هكذا يختلف تأثير الأمراض من الرجال إلي النساء
منذ سنوات طويلة ومعالجة الأمراض تتم بطريقة واحدة من دون الاخذ بالحسبان إختلافات الجنس وكأن المرض يأتي «بمقاس» واحد ينسحب على الجميع .
ولكن الدراسات الحديثة أثبتت بأن بعض الأمراض تؤثر على النساء والرجال بشكل مختلف وبالتالي يجب معالجتها بشكل مختلف.
فما هي بعض هذه الأمراض وكيف تختلف التأثيرات؟
أمراض القلب
أمراض القلب هي المسبب الاول للوفيات عند الرجال والنساء على حد السواء ولكن الرجال أكثر عرضة للإصابة بهذا المرض وبشكل مبكر. النساء يطورن مشاكل في القلب في مراحل متأخرة من حياتهن مقارنة الرجال الذين يصابون بالمشاكل نفسها بفارق عمري يقدر بعشر سنوات. السبب هذا مرده الى أن هرمون الاستروجين عند النساء يشكل عامل حماية لهن من هذه الأمراض. في المقابل أعراض مرض القلب هي أكثر وضوحاً عن النساء مما هي عند الرجال. ورغم أن عوامل الخطر هي نفسها عند الجنسين ولكن معدل موت النساء من أمراض القلب التي لم يتم تشخيصها هو أعلى بكثير من معدل موت الرجال.
الرجال أقل عرضة للإصابة بمرض الأوعية الصغيرة من النساء وذلك لان النساء وبعد سن اليأس يختبرن تغيراً في شكل عضلة القلب .. الرجال يختبرون حالة مشابهة وهي إعتلال عضلة القلب تاكوتسوبو وانما لاسباب مختلفة وهي التوتر والضعوطات النفسية والصدمات العاطفية.
إرتفاع ضغط الدم
ضغط الدم أكثر شيوعاً عند الرجال من النساء خصوصاً في المراحل العمرية الشابة. الدراسات أكدت بأنه هناك إختلافات كبيرة عند تشخيص المرض عند كل من الرجال والنساء وبالتالي العلاج يختلف بشكل جذري. في دراسة أجرتها جامعة غوتنبزغ تبين بانه لا يمكن استخدام الادوية نفسها للجنسين. فبعد مراقبة الوضح الصحي لوضع الصحي اليومي لـ 40,825 رجل وامرأة أظهرت الدراسة أن المرأة أقل احتمالاً من تحقيق الهدف العام للعلاج بنسبة أقل من 140/90 ملم زئبق، وهو الحد الأدنى لارتفاع ضغط الدم. الإختلاف مرده الى ان النساء يحتجن في كثير من الاحيان دواء مدر للبول في حين يتم إعطاء الرجال مثبطات تمنع انزيماً معيناً في الكلى.
السبب لعدم إستجابة النساء يرتبط بما ذكر اعلاه أي بكون النساء اقل عرضة للإصابة بامراض القلب خلال مرحلة الشباب وعليه هن اكبر سناً عند تشخصيهن بإرتفاع ضغط الدم.
سرطان الثدي
النساء أكثر وعياً للخطر الكبير لسرطان الثدي بينما الرجال أقل وعياً وذلك لان نسبة اصابة الرجال به أقل. النساء وبشكل دائم يخعضن للفحوصات اللازمة لاكتشاف المرض الثدي الرجال لا يقمن بذلك وغالباً وعليه عند إكتشاف المرض تكون الحالة متطورة جداً ويكون المرض أكثر عدائية وخطورة وبالتالي يصعب علاجه. وبما أن الثدي عن الرجال لا يحتوي على كمية الانسجة الموجودة عند النساء وغالباً ما يتكون أسفل الحلمة وعليه فإن لا يسهل رصده .
السكتة الدماغية
بينما عوامل الخطر للسكتة الدماغية هي نفسها عند الجنسين والتي هي تاريخ العائلة، ارتفاع ضغط الدم وارتفاع مستويات الكولسترول ولكن بعض عوامل الخطر تختلف بين الرجال والنساء. عند النساء حبوب منع الحمل، الحمل، والعلاج بالهرمونات البديلة بالاضافة الى نوبات الصداع النصفي، الورك العريض من الامور التي تعاني منها المرأة بعد سن اليأس من عوامل الخطر التي لا تنطبق على الرجال. وهذا الامر يفسر سبب إصابة النساء بالنوبات بمعدل اكبر من الرجال.
أعراض السكتات تختلف أيضاً فعند الرجال تظهر بشكلها التقليدي أي الشعور بالخدر والضعف في الأطراف وصعوبة في المشي والرؤية المزدوجة بينما النساء يختبرن ضعفاً بشكل عام، تغييرات في الحالة العقلية والمعاناة من الحمى ولذلك عادة يتم تشخيص السكتات عند النساء بشكل خاطئ خصوصاً خلال المراحل الاولى حيث لا تكون واضحة تماماً.
السكري
السكري يكون أكثر عدائية عند النساء من الرجال والعلماء يرجحون أن السبب يرتبط بمستويات الكولسترول الجيد أل دي ال عند النساء، فعند الإصابة بالسكري فان مستويات الدهون الثلاثية في الدم تجعل مستويات ال دي ال في الدم تنخفض عند النساء وهذا «المزيج» لا يجعل السكري اكثر عدائية وتأثيراً بل يرفع نسبة الاصابة بأمراض القلب.
دراسات اخرى تحدثت عن دور هرمون التستوستيرون في حماية الرجل من الاصابة بامراض الكلى المرتبطة بالسكري والتي نسبتها أقل بأشواط من نسبة إصابة النساء بها.
إضطرابات المناعة الذاتية
لحسن حظ الرجال إضطرابات المناعة الذاتية تصيب النساء أكثر من الرجال وبفارق كبير جداً إذ ان ٧٥٪ من المصابين بالإضطرابات هذه هم من النساء. إضطرابات المناعية الذاتية تشمل الذئبة الحمامية الجهازية، التهاب المفاصل الروماتويدي، التهاب الغدة الدرقية هاشيموتو، والتصلب المتعدد، والتليف الصفراوي الابتدائي وهي تدفع بجهاز المناعة في الجسم الى مهاجمة اعضائه. الذئية مرض يصيب النساء بشكل عام بنسبة ٩ الى واحد. ولكن في حال أصيب الرجال بالذئبة فان المرض يكون عدائياً بشكل أكبر مما هو عليه عن النساء.
الإكتئاب
النساء أكثر عرضة بمعدل الضعف للإصابة بالاكتئاب وذلك بسبب الهرمونات والعوامل الوراثية والاختلافات في آلية التفكير والتعامل مع المواقف الحياتية اليومية. النساء يفكرن أكثر من الرجال بافكار سلبية ما يجعلهن يعانين من التوتر والقلق وبالتالي الاكتئاب. اما الرجال فهم يتعاملون بشكل أكثر واقعية مع الامور. ولكن حين يتعلق الامر بالعلاج، النساء يلجأن الى الاطباء بينما الرجال لا يقومون بذلك. تشخيص الإكتئاب عند الرجال اكثر صعوبة من تشخيصه عند النساء لان الرجل يحاول اخفاء الامر أو اللجوء الى ملهيات تبعده عن المشاعر السلبية.