لماذا على أرباب العمل التوقف عن اجراء المقابلات الشخصية؟
أرباب العمل، مثل معظم الأشخاص، يميلون إلى الثقة بالآخرين من خلال الاعتماد على حدسهم، ولكن عندما يقرر أصحاب العمل من يوظفون، فإنهم يثقون بذلك الحدس أكثر مما ينبغي.
ولنفترض لنفترض أنك تفكر في مرشحين اثنين للحصول على وظيفة في المبيعات، المرشح أ والمرشح ب، وقد قابلت الاثنين معا، ولقد أعجبت أنت وزملائك للغاية بالمرشح أ، الذي كان ديناميكيًا، جذابًا، ومحبوبًا للغاية - ويتعامل على طبيعته، وعلى النقيض من ذلك، كان المرشح B محرجا قليلا ومتحفظ، وهكذا يبدو أنه في أدنى المعدلات المناسبة للوظيفة".
ويشير أحد زملائك إلى أن كلا المرشحين قد خضعا لاختبار الكفاءة فيما يتعلق بالوظيفة؛ ملفات الموظفين الخاصة بهم تحتوي أيضا على درجاتهم في اختبار الذكاء العام، وفي كلا الاختبارين، كان المرشح أ مقبولًا، أما المرشح ب فكان أداءه رائع.
وهناك الكثير من الأبحاث والدراسات تشير إلى أنه في حالات من هذا النوع، فإن أرباب العمل يثقون بحدسهم - وهم مخطئون جدا للقيام بذلك، حيث أن اختبارات الكفاءة المحددة تتحول إلى أن تكون ذات تنبؤية عالية من الأداء في المبيعات، واختبارات الذكاء العامة هي تقريبا جيدة في تحديد ذلك أيضًا، أما عن المقابلات فهي أقل فائدة بكثير في تحديد ما إذا كان هذا الشخص سينجح بالفعل في تلك الوظيفة أم لا.
وما يسري على وظائف المبيعات هو أيضا يسري بشكل عام على الوظائف الأخرى، فقد وجدت الأبحاث والدراسات والبيانات أن للمقابلات الشخصية قيمة قليلة بشكل مفاجئ في الأختيار الامثل للموظفين في مجموعة متنوعة من المجالات. فعلى سبيل المثالفي المقابلات التي تجريها المدارس الطبية: من حيث الأداء الأكاديمي أو السريري، فإن أولئك الذين يقبلون على أساس المقابلات لا يكونون أفضل من الذين يرفضون.
الإمارات تعفي «المستثمرين السعوديين» من الرسوم.. ما هي حجم الاستثمارات السعودية بأبوظبي؟
ويأتي السؤال الأهم الأن، لماذا لا يزال أصحاب العمل والمديرون والإداريون يعطيون الكثير من القيمة للمقابلات؟ الجواب البسيط هو أن الأشخاص يثقون بما يرون ويسمعون، ويعتمدون على مشاعرهم الخاصة حتى عندما لا ينبغي لهم ذلك.
ولكن كما أظهرت أستاذ إدارة جامعة ييل جيسون دانا والمتعاونين معه، ان السبب الأكبر في قلة قيمة المقابلات، هو أن المتقدمون للوظائف يقومون بتعلم كافة الطرق و الحيل التي يمكن استخدامها خلال المقابلة.
لذلك فإننا ننصح الدوائر التجارية والحكومية والتعليمية، أن يعتمدوا على المعلومات الموضوعية والتقليل من المقابلات. بل قد يكون عليهم التفكير في تقليص المقابلات أو إلغائها تماما، لأنهم بذلك سيوفرون الكثير من الوقت وسيتخذون قرارات أفضل.