الرجل العربي بين الجريئة والخجولة..أي يعشق وأي يتزوج ؟
الإرتباط بإمرأة يتم وفق معايير تختلف بين شخص وآخر.
هذه المعايير أحياناً تتداخل مع عادات وتقاليد المجتمع وبالتالي تفرض خصوصية معنية للإختيار.
الإختيار بشكل عام يرتبط بالشخصيات والتفضيلات وعقلية الرجل، ولكن إن كنا سنتحدث بشكل عام عن المجتمعات العربية فهناك معايير «جامعة» للغالبية وهي إنعكاس مباشر لنظرة المجتمع للخجولة والجريئة.ولكن مما لا شك فيه بانه هناك معايير مزدوجة عند الرجل عندما يختار ما بين الخجولة والجريئة، فواحدة منهن يفضلها للحب والاخرى للزواج.
اي للحب وأي للزواج؟
الرجل العربي يحب المرأة الجريئة ولكنه يتزوج بالخجولة. نتيجة لا يمكن تعميمها بطبيعة الحال ولكن الرأي هذا كان المهيمن على الغالبية الساحقة من التحقيقات وإستطلاعات الرأي «المحدودة».
المعايير في الحب تختلف كلياً عن معايير الزواج، خصوصاً وأن الجريئة والقوية تمنحه علاقة حب مريحة غير متطلبة بحكم انها لا تحتاج اليه.وهذه هي النقطة أساسية هنا، فهو يفكر بالحب ولا يضع الإرتباط الجدي كنهاية محتومة وعليه فان عدم حاجتها اليه تجعل الامور أسهل. يحبها جريئة لانها تدغدغ خياله كرجل عربي «متحرر» ما فهي المبادرة والقوية التي لا تخاف من قول رأيها والمطالبة بما تريده.
لكن حين يتعلق الامر بالزواج فان التصور التقليدي للعلاقة هو الذي يفرض نفسه بشكل عام، رجل هو الاقوى وإمرأة لا تنافسه على قوته ودوره ولا تخلق البلبلة مع المحيط ولا تخالف العادات والتقاليد.
فلماذا تفضيل الخجولة وهل حقاً الصورة التي رسمتها المجتمعات عن الخجولة صائبة ؟
بنت بيت
الجملة هذه تربت عليها الأجيال العربية، فالفتاة تسمع من والدتها بان عليها ان تتصرف «كبنت بيت» وهو ما ينفك يسمع بأن عليه الزواج ببنت بيت. وبنت البيت هي الفتاة الخجولة التي لا تتصرف بجرأة ولا تخالف العادات والتقاليد ولا تعاند ولا تثير المتاعب والمشاكل. وبالتالي فهي صفة تلصق بالخجولة، وليس بالجرئية ولكن الواقع يؤكد ان الخجل لا يعني شخصيات خاضعة طيعة.
حتى تنال احترامها وتقديرها.. هذه أفضل طريقة للتعامل مع حماتك
الخجل والحياء .. ليسا وجهين لعملة واحدة
يستعملان وكأنها كلمة واحدة ولكنها ليسا كذلك. الحياء هو شعور نابع من الاحساس بالرفعة وقوة النفس، وهو ينطوي على خصال حميدة فالشخص لا يكذب ولا يقوم باي فعل سيء. الحياء يمد الانسان بالقوة للقيام بما هو صائب بينما الخجل نابع من ضعف في شخصية الفرد فيشعر بانه لا يملك ما يضاهي الاخرين قوة أو جمالاً أو غيره من الامور وعليه فهو ينطوي على نفسه ويخجل من قول رأيه صراحة لانه لا يملك الثقة الكاملة او يتفادي القيام باي عمل لانه يخاف من النتيجة. وعليه يكون هناك الصمت وحصر الذات في دائرة معينة.
المرأة التي تملك الحياء هي في الواقع امرأة قوية جريئة وانما جرأة مبنية على أسس الحق الصواب بينما الخجولة لا تملك هذه القوة ولا هذه الاسس واحياناً في حال اتيحت لها الفرصة بالقيام بشيء ما غير اخلاقي شرط الا يعلم احد به فلن تمانع.
الخجل والأنوثة
الحياء يدل على الانوثة ولكن الخجل ليس كذلك. ولكن الكل يربط بين الخجل والانوثة المطلقة. وذلك لان مفهوم المجتمعات العربية للانوثة قائم على مبدأ الصمت والخضوع والتبعية. فالمرأة التي تخالف كلام والدها متمردة والتي تقف بوجه زوجها مسترجلة. الخلل وسوء الفهم هنا نابع من الخلط بين الحياء والخجل. الأنوثة لا ترتبط بخجل أو جرأة، الانوثة هي مفهوم فضفاض وعليه تتم قولبته وفق ما يناسب كل شخص.
«لقد غيرك الزواج».. جملة تسمعها من الآخرين ولكن هل هي حقيقة؟
الأخلاق الرفيعة
هناك معايير أخلاقية إجتماعية ترفض المرأة المبادرة وتصنفها في خانة السوقية وعدم الإحترام للذات وللاخرين. صفات نسمعها بشكل متكررة عن سيدات غير محترمات قمن بهذا او ذاك، ولو بحثنا في هذا او ذاك لوجدنا ان افعالهن لا تؤثر لا من قريب أو بعيد على احترامهن لذاتهن أو الاخرين. المرأة السوقية صفة قاسية توزع كيفما اتفق فهي تحمل أبشع الاتهامات في طياتها وهي صفة تلازم المرأة مدى الحياة. ولكن في المقابل الخجل لا يعني الاخلاق الرفيعة، كما ان الجرأة لا تعني السوقية. فالامر برمته تعميم ظالم بحق الجميع.
لا تهدد الذكورية
هناك ترتيب معين لا يسمح المساس به حتى في أكثر المجتمعات العربية انفتاحاً.. الرجل هو القوي والمرأة دورها اما الخضوع أو الدعم في أقصى حد. الترتيب هذا ازلي يبدأ من منزل الوالدين وينتهي في منزل الزوج وهكذا الجرأة غير مرغوب بها لانها لا تهدد ذكورية الزوج فحسب ولكنها تخلق المشاكل.
سوء تطبيق لمفهوم الجرأة
كما هو معروف نسبة التحرر تختلف بين مجتمع عربي وآخر. بعض المجتمعات العربية متحررة بشكل كبير وعليه فهناك هامش كبير للمرأة للقيام بما تريد القيام به. بعض النساء، فسرن الجرأة بشكل مغلوط.. ونشدد على كلمة بعض. فباتت الجرأة مرادف لكل ما لا تتقبله المجتمعات ، فالتمرد على التقاليد خلق صورة «منفرة» عن الجريئة. فعوض أن تكون صورة المرأة الجريئة هي تلك التي حققت نجاحات كبيرة في عملها أو التي عملت بكل قواها لتربية أولادها أو تحقيق احلامها الخاصة رغم كل التحديات باتت صورة المرأة الجريئة محصورة بتحرر جنسي وملابس مغرية والقيام بكل ما يرفضه المجتمع. هذه المقاربات جعلت المجتمع، الذي يتخوف من جرأة المرأة أصلاً، يتحول الى الرفض الكلي لها.