لأن 2018 ستكون مختلفة.. تلك هي أهم التغييرات في عالم التسويق والدعاية الرقمية
بالتأكيد لا مجال للشك في أن الدعاية والتسويق الرقمي والالكتروني التي اجتاح عالم المال والأعمال في السنوات القليلة الماضية أحدث ثورة ضخمة جداً وحقق مبيعات هائلة وانتشار كبير على نطاق واسع للغاية بين الجماهير .
ولكن وعلى الرغم من تلك التغييرات التي أحدثتها الأساليب الرقمية في الدعاية والتسويق إلا أنه ولفترة غير قصيرة من الزمن لم يشهد هذا الجزء من عالم الدعاية والتسويق الكثير من التغييرات والتجديد باستثناء تحديث الشركات والمؤسسات المختلفة لمواقعها الالكترونية من أجل إتاحة الفرصة أمام مستخدمي الهواتف الذكية لتصفحها بالإضافة إلى الاهتمام أكبر بالـ SEO " تحسين محركات البحث " لضمان ظهور أقوى وانتشار أكبر على محركاته العملاقة حتى جاءت عام 2018 بعدة تغيرات محورية هامة سيتم تسليط الضوء عليها خلال النقاط التالية .
إنفوجراف| #ميلاد_اسد_الامارات.. كيف هنأ مشاهير تويتر الشيخ محمد بن زايد بميلاده ؟
1- استخدام الفيديو المباشر
حقق المحتوى المرئي عبر شبكة الانترنت باستخدام تقنية الفيديو المباشر و البث الحي شعبية كبيرة جداً في مجال الدعاية والتسويق وفي عام 2018 أصبحت تلك التقنية المهمة أداة أساسية يتم استخدامها جنباً إلى جنب مع مقاطع الفيديو الإبداعية وملفات الـ GIF ووسائل التفاعل المرئية الأخرى لجذب عدد أكبر وتفاعل أكثر من الجماهير للشركات والعلامات التجارية المتنوعة .
ولقد كان من المتوقع انتشار استخدام تقنية الفيديو بين معظم الشركات والعلامات التجارية بشراهة وبث الفيديوهات المصورة للمنتجات والخدمات عبر صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة منذ عام 2016 فلقد أظهرت دراسة استقصائية تم نشرها في نفس العام أن أكثر من 82 % من المسوقين يرغبون في إنشاء المزيد من مقاطع الفيديو وأن هناك 42% منهم زاد استهدافهم لاستخدام تقنية البث الحي .
وبعد انتشار خاصية استخدام الفيديو المباشر شهدت صفحات تلك الشركات والمؤسسات نمو كبير جداً في عدد الزيارات حيث تضاعفت نسبتها أكثر من 3 أضعاف العدد التقليدي كما ارتفعت نسبة التعليقات التي يتركها العملاء على تلك الصفحات بنسبة كبيرة بطبيعة الحال وهو ما ضمن ارتفاع شديد في عدد متابعي صفحات الكيانات الاقتصادية الخدمية وأدى إلى نمو مبيعاتها وأربحاها .
2- الذكاء الاصطناعي (AI)
إذا كنت تعتقد أنه من السابق لأوانه الحديث عن تأثير وسائل الذكاء الاصطناعي في عالم التسويق والإعلان فربما عليك إعادة التفكير مرة أخرى بشكل أكثر عمقاً هذه المرة لأن التطور والابتكار في عالم التسويق والدعاية في عام 2018 من المتوقع أن يبلغ عنان السماء .
ففي الوقت الحالي بالفعل أصحبت وسائل وتطبيقات الذكاء الاصطناعي متداخلة حولنا ومتواجدة في العديد من الأجهزة التي نستخدمها بشكل يومي ولقد جعل تنامي تواجد تطبيقات ووسائل الذكاء الاصطناعي في الحياة العامة 58٪ من كبار مسؤولي التسويق يؤمنون بأن الشركات ستضطر إلى التنافس لاستخدام تطبيقات وتقنيات الذكاء الاصطناعي في مجال الدعاية والتسويق لتحقيق النجاح في السنوات الخمس المقبلة.
#محمد_بن_سلمان_في_بريطانيا.. هكذا تزينت لندن لاستقبال ولي العهد
ولعل أبرز الوظائف التسويقية والدعائية التي سوف يتم استغلال تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي فيها هي سد الفجوة الكبيرة بين علوم البيانات والتسويق بمعنى أن تقنية الذكاء الاصطناعي بكل تأكيد سوف تساعد بقوة في الحصول على أكبر عدد ممكن من العملاء المستهدفين في أقل وقت ومجهود وهو ما سيؤدي بالتأكيد إلى ارتفاع المكاسب المادية والمالية للمؤسسات .
3- تحدي الخصوصية
بالتأكيد في عصر العالم المفتوح الذي نعيشه الأن لم تعد الخصوصية أمر مهم جداً فبيانات المستخدمين الشخصية يتم الوصول إليها من قبل إدارات الكيانات الاقتصادية الكبرى من أجل معرفة الأمور الأكثر مشاهدة وزيارة من قبل الجماهير واستهداف الفئة التي تتوافق ميولها الشرائية مع الخدمات أو المنتجات التي تقدمها كل شركة أو مؤسسة .
ولكن تقنياً ومع اتجاه معظم البشر إلى تغيير واستبدال أجهزتهم الذكية بأخرى حديثة فإن تتبع بياناتهم والأمور التي يهتمون به لاستغلالها تسويقياً في جعل كل المواد المشابهة لاهتماماتهم تظهر بكثرة أمامهم أصبح أمر صعب للغاية .
فوقاً لتقرير PaigeFair الذي نشر في شهر كانون الثاني في عام 2017 بأن تنامي استخدام الجماهير لتطبيقات التي تمنع ظهور الإعلانات الرقمية والالكترونية أثناء تصفحهم للانترنت أو مواقع التواصل الاجتماعي ارتفعت بنسبة 11% وهو ما شكل زيادة إجمالية بين مستخدمي الانترنت بشكل عام بنحو 30% رغبة في حماية المستهلكون في حماية خصوصيتهم وأمانهم .
ومايزيد الأمور صعوبة أنه وبالرغم من إتاحة المواقع المختلفة للمستخدمين والزائرين غلق خيار ظهور الإعلانات عبر النقر على زر عدم الموافقة إلا أن المرعب في الأمر وما يمثل تحدياً حقيقياً أمام خبراء التسويق والدعاية الالكترونية أن نسبة 74% من زائري المواقع يغلقون صفحة الموقع من الأساس بسبب الضجر أو الغضب والخشية من اختراق خصوصياتهم
- وفي نهاية الأمر بالتأكيد لم تحصل كل تلك التطورات والتغيرات في الربع الأول من عام 2018 ولكن بالتأكيد فالمحترفين في عالم الدعاية والتسويق لا يزالون يضعون كل الاحتمالات تحت الدراسة والتدقيق وعلى أغلب الظن سوف تبدأ المعركة الحقيقية بين الكيانات الاقتصادية في منتصف هذا العام .