نجمة MBC نيكول تنوري:الرجل في حياتي من يشعرني بأنني امرأة
عمرنصر- دبي: إعلامية متميّزة حازت ثقة المشاهد العربي واحترامه، وارتبط اسمها بمجموعة MBC، حيث بدأ عملها مع المجموعة عام 1992 ولا تزال ضمن النخبة الإعلامية فيها، واكبت تطوّر الإعلام وولادة محطات تلفزيونية عدة، وأفول أخرى. لكنها حافظت على موقعها بجدارة، تنقلت بين العمل مراسلةً ومذيعة أخبار، وقدمت كذلك برامج تلامس إنسانية السياسيين العرب. قابلت رؤساء دول وزعماء ورجال سياسة، ورسخت اسمها أيقونةً في فضاء الإعلام العربي، لتستمرّ مسيرة تنوري الإعلامية بين شاشات "أم بي سي" والعربية والعربية الحدث. بعيداً عن السياسة محور عمل تنوري الرئيسي حاورتها في مواضيع شتى، تكلمت بصراحة عن رأيها بالرجل ودور المرأة في المجتمع، وعن أكثر الشخصيات تأثيراً في حياتها كما المراحل الأقرب الى قلبها خلال مسيرتها في العمل الإعلامي، وأوضحت مواصفات الرجل العربي، وما الذي يجب ان يقدره عند المرأة، وكيف يكون الرجل في حياة نيكول تنوري وفق نظرتها. من هو الرجل في حياة نيكول تنوري؟ المرأة تشكل نصف الدنيا والرجل نصفها الآخر، انطلاقاً من العائلة هناك الاب الحامي، والاخ المحب، والشريك الحبيب أيضاً، وفي العمل هناك الزميل الذي يمكنه ان يكون مسانداً انطلاقاً من ايمانه بحق المرأة ومهاراتها، او يمكن ان يكون منافساً ويدفعها الى الامام، فالحياة من دون هؤلاء تكون ناقصة.. الرجل يجب ان يضيف الى حياتي لا أن يملأها فراغاً. هناك رجال من المشاهير تركوا أثرا في محيطهم هل اثر فيك أحدهم؟ أياً كان من نختار لا نستطيع الا نتكلم عن الراحل نيلسون مانديلا، فكل مرحلة من حياته تعطينا عبرة، ابتداءً من حياته الارستقراطية، ثم مرحلة الثورة التي اعقبها السجن ما يزيد على سبعة وعشرين عاماً، ثم مرحلة الرئاسة؛ شريط حياته رغم مرارته كان ينادي بالتسامح، دون نسيان الماضي، ويؤكد ان العظمة في الحياة ليست في التعثر ولكن في القيام بعد كل مرة نتعثر فيها، والرائع انه بقي في قلبه مكان للحب في ما بعد الثمانين من العمر... اتوقف كذلك عند وارين بافيت اغنى اغنياء العالم، الذي يعيش حياة متواضعة مقارنة بما يملك، هو ملهم للعديد من رجال الاعمال والشباب، فهدفه لم يكن يوماً المال بقدر ما كان النجاح للوصول الى المال، لذلك سيقدم 99 في المئة من امواله للمؤسسات الخيرية؛ من منا يستطيع ان يقوم بذلك؟ حتى اولاده لن ينالوا سوى القليل من ثروته فهو قال ذات مرة: اريد ان امنح اولادي ما يكفي لكي يشعروا ان بإمكانهم ان يفعلوا اي شيء، ولكن ما لا يكفي لكي يشعروا ان بإمكانهم الا يفعلوا شيئاً. ما الذي تبحث عنه نيكول تنوري في الرجل؟ أبحث عن الرجل "الرجل"، الباحث دائماً عن النجاح، والمؤمن بنجاح الشريك كجزء من نجاحه، الرجل الذي لديه ما يكفي من القوة حتى يكون حنوناً متسامحاً، يعشق الحياة متفائلاً، صديقاً قبل أن يكون حبيباً، حتى لحظات الصمت معه تكون ممتعة.. رجل يخاف من انانيته ليحاول معالجتها.. الرجل الذي يشعرني بأنني امرأة. ما المرحلة الاقرب الى قلبك خلال مسيرتك الاعلامية والتي تركت بصمة لا تمحى؟ المرحلة الاقرب إلى حياتي هي عندما عملت مراسلة على الارض في فترة الحرب، حيث تشعر انك اقرب الى الخبر، انت تعجنه وتخبزه وترسله، والفترة الثانية هي مع برنامج "حكايتي" ومقابلة السياسيين والحديث معهم بأمورهم الخاصة: طفولتهم، مراهقتهم، انتصاراتهم واخفاقاتهم. لتكتشف انهم اطفال مهما كبروا، وبأن لديهم نقاط ضعف وأوقاتاً صعبة مهما اعطتهم السلطة من قوة، فالانسان هو ذاته مهما اضفت الحياة عليه من ألوان. كيف تجدين المرأة العربية وقدرتها على الابداع في عالم ذكوري؟ المرأة اقوى من الرجل فهي تدير امور البيت وتهتم بزوجها ومشاكله وتعمل، تتحمّل ما لا يتحمّله الرجل الذي عادة ما يقوم بأداء عمله وتوفير المال، وقليلاً ما يتدخل في تربية الاولاد ومشاكل البيت وهمومه.. المرأة العربية تتلمّس طريقها الى الصدارة، ولكن يجب ان يكون ذلك بمساعدة الرجل، ايا كان موقعه في حياتها. مارغريت تاتشر مثلاً في الثمانينات كانت ظاهرة عالمية مميّزة في عالم السياسية، فهي اول سيدة تتولى هذا المنصب الرفيع في تاريخ بريطانيا العريقة، وكانت اكثر الشخصيات شعبية بين رؤساء الوزراء البريطانيين، وأول رئيس للوزراء يتم انتخابه ثلاث مرات متتالية، بفوز ساحق. سمّيت بالمرأة الحديدية في مجتمع ذكوري، ومن المفارقة ان المرأة في العالم المتطور ما زالت تكافح من اجل المساواة في الاجور مع الرجل. حاورت زعماء وقادة عرباً ما الذي اثر فيك خلال تلك اللقاءات؟ وجدت أن لكل شخصية ميزة معيّنة ولكن ما هو مشترك أن الجميع طفولتهم صعبة، جنبلاط مثلاً عاش بعيداً عن حنان الام، الرئيس صالح كان راعي غنم، وميشال عون كان لديه ثوبان واحد في الغسيل والاخر يرتديه، الامير حسن بن عبدالله وضع في مدرسة داخلية في لندن منذ صغره، بعيداً عن عطف الوالدين المنشغلين في ادارة البلاد. هناك ايقونات مؤثرة في الإعلام العالمي هل أثر أحدهم فيك وألهمك؟ باربارا وولترز التي اجرت مقابلات مع معظم رؤساء اميركا والعالم، ومعظم المشاهير والشخصيات المؤثرة، الميزة في مقابلاتها انها تدخل الى عمق حياتهم الشخصية دون استفزاز، لتبرز جوانب انسانية لا يعرفها احد، وحيث لا يجرؤ احد. قابلت خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيزآل سعود، والرئيس المصري السادات، وشاه ايران، ومارغريت تاتشر، وفيديل كاسترو، والكثير غيرهم. أما الاعلامية الثانية فهي اوبرا وينفري التي لامست قلوب المجتمع الاميركي والعربي من خلال المواضيع التي عالجتها، دون استعراض للعضلات، فهي بسيطة تدخل الى القلب وتخرج بانسيابية وسلاسة، فهي تتحدث إلى الرئيس كما تتحدث إلى المواطن العادي، فهدف المقابلة يكون كشف ما يهم المشاهد واستعراضه، وليس اظهار مدى ثقافتها او قوتها في التغلب على الضيف او استدراجه لفضيحة. كانت مؤثرة في حياة الناس وملهمة في حل مشكلاتهم الزوجية والصحية والاقتصادية، مستخدمة في بعض المرات تجربتها الخاصة في الحياة كي تقول ان السوء والمصيبة قد تقع لاي انسان. بعيداً عن صخب الاعلام، هل لديك هوايات تخرجك من ضجة الأخبار السياسية؟ اليوغا احب ممارستها كثيراً، والتنس أيضاً، حيث كنت اتمنى ان اصبح محترفة، لكن الظروف لم تكن الى جانبي، كذلك القراءة، فهي مثل اليوغا تجدد نظرتي إلى الامور من حولي. كما أنني أتمتع بالسفر كثيراً. ما هو البلد الذي تفضلين السفر اليه وقضاء الوقت فيه؟ ولماذا؟ لكل بلد نكهمة ووقت ومزاج، احب لندن ومسارحها وثقافتها، تعلمت فيها الكثير، تعلمت أن للانسان قيمة كبيرة واحتراماً لخصوصيته. في ايطاليا احب الطبيعة واللغة والاناقة والذوق، مثلاً من الممكن ان ازور شاطئ امالفي في جنوب ايطاليا ولا يصيبني الملل إطلاقاً، أما في لبنان فأحب فيه كل شيء ما عدا السياسة.