تشعر بشهية كبيرة للسكريات ؟ هكذا تكبحها
اكثر ما يطيح بالنظام الغذائي المتوازن، هو تلك الشهية الجارفة التي تجتاح المرء مساء، اثناء مشاهدة التلفاز او في فترات بعد الظهر، قبل مغادرة المكتب، او حتى في صباح يوم من ايام عطلات نهاية الاسبوع.
غالباً ما تتركز هذه الشهية على استهلاك السكريات والحلويات او النشويات على انواعها. فنادراً ما يشتهي المرء مثلاً، البروكولي او الطماطم او اوراق السبانخ. في المقابل، تنغمس المخيلة في تصوير قطع الشوكولا او المثلجات او شرائح البيتزا او رقائق البطاطس المقلية او الحلويات العربية على انواعها. فما سبب هذه الشهية؟ وكيف يمكن المرء ان يصدّها، لئلا يجد نفسه يكتسب مئات السعرات الحرارية التي غالباً ما تؤديالى بطن منتفخ ودهون متراكمة؟
الواقع ان هذه الشهية التي غالباً ما نجد أنفسنا مستسلمين لها، ليست إلا فخاً نصبناه لأنفسنا في الاساس. كيف ذلك؟
يلعب العقل دوراً رئيسياً في اطلاق العنان لهذه الشهية، فنجد انفسنا احياناً كثيرة عاجزين عن كبحها،ما يؤدي الى التهام الكثير من المأكولات الضارة، ليراودنا بعدها شعور قوي بالذنب.
المفاجأة ان "الحل" موجود، وهو ليس صعباً، وهناك كثير من التكتيكات التي تساعد في تلطيف حدة هذه الشهية وتوجيهها نحو المكان السليم"، كما يفيد أحد اختصاصيي مواجهة البدانة، الدكتور مايكل منتل. إذ يلفت الى ان انخراط العقل في اطلاق العنان للشهية يعنيان هناك احتمالاً كبيراً في السيطرة عليها ومواجهتها من خلال مخاطبة العقل.
فالشهية تبدأ في العقل وتترجم في اللعاب الذي يسيل من أفواهنا.
قبل التطرق الى الحلول، لا بدّ من عرض السببين الاساسيين خلف هذا الشعور الملحّ بضرورة التهام الطعام:
1- على المرء ان يعي ان الجسم وظيفته الحفاظ على وضع مستقر. هذا يعني انه يتمتع بكثير من الآليات لتذكير المرء بضرورة تناول الطعام لئلّا يتضور جوعا. لذلك، عندما نأكل كميات قليلة جداً من الطعام بهدف خسارة الوزن، اي عند اتباع حميات عشوائية او عند الاكثار من استهلاك السكريات التي تتكسّر سريعاً، فإن الجسم سيطلب المزيد من الطعام. هكذا يغرق المرء في دوامة من الاكل المتواصل. في المقابل، إذا كانت اختيارات الاطباق صحية وسليمة، لن يشعر الجسم بالحاجة إلى تناول السكريات التي تمنحه وقوداً سريعاً، لكنه سريع التكسر ايضاً. إذا الخطوة الاولى، تبدأ بتناول اطباق صحية ومتوازنة. فالجسم عندما يجوع يطلب الطعام بالشكل الاكثر بساطة، اي يطلب السكريات وليس الخضار مثلاً.
2- عندما يواجه المرء بعض المشكلات او الصعاب، مهنياً او عائلياً او عاطفياً، وعندما يشعر بالغضب او التوتر او الكآبة او حتى الملل، فإن اول ما يبحث عنه هو السكريات وسواها من المأكولات غير الصحية. ندرك جيداً انه لا يمكن تجنب مشاعر من هذا النوع، لذلك لا بدّمن اعتماد التقنيات الآتية:
6 تكتيكات فاعلة في كبح الشهية:
1- البروتيين: في المرة المقبلة التي تشعرون فيها بالحاجة الى التهام اصابع الشوكولا او سواها من السكريات، تناولوا اللبن الزبادي او حفنة توازي قبضة اليد من المكسرات. انتظروا نحو 20 دقيقة، اذا شعرتم بعدها بحاجة جارفة إلى تناول الشوكولا فلا تتوانوا عن ذلك، شرط عدم المبالغة في الكميات.
ما سرّ نجاح هذا التكتيك؟ الواقع ان البروتيينات تكبح الجوع الطارئ، حينها سيجد الجسم نفسه بغنى عن طلب السكريات. كذلك، يحتاج الجسم مدة اطول لهضم هذه البروتيينات، ما يعني جوعاً أقلّ وفقداناً للوزن.
2- التنفّس: قد تعتقدون ان هذا التكتيك مجرد مزحة، لكن التجارباثبتت العكس. يكفي ان تمارسوا تمارين التنفّس بقوة، على الاقل ثلاث مرات، بعدها اسألوا انفسكم لمَ تريدون تناول شريحة البيتزا هذه او السكاكر؟ هل لأنكم تشعرون فعلاً بالجوع، ام لأنكم مصابون بالتوتر؟ إذا كان الخيار الثاني هو الجواب، فعليكم حينها ان تتحلوا بالوعي الكافي لعدم الانجرار خلف هذه الشهية التي لا تمتّ الى حاجة جسدية بصلة. في هذا الاطار، يلفت الاختصاصيون في علم التغذية الى ان التواصل بين الجسد والنفس امر ضروري، بهدف تناول الطعام بشكل "عقلاني".
3- التأجيل: بما انه غالباً ما تكون هذه الشهية ناتجة عن "جوع نفسي"، اعتمدوا تكتيكاً ذكياً عبر اخبار انفسكم ان اصبع الشوكولا هذا، ستتناولونه لاحقاً. عندما تخبرون أنفسكم هذا الامر، فإن الدماغ سيعمد الى تبديل اولوياته، فينشغل حينها بالتفكير في أمر آخر.
4- الإقناع: بعض التكتيكات الفاعلة في محاربة الشهية، تكمن في مخاطبة العقل مباشرة. إذ إنه "الرأس المدبر" لهذه الشهية الجارفة. لذلك، دوّنوا على ورقة ما الذي تشتهونه في هذه اللحظة. بعدها دوّنوا ايضاً "ان الامر ليس ناتجاً عن جوعجسدي، بل مجرد نزوة عاطفية. الجسد لا يحتاج الى تناول هذه الاطعمة لكي يحافظ على ادائه". إن اعتماد هذا الاسلوب في مخاطبة العقل واقناعه، يساعد في بثّ الافكار الايجابية والعقلانية، بدلاً من الانجرار نحو شهية تؤدي الى الدوران ضمن حلقة مفرغة.
5- استباق المشاعر: إذا راودتكم رغبة جارفة في التهام البرغر مع البطاطا المقلية، ففكّروا في كيف ستشعرون خلال فترة بعد الظهر. ستعجزون عن مواصلة العمل، بسبب الشعور بالكسل والنعاس نتيجة بدء آلية الهضم.
6- الطعام ليس مكافأة: هناك خطأ جسيم يرتكب أحياناً في مرحلة الطفولة، ويرافق المرء طوال حياته. كثُراعتادوا نيل السكاكر او الشوكولا مكافأة عن سلوك ايجابي في الصغر، بعدها صارت السكاكر تلك "الجائزة" التي يقدمها المرء لنفسه عندما يتضور جوعاً،أو عندما يفرح او يحزن، او حتى عندما يشعر بالملل او التوتر. في هذا الاطار، نقترح عليكم تبديل هذا السلوك عبر الانخراط في نشاط مختلف، بعيداً من الطعام؛ نشاط يزيل عنكم الهم. ما رأيكم بمكافأة انفسكم بجلسة تدليك،او بممارسة هواية في الهواء الطلق، تبعد عنكم التوتر؟ هناك الكثير من النشاطات التي تعزز هرمونات السعادة بعيداً من عالم السكاكر والنشويات.