نقاط قوتك.. هكذا تكتشفها وتبلورها وتستغلها لنجاحك
هناك منطق عام في مختلف المجالات يركز على الأجزاء السلبية. ففي إجتماعات تقييم الموظفين مثلاً المنطق المعتمد يتمحور دائماً حول فكرة «التحسن نحو الأفضل» حتى ولو كان التقييم العام جيداً.
عدد كبير من الدراسات أكدت بأن البشر يميلون لمنح التفاصيل السلبية إهتماماً كبيراً فمثلاً عندما يطلب من أي شخص تذكر حوادث هامة تركت تأثيرها النفسي والعاطفي عليه فهو يتذكر ٤ حوادث سلبية مقابل واحدة فقط إيجابية.
الإنتقادات كما هو معروف تؤثر بشكل أقوى ولفترات أطول على الشخص المعني من المديح. ولكن لا يمكن الإعتماد فقط على المديح في مكان العمل، فالتقييم التصحيحي وردود الافعال والتصحيحية ضرورية من أجل فرز الموظف الناجح من غير الناجح ومن أجل إرتقاء كل شخص الى المستوى المطلوب والمتوقع منه.
ولكن ولسوء الحظ التقييم الذي يبرز نقاط الضعف يمكنه أن يجعل أي مدير موهوب يركز أكثر مما يجب على كل ما هو سلبي وأن يرغم نفسه على أن يناسب «القالب» المحدود المعد سلفاً.
التركيز على الجزئيات الخاصة بالمشاكل تمنع الشركات من كسب أفضل أداء ممكن من موظفيها. فالأمر أشبه بلاعب كرة قدم يملك موهبة خرافية ويمكنه ان يكون بارعاً جداً في الهجوم والدفاع وخط الوسط وحتى في حراسة المرمى، فما الذي قد يدفع بمهاجم ثانٍ مثلاً في الفريق نفسه بالعمل على تحسين قدراته ان كان ذلك الشخص يقوم بكل شيء.
الحل يكمن في تشجيع ودعم المهارات التي يملكها ذلك الشخص وبالتالي حثه على تطويرها بغض النظر عما يفعله ذلك الشخص الذي يملك مهارات خرافية.
في هذه المفارقة في علم النفس البشري فانه بينما يتذكر البشر الإنتقاد فهم يتجاوبون أيضاً مع المديح. الأول يجعلهم دفاعيين وبالتالي إمكانية تغيرهم شبه معدومة اما الثاني فهو يؤدي الى زيادة الثقة بالنفس والرغبة بالتحسن. المديرون الذين يعززون نقاط قوتهم يمكنهم أن يصلوا لاقصى طاقة ممكنة يملكونها.
المقاربة الإيجابية هذه لا تتجاهل المشكلة التي تبرز المقاربات التقليدية، ولكنها توفر تجربة منفصل وفريدة من نوعها من ردود الفعل التي توازن بين الإيجابي والسلبي. هذه المقاربة تسمح للمدير بالوصول إلى نقاط قوة كان يعرف أو لا يعرف بانها موجودة وبالتالي يساهم بشكل اكثر فعالية في نجاح مؤسسته.
خلال السنوات الماضية طور الخبراء أداة تساعد البشر على فهم وتنمية نقاط قوتهم وهي تسمى إنعكاس الذات الأفضل RBS والتي هي اختصار لـ Reflected Best Self . التقنية هذه تسمح بتطوير حس الذات الأفضل من خلال تذكر نقاط القوة والبناء عليها وبالتالي إمتلاك القوة الكافية للتعامل مع نقاط الضعف من أجل الوصول الى أفضل نسخة ممكنة عن نفسه.
تحديد المستجيبين وطلب التقييمات
المهمة الاولى في هذا التمرين هي بجمع ردود الأفعال من مجموعة مختلفة من الاشخاص داخل وخارج مكان العمل ومن مراحل مختلفة من حياتك سواء كانوا زملاء عمل سابقين أو أصدقاء أو أفراد عائلة. الالية هذه تسمح بفهم أكبر وأكثر شمولية من تقنيات التقييم التقليدية في العمل.
التعرف على الأنماط
بعد الحصول على المعلومات عليك أن تبحث عن نمط محدد أو أنماط معينة تتكرر. بعد التعرف عليها يجب وضعها في جدول كي تتمكن من رؤية الصورة الأشمل. قد تظن بانك ستحصل على ردود افعال وتقييمات متشابهة ولكنك ستتفاجأ بحجم التنوع الذي ستجد نفسك أمامه .
شكل صورتك الذاتية
الخطوة التالية هي بكتابة توصيف لنفسك يختصر المعلومات المتراكمة التي حصلت عليها وعليك عدم الإستسلام للرغبات الملحة بكتابة أفضل توصيف ممكن عن نفسك.التوصيف هذا لا يجب كتابته على شكل نقاط بل كموضوع سردي يبدأ بجملة «حين أكون في أفضل مراحلي ، أنا..». هذا الأسلوب في الكتابة يمنحك صورة واضحة لما انت عليه حين تكون بأفضل حالتك كما انه سيربط بين نقاط كانت تبدو لك غير مترابطة على الإطلاق سابقاً هذه المهمة تتطلب الوقت كما أنها تتطلب الكثير من الحذر كي لا تنساق خلف رغبتك بتحسين صورتك، ولكن في النهاية وحين تنتهي من الكتابة ستجد نفسك امام صورة متجددة لما أنت عليه.
«إعادة تصميم» وظيفتك
بعد أن تقوم بتحديد نقاط قوتك الخطوة التالية ستكون إعادة تصميم المسمى الوظيفي من اجل البناء على ما تجيده. فلو افترضنا ان الروتين في عملك يجعلك تشعر بالملل ويفقدك الدوافع فما عليك القيام به هو إيجاد مقاربة أفضل بين ما تقوم به وبين ما تجيده فعلاً. الامر قد يتطلب إدخال تغيرات بسيطة على الطريقة التي تعمل بها وعلى الطريقة التي تمضي بها وقتك. ولكن ما يجب وضعه بالحسبان هو انه رغم ان معظم الوظائف تتيح مساحة ما من الحرية في عدد من المجالات ضمن نطاق المسمى الوظيفي ولكن عليك التأكد منها وعدم تجاوزها. هذه الهوامش ستسمح لك بإظهار نقاط قوتك وتوظيفها والتحول لافضل نسخة ممكنة عن نفسك.
الاستيقاظ مبكرًا ليس الحل لزيادة الانتاج.. تغيير روتين نومك سيفي بالغرض