن التفكير المتفائل المبني على الآمال، والرغبة في تحقيق الأمر أو حل المشكلة أو القيام بالتجريب مركزًا على مجموع الإيجابيات، ونقاط القوة التي يحملها.
إنّ اعتماد هذا النمط من التفكير وفي حال كان معقلنًا لا يتجاوز إلى التهور ولا يبنى على مجرد التخمين، فيعتبر القبعة المناسبة للنظر للمستقبل، والتي ينصح بارتدائها بعد السوداء قصد تحقيق التوازن؛ فالنظر في السلبيات يستدعي وجوبًا الاهتمام أيضًا بالإيجابيات.
القبعة الخضراء
إنّ الابتكار والإبداع ينطوي تحت طية هذه القبعة، فصاحبها غالبًا ما يسأل نفسها “ولما لا …؟” باحثًا عن حلولٍ وعن أفكارٍ إبداعية مميزة بدل تلك التقليدية والمتداولة.
إنّ هذه الفكرة تعبر عن الاندفاع وعن القدرة على تجريب كل ماهو جديد غير مألوف، فالرغبة في التغيير والتميز لطالما كانت محور وصفة صاحب هذا النمط الذي يستعد لتحمل المخاطر ومواجهة المجهول من أجل تحقيق أهدافه، وأفكاره الغريبة المجنونة والمختلفة المبتكرة.
هكذا تتغلب على تحديات التحول الرقمي الخمسة لتضع شركتك في المقدمة
القبعة الزرقاء
إنّها قبعة التفكير الشامل العام، الذي يبحث بشكلٍ أساسي في طريقة التفكير نفسها، محاولًا تحديد الطريقة المثلى للتفكير، فهي تمثل قبعة القائد الموجه لاعب الشطرنج، الذي يجب أن يحرك قطعه بشكل محدد يتماشى مع اللعبة كاملةً.
صاحب هذه القبعة يمتاز بنظرته الشاملة، ويميل غالبًا إلى العمل الجماعي والتفكير متعدد الأطراف، إذ أنّه يؤمن يقينًا أنّ التفكير الجمعي أكثر نفعًا وأكثر حكمةً من التفكير الفردي.
كيف نتعامل مع القبعات؟
علينا اولا ادراك ان القبعات السته التي يحدثنا عنها ادورد دي بونو هي طريقة خياليه ابتدعها هو ولكن تقوم على اساس علمي قوي فهي قبعات اساسها التي نفسي … و هذه الطريقة في التفكير تمنحك فرصة التفكير باكثر من طريقة من اجل الوصول الى نتيجة ناجحة مثالية …