بعد انتشار الظاهرة.. لماذا يري السعوديون «#المتسولين_تشويه_لوجه_العاصمه»؟
انتشار ظاهرة التسول علي مستوي بعض العواصم في العالم، يشكل أزمة كبيرة لدي المسئولين والمواطنين في أن واحد، ولعل انتشار التسول في العاصمة السعودية الرياض، يثير غضب المواطنين، كون أن هناك بعض المتسولين عبارة عن مجموعة من النصابين، ولكن علي الناحية الاخري فإن هناك البعض منهم يكونون في حاجة إلي المال بالفعل، ولكن في كل الحالات هل تتفق مع أن هؤلاء المتسولين يشوهون وجه العاصمة الرياض؟.
«#مونتاري_يورط_الاتحاد».. الفيفا يلزم النادي السعودي بدفع 4 ملايين يورو للاعب الغاني
ومن جانبهم دشن نشطاء موقع التواصل الاجتماعي تويتر، وسما بعنوان: "#المتسولين_تشويه_لوجه_العاصمه" وذلك للتعبير عن استيائهم الشديد من هذه الظاهرة التى تسيئ للعاصمة التاريخية للمملكة، وانطلق الوسم في قائمة ترند تويتر، وتداوله آلاف المغردين، وكان هذا جانب من التعليقات:
«#الشعب_كله_معك_ياهلال».. كيف تدعم جماهير المملكة فريقهم في كأس آسيا؟
حيث عبر المستخدم الذي يحمل اسم "عاش سلمان" عن غضبة من الظاهرة قائلا: "الواحد رقبته تقول رقبة ثور هولندي من النعمه والصحه ومع ذلك يشحد ويتبكبك ويقول هربنا من بلدنا ام العذر يالجبان".
#المتسولين_تشويه_لوجه_العاصمه
— عاش سلمان (@salemm_5555) September 26, 2017
الواحد رقبته تقول رقبة ثور هولندي من النعمه والصحه ومع ذلك يشحد ويتبكبك ويقول هربنا من بلدنا ام العذر يالجبان
فيما كان للمستخدم "الدوسري" رأيا أخر حول انتشار ظاهرة التسول في الرياض، حيث علق علي الوسم قائلا: "كثرتهم مُلفته للنظر،، لا نعرف ظروفهم ولا نعلم مدى صدقهم،، والأفضل عدم التعامل معهم مع تطبيق امر الله تعالى".
#المتسولين_تشويه_لوجه_العاصمه
— Aldosary (@dosary__) September 26, 2017
كثرتهم مُلفته للنظر،،
لانعرف ظروفهم ولا نعلم مدى صدقهم،،
والأفضل عدم التعامل معهم مع تطبيق امر الله تعالى.. pic.twitter.com/xecHRwV9lo
ومن جهة اخري، علق خالد العواجي، احد رواد تويتر، علي الوسم قائلا: "نحتاج لثقافة عدم التعاطف مع المتسولين لأجل التخلص من انتشارها، الجمعيات الخيرية تحتاج دعمك".
-نحتاج لثقافة "عدم التعاطف مع المتسولين"لأجل التخلص من انتشارها.
— خالد العواجي (@ksalawaji1) September 26, 2017
-الجمعيات الخيرية تحتاج دعمك.#المتسولين_تشويه_لوجه_العاصمه#اليوم_الثلاثاء
وتشهد ظاهرة التسول في الأعوام الأخيرة، في المملكة العربية السعودية، زيادة مستمرة، ما يشير إلى تفاقم المشكلة وتداعياتها.
ويمثل غير السعوديين النسبة الكبرى من المتسولين المقبوض عليهم، إذ تتراوح نسبتهم ما بين 78 إلى 87% وفقًا لإحصائيات وزارة الشؤون الاجتماعية خلال الفترة من عام 2007 إلى 2015.
«#موقف_السعوديه_من_فلسطين_ثابت».. هكذا دعمت المملكة القضية الفلسطينية تاريخيا
وترى الجهات الأمنية أن أسباب الظاهرة تعود لتزايد المتسللين عبر الحدود، وكثرة المتخلفين من العمالة الوافدة، وتخلف بعضهم عقب أداء الحج والعمرة.
ومن تلك الأسباب أيضًا؛ العوز الشديد، والبطالة، والظروف الأسرية، واستغلال تعاطف المجتمع مع حالة المتسول، وغياب الرادع، وضعف إمكانيات حملات مكافحة التسول، ووجود عصابات تشرف على التسول.
ويؤكد مدير إدارة مكافحة التسول بوزارة العمل والتنمية الاجتماعية، منصور آل مسفوه، أن “التعاون قائم بين الوزارة والجهات ذات العلاقة متى ما كان هناك اشتباه لمثل هذه الأساليب، وهناك من يلجأ من المتسولين للبحث عن طرق وأساليب من أجل استدرار عطف المواطن والمقيم طلبًا للمساعدة، وقد يتخطى ذلك الأمر لما هو أدهى وأمر نظرًا لما يصاحب هذا الفعل الجانح من مظاهر سلوكية أخرى سواء للشخص المتسول أو المرافقين أو المحيطين به”.
ويشتكي مسؤولون في وزارة الشؤون الاجتماعية من قلة الاعتماد المالي الممنوح لمكاتب المتابعة الاجتماعية؛ ما يجعلها عاجزة عن مكافحة الظاهرة، والحد منها.
وفي أكثر من مناسبة؛ ناقش مجلس الشورى السعودي مشروع نظام لمكافحة التسول، وطالب أعضاؤه بفرض عقوبات قاسية تشمل السجن والإبعاد خارج البلاد بالنسبة للأجانب، في محاولة للقضاء على التسول في أغنى الدول العربية، وأكبر بلد مصدر للنفط في العالم، إلا أن نقاشات الشورى لم تجد النور لحد الآن.
وحول احدى القصص الحقيقة عن التسول، نشرت صحيفة عكاظ، فيتشر عن أحد المتسولين، جاء فيه: "أسكن في الشوارع، وأتسول لآكل، والبعض يطعمني والآخر يطردني وينهرني، وفشلت كل محاولاتي للحصول على ضمان يكفل عيشتي".
كلمات صعبة تُجبر كل مَن يسمعها على التعاطف مع قائلها، لأنها باختصار تحكي معاناة مشرد في شوارع المملكة، يعيش حياة لا يحبها ولا يفضل الاستمرار فيها، لكن الظروف التي دفعته إليها دفعا.
"سالم" هو صاحب تلك الكلمات المؤثرة، حيث سلط الضوء من دون أن يدري على معاناة، المئات من المشردين في الشوارع، من المرضى النفسيين، وربما من الفقراء والمحتاجين، الذين يكونون في نهاية المطاف، عرضة لإدمان المخدرات أو التسول أو ما شابه، فقط لأنهم لم يجدوا من يأويهم، ويوفر لهم إقامة كريمة في مكان آمن، وفقاً لـ "عكاظ".
ولم تكن تفاصيل قصة "سالم" هي الوحيدة التي تبرهن على إشكالات مرضى الصحة النفسيين في العثور على سرير في المستشفيات، مما يبقيهم يجوبون الشوارع في كثير من المدن، بل أنها باتت ظاهرة منتشرة وتحتاج إلى حلول.
ويحكي "سالم – 48 عاماً" قصته منذ بدايتها قائلاً "منذ طفولتي وجدت نفسي أسكن لدى أقاربي، ثم أعادوني إلى أمي وأبي وأنا في العاشرة، درست في جدة حتى الصف الرابع الابتدائي، بعدها شعرت بتغير المكان ومرضت وطردني والدي إلى الشارع، فيما أبقى إخوتي في البيت ودخلت المستشفى وعمري 18 عاماً وأصبحت أتردد عليه".
وتابع قائلاً "في عام 1400 ماتت أمي، وبعد عامين لحق بها والدي، عملت في النجارة، وسكنت الشوارع، واتخذت من مكان منزوٍ أمام أحد المساجد مأوى أسكنه، وتسولت لآكل، بعضهم كان يطعمني والآخر يطردني وينهرني، حاولت الحصول على الضمان لكن لم تفلح محاولاتي". واختتم كلامه قائلاً: "أنا الآن أهيم في الشوارع رغم كبر سني!".