هل تبدو أكبر سناً من أبناء جيلك ؟ إليك الأسباب
بعض الأشخاص لا تظهر عليهم علامات الشيخوخة وهم مهما تقدم بهم السن يبدو كما لو أنهم أصغر بعشرات السنوات.
في المقابل هناك الفئة التي ما تنفك تسمع جملة «حقاً.. ظننت أكبر سناً» وذلك لانهم يبدون أكبر من سنهم الحقيقي بسنوات.علامات الشيخوخة الخارجية التي قد تجعلك تبدو أكبر سناً من أبناء جيلك لا تتعلق فقط بالشكل الخارجي بل هي شيخوخة بيولوجية في الأساس. الامر هذا لا يحدث بين ليلة وضحاها بطبيعة الحال بل يحتاج لعدة سنوات، و٨٠٪ من العوامل التي تسرع عملية الشيخوخة هذه ليست وراثية ما يعني انه يمكن التحكم بها وإبطاء معدل ظهور علامات التقدم بالسن.
لذلك إن كنت من الفئة التي تبدو أكبر سناً من أبناء جيلها فلعلك تقوم بهذه الأمور.. وان كنت تقوم بها أو ببعضها فعليك إعادة النظر ووضع خطط جديدة.
التعرض المفرط للشمس
قد تظن بأنك لا تقوم بذلك ولكن ما عليك التفكير به هنا هو أننا نتحدث عن فترات تتراكم عبر السنوات وليس بمعدل يومي. التعرض للشمس من أهم العوامل التي تسرع شيخوخة الجلد وهو مسؤول عن ٧٠٪ من حالات الشيخوخة المبكرة، لناحية الشكل الخارجي على الاقل. الإشعاعات من الشمس تضر بخلايا الكولاجين في الجلد من خلال الأكسدة. وبمجرد أن تتضر الياف الكولاجين وتصبح جافة وقاسية فان البنية الاساسية تبدأ بالتدمر.التأكسد السريع يضرر أيضاً بخلايا الجلد التي تبدأ بالإنقسام بشكل غير طبيعي.
إستهلاك كميات كبيرة من السكر
إن كنت تحب الحلويات فعلى الأرجح أنت حالياً تبدو أكبر من أبناء جيلك كما أن المسار السريع نحو مزيد من الشيخوخة سيستمر. عندما ترتفع معدلات السكر في الدم حينها تبدأ عملية تسمى غلايكايشن والتي تتنج مركبات تقلل من فعالية الإنزيمات المضادة للشيخوخة. وهكذا تبدأ التجاعيد بالظهور بداية كخطوط رفيعة ثم تصبح أكثر عمقاً ولاحقاً ستبدأ مرحلة ترهل الجلد هذا لناحية الشكل اما للناحية البيولوجية فإن شيخوخة الاعضاء تسير بالوتيرة نفسها وعليه «ستضيف» مزيد من السنوات على سنك الحقيقي.
التدخين
سببان أساسيان يجعلان المدخنين يبدون أكبر سناً. السبب الاول يرتبط بالعضلات التي يتم إستخدامها بشكل متكرر خلال عملية التدخين ولذلك فان التجاعيد تبدأ بالظهور فوق الشفة العليا وعند زوايا العيون. السبب الثاني هو ان التدخين يجعل مستويات فيتامين سي منخفضة جداً في الجسم، المدخن يملك مستويات اقل بـ ٦٠٪ من فيتامين سي من غير المدخنين. هذا الفيتامين أساسي لإنتاج الكولاجين في الجلد وحين يكون في معدلات متدنية لسنوات طويلة جداً فان الجلد سيصبح في حالة يرثى لها. وكما هو معروف التدخين سم يلحق الأضرار بجميع أعضاء الجسم وبالتالي وضعك البيولوجي في حالة يرثى له.
حمية قليلة البروتينات
ان كنت تتناول الكثير من الكربوهيدرات مقابل كميات قليلة من البروتينات فانت تسير وبسرعة فائقة نحو الشيخوخة المبكرة. الجسم يحول الكربوهيدرات الى سكر ما يجعل الانسجة الضامة تصبح قاسية. الجسم يحتاج الى البروتينات من أجل انتاج الانسجة التي تدعم الجلد وتبقيه ناعماً ومن دونه الجسم لا يمكنه انتاج الإيلاستين والكولاجين وحمض الهيالورونيك والتي هي جميعها أساسية لابقاء الجلد في حالته الصحية الشابة.
الإكتئاب
الكآبة المزمنة تجعل التيلوميرات والتي هي تركيبات للحمض النووي البروتيني أقصر. بشكل عام شيخوخة الخلايا وقصر تيلوميراتها ظاهرة طبيعية مع زيادة العمر وذلك بسبب نمو وإنقسام الخلايا ولكن الإكتئاب يؤثر على سرعة ظهور أعراض الشيخوخة في مختلف الخلايا. فأثار التوتر والإكتئاب والضعوطات اليومية السلبية ليست فقط نفسية بل هي تؤدي الى موت خلايا الجسم تدريجياً وعليه فما نتحدث عنه هنا هو شيخوخة مبكرة للجلد، والاعضاء والعقل.بالإضافة الى ذلك وكما هو معروف الإكتئاب يؤدي الى فوضى عارمة في هرمونات الجسم فيرفع تلك الخاصة بالتوتر وبالتالي فوضى في نظام الطعام والنوم وغيرها وجميعها تسرع الشيخوخة بشكل كبير جداً.
الحرمان من النوم
بطبيعة الحال الحرمان من النوم تأثيره سيء على كل الأصعدة. أولاً هو يرفع من مستويات التوتر والقلق ويؤدي الى الإكتئاب وقد تحدثنا عن تأثيرها وتسريعها لعلمية الشيخوخة. كما انه يؤدي الى فوضى في مواعيد تناول الوجبات ونوعيتها بحيث يشتهي الشخص الاطعمة الدسمة والغنية بالسكريات وقد تحدثنا ايضاً عن تأثيرها.
خلال النوم الجسم يقوم بعملية إصلاح وترميم للخلايا وخصوصاً خلال مرحلة النوم العميق اذ انه خلال هذه المرحلة يفرز الجسم هرمون النمو الضروري لاصلاح وترميم الانسجة الضامة. وعندما لا يحصل الشخص على ما يحتاج اليه جسمه من النوم فان عملية الشيخوخة ستتسارع بشكل كبير.
الرياضة.. إنعدامها وكثرتها
الرياضة تحسن الدورة الدموية ما يعني أن الدم المحمل بالأوكسجين سيصل الى كل الخلايا وعليه هو لا يجعلك تبدو شاباً لناحية الشكل الخارجي فحسب بل من الناحية البيولوجية أيضاً. في المقابل ان كنت تمضي كل وقتك أو على الاقل اكثر من المعدل الطبيعي فانت تلحق الضرر بنفسك. عليك ان تسمح لجسمك بإصلاح الخلايا والانسجة المتضررة من الرياضة. كما ان ممارسة التمارين لوقت طويل جداً احيانا قد تجعل الجسم يفرز هرمون الكورتيزول وهو هرمون التوتر الذي يؤثر سلباً على الإنسولين ويجعل مستويات السكر في الدم ترتفع.