ميشيل فيريرو.. السر وراء المذاق الأشهى في العالم
امتلك سحر مذاق شوكولاتة فيريرو قلوب الملايين في جميع أرجاء العالم، نمت شركة فيريرو لصناعة الحلويات من بداياتها المتواضعة في شمال إيطاليا خلال الحرب العالمية الثانية تحت قيادة ميشيل فيريرو لتصبح رابع أكبر شركة للحلويات في العالم.
واحتل ميشيل المرتبة 31 في قائمة أغنى رجال الأعمال في العالم وأغنى شخص في إيطاليا قبل وفاته في عام 2015 بثروة تقدر بحوالي 23.4 مليار دولار أمريكي.
ولد ميشيل فيريرو في 26 أبريل 1925 في مدينة دوغلياني الإيطالية وكان والداه بيترو وبيرا قد أسسا متجراً للمعجنات وتمكنا من تحويله إلى مصنع للحلويات، وكان أول مصنع إيطالي يتمكن من فتح مواقع للإنتاج ومكاتب خارج إيطاليا في مجال صناعة الحلويات، وقد تحولت الشركة تحت إدارة ميشيل إلى مجموعة دولية ناجحة، وتعتبر شبكة المبيعات الفعالة التي نظمها جيوفاني شقيق ميشيل من أهم مفاتيح النجاح للشركة.
بدأ ميشيل العمل في متجر والده منذ أن كان صبياً صغيراً وتمكن من تحويل الشركة إلى إمبراطورية الشوكولا ذات المذاق الرائع الذي يجذب ملايين المستهلكين من جميع أرجاء العالم وتشمل منتجات الشركة كيندر وفيريرو روشيه وتيك تاك وشوكولا نوتيلا الشهيرة التي أطبقها ميشيل لأول مرة في عام 1964.
كانت أولى المشاكل التي واجهته بعد الحرب العالمية الثانية عندما لم يتمكن والده من الحصول على مايكفي من الشوكولاته بسبب نقص الغذاء ولكن ميشيل خرج بفكرة إضافة البندق إلى الشوكولاته والحلويات التقليدية التي تنتجها الشركة، كما اقترح إضافة كميات صغيرة الزيوت النباتية إلى مزيج شوكولاتة البندق لإنتاج النوتيلا.
بعد وفاة والده في عام 1949، استلم ميشيل إدارة الشركة وقام بتوسيع خط إنتاج الشوكولاته وبدأ بتصدير منتجاتها إلى الأسواق الخارجية ولاسيما ألمانيا، وقدم شوكولاتة النوتيلا إلى الأسواق الأمريكية في عام 1983. وأصبحت الشركة تنمو في جميع أنحاء أوروبا وأمريكا الجنوبية وآسيا وأستراليا، كما ركز على إنتاج مذاقات جديدة ومبتكرة وقدمها بطرق جديدة كان منها هرم فيريرو روشيه الذهبي.
قام ميشيل بإفتتاح مصنع كبير للمجموعة في ألمانيا في عام 1956، ومن ثم افتتح مصنعاً في فرنسا في عام 1958 وأنشأ مراكز إنتاج في كل من بلجيكا وهولندا والنمسا وسويسرا والسويد والمملكة المتحدة وإيرلندا وإسبانيا، وأخيراً في تركيا والمكسيك والصين. قدم ميشيل شوكولاتة كيندر في عام 1968، وفي العام الذي يليه قدم تيك تاك، ومن ثم قدم كيندر سوبرايس أو ما يعرف (بيض الكيندر) التي تحتوي على ألعاب صغيرة في الأسواق الأوروبية في عام 1989 والتي لاقت نجاحاً هائلاً.
اشتهر ميشيل فيريرو بالإعتناء بموظفيه وتقديره لولاء القوى العاملة في مصانعه وسعيه الدائم لتوفير أفضل الظروف لهم، وقد رفض بعد فيضانات ألبا في عام 1994 القيام بتسريح موظفيه وعمل على إعادة بناء المباني المهدمة وافتتاحها خلال ثلاث أسابيع لكي لا يفقد الناس وظائفهم.
في عام 1987، أعطى ميشيل أبنائه بيترو وجيوفاني منصب المديرين التنفيذيين المشاركين، ومن ثم تقاعد فيريرو في عام 1997 وترك إدارة الشركة لإبنه بيترو الذي توفي في عام 2011 ومن بعده جيوفاني الذي أصبح الرئيس التنفيذي للمجموعة التي تضم اليوم أكثر من 22 ألف عامل وحققت إيرادات بلغت حوالي 7 مليارات جنيه أسترليني خلال عام 2012.