النائب العام لـ«الرجل»: عملت 32 عاماً في القضاء ولا أتصور نفسي خارجه.. ويوجه رسالة للعاملين به
تحدث النائب العام السعودي، الشيخ سعود بن عبدالله بن مبارك المعجب، عن دراسته قائلا: "أحمد الله كانت دراستي تسير ولله الحمد بيسر، مع صعوبة المقررات والمدرسين في ذلك الوقت، فلم اخفق أو اتخلف في مادة واحدة، من بداية تعليمي، حتى تخرجي في كلية الشريعة عام 1406 ه 1407 -ه".
النائب العام الشيخ سعود المعجب يكشف لـ«الرجل» عن هواياته.. ويتحدث عن علاقته بوالديه
وعن علاقته اليوم بزملاء الدراسة، يوضح "مع الاسف لا تربطني الآن بزملاء الدراسة أي علاقة إلا من كان منهم له علاقة بالعمل القضائي".
من هو الشيخ سعود المعجب.. ولماذا اختارته القيادة السعودية نائباً عاماً للمملكة؟
وأضاف المعجب خلال إجباته أثناء حواره مع مجلة الرجل، حول طموحاته وأماله في صغره، قبل أن يصبح قاضيا، قائلا: "في الابتدائية كنت أطمح وأتخيل نفسي طبيباً أو مهندساً، وعندما التحقت بالمعهد العلمي بمشورة والدي، علمت انني لن اخرج من القضاء أو التدريس" .
ويضيف موضحاً "لو لم أكن في مكاني الحالي، لم اكن اتصور نفسي خارج القضاء. فقد عملت فيه أكثر من اثنين وثلاثين عاماً، متنقلاً بين محاكم المملكة العامة والجزائية والأحوال الشخصية، قاضياً ورئيساً في ثلاث مناطق من المملكة، جازان والشرقية والرياض، ثم عضواً في المجلس الاعلى للقضاء؛ فمعظم حياتي قضيتها في القضاء، وشاركت في الكثير من المؤتمرات والزيارات والأنظمة في القضاء داخلها وخارجها، وعملي في النيابة العامة له علاقة قويه بالقضاء، بل هو سلطة قضائية".
ويرى المعجب، أنه فضلاً عن التحصيل العملي، يلزم المرء لحمل الامانة والمسؤولية القضائية "التوجه لكل ما هو مفيد". ويكشف بأنه استشار الكثير من القضاة، فأشاروا عليه بأن "الملازمة والانتظام فيها خير معين لك بعد الله في تحمل مسؤولية القضاء".
ويتابع "فعلاً توجهت للملازمة، وكنت حريصاً على أن أستفيد من أصحاب الفضيلة القضاة، فأتعلم كل صغيرة وكبيرة، وحملت أمانة القضاء، فحكمت في كثير من القضايا في بداية ملازمتي عندما رأى القاضي الذي لازمت عنده أنني مؤهل للفصل، وكنت أرفع القضايا التي احكم فيها إلى محكمة التمييز، فتحملت الامانة في بداية ملازمتي، واستفدت من ملازمتي عندما باشرت القضاء في محاكم جازان" (محكمة جازان الكبرى والجزائية، ومحكمة الموسم وفيفا).
وينصح العاملين بالقضاء بالقول "أنا أحثّ القضاة الجدد على استغلال وقت التدريب والملازمة فيما هو مفيد لهم في عملهم القضائي والاستفادة من الخبرات".
ويلفت الى أنه "الآن ومن واقع الخبرة وفي الوقت الحالي، وبعد التطوير المجدد في كل المجالات، في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، وسمو ولي عهده الامين محمد بن سلمان حفظهما الله وأدام عزهما أرى أن يعاد
النظر في تعيين القضاة قبل اكتسابهم الخبرة الكافية، في جميع المجالات التي تحتاج إليها بلادنا في التطوير والتنمية، بعد تسلحهم بالعلم الشرعي والقانوني والاستفادة من الخبرات، داخل المحكمة وخارجها، في تهيئة القضاة ليكونوا مهيئين لتولي منصب القضاء المهم".
وكان النائب العام في المملكة السعودية الشيخ سعود المعجب، أكد أن محاربة الفساد لن تتوقف وهي متواصلة بقيادة خادم الحرمين و ولي عهده الامين الى أن يتم اقتلاعه من جذوره في كل زمان ومكان.
وكشف المعجب - في اول حوار صحفي له لمجلة الرجل - بأن عدد الموقوفين الذين رفضوا التسوية قليل جداً، وبأن الذين اثبتت التحقيقات تلبسهم في قضايا الفساد سيخضعون لمحاكمة عادلة وفقاً للأنظمة المرعية، وأن بإمكانهم توكيل محاميين للدفاع عنهم في مرحلتي التحقيق والمحاكمة.
أما بالنسبة للمتهمين الفارين خارج البلاد اوضح المعجب، بأنه يتم جمع الأدلة والقرائن فيما نسب إليهم وسيصدر بحقهم مذكرة اتهام مستوفاة لجميع المتطلبات سيتم توجيهها للجهة النظيرة في البلد المراد استرداد الشخص منه.
ويتولى المعجب بنفسه التحقيقات التى تجرى اليوم مع الامراء والوزراء ورجال الاعمال الموقوفين فى قضايا الفساد، حيث لفت في حواره لمجلة الرجل بأن قضايا الفساد لا تتعلق فقط بالاموال بل هناك اساءة استخدام للسلطة واستغلال النفوذ وتبديد المال العام.
وبحسب المعجب فإن النيابة العامة تستطيع أن تدعي على أي شخص "فالشريعة والنظام لا تفرقه فيها، والادعاء على الشخص عادياً كان او اعتباريأ، وأن لا حصانة لاحد إلا مَنْ نَّص النظام عليهم ويتخذ بحقهم الاجراءات النظامية التي وضحت طريقة التعامل معهم في حال التلبس والاشتباه".
وفي سياق متصل يحث المعجب القضاة الجدد باستغلال وقت التدريب والملازمة فيما هو مفيد لهم في عملهم القضائي والاستفادة من الخبرات، ويدعو انطلاقاً من خبرته الى اعادة النظر في تعيين القضاة قبل اكتسابهم الخبرة الكافية في جميع المجالات التي تحتاجها المملكة في التطوير والتنمية، ليكونوا مهيئين لتولي منصب القضاء.
والمعجب الذي تولى العديد من المواقع القضائية الهامة يرى في القضاء "أمانة ومسؤولية عظيمة" وأن المنصب بالنسبة له "تكليف لا تشريف يعلم بأنه لا يدوم لاحد".
وقال المعجب في حواره لمجلة الرجل "هنيئاً لمن ادى واجب الامانة بصدق مع الله ومع ولاة الامر ومع المجتمع ولو لم أجد من المنصب إلا تشرفي بثقة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الامين لكفتني"، واضاف "اسأل الله أن اكون عند حسن ظنهما وأن أوفق في عملي بما يبرئ ذمتي وذمة من ولاني هذا المنصب".
ويرى المعجب بأن استقلال النيابة العامة وارتباطها بالملك ــ حفظه الله ــ يعطيها القوة والهيبة والعمل الجاد فيما يحقق المصلحة العامة للوطن والمواطن والمقيم.
وفي سياق متصل كشف المعجب بأنه تعرف على الملك سلمان عندما كان أميراً لمنطقة الرياض وكان يحضر مجالسه وقد تأثر بشخصيته الحازمة العازمة وتوجيهاته الموفقة وحرصه على العمل وانجازه ومتابعته الدقيقة لكل صغيرة وكبيرة.
بالنسبة للاهتمامات الشخصية كشف المعجب حبه للسباحة والمشي والسفر للاماكن الهادئة، لكنه لفت بأن اجازاته نادرة منذ توليه منصب عضو مجلس القضاء حتى يومنا هذا نائباً عاماً.
يشار بأن قرار ملكي صدر في حزيران من العام الماضي قضى بتعيين سعود المعجب نائباً عاماً في المملكة السعودية، وسبق للمعجب - يحمل اجازة من كلية الشريعة الإسلامية - ان كان قاضياً في المحكمة الجزائية، ورئيساً لمحكمة الأحوال الشخصية بالرياض، وعضواً في المجلس الأعلى للقضاء بمرتبة رئيس محكمة استئناف.