إنفوجراف| المسافة التى يقطعها الحجاج سيرًا على الأقدام في مناسك الحج
جعل الله تعالى الكعبة المُشرَّفة مكاناً يقصده الحُجّاج والمُعتمِرون من بِقاع الأرض كلّها؛ لأداء فريضة الحجّ في أشهُر الحجّ الثلاثة، ولأداء شعيرة العمرة بغية التقرُّب من الله تعالى في باقي أشهُر السّنة، وقد جعل الله لبيته الحرام أحكاماً ومناسك خاصّةً تختلف عن باقي الشّعائر والعبادات الدينيّة، وتتمثّل تلك المناسك والشّعائر بأن يفعل الحاجّ أو المُعتمِر بعض الأعمال فور وصوله إلى الكعبة المُشرَّفة.
حيث ينطلق غدا حدثا من أهم الطاعات فى الدين الإسلامي، حيث يبدأ ما يقارب الـ 2.6 مليون مسلم مناسك الحج، والتى يقطع فيها الحجاج قرابة الـ30 كم سيرا على الأقدام طوال مدة المناسك، وإذا كان حجه دون ركوب مواصلات فسيصل مجموع المسافات التي يقطعها طوال المناسك ما يقارب الـ60 كم.
طواف القدوم:
– يسير الحجاج في هذا الطواف مدة من 2800م (صحن الكعبة) إلى 5600م (الدور الثاني)، ويذلك يكون إجمالي السير للحاج في طواف القدوم حوالي ثمانية ونصف كيلو مترا.
وحول حكم طواف القدوم في الحج، يرى المالكيّة أنّ طواف القدوم في الحجّ واجب، وأنَّ من أدّى الحجّ ولم يطُف بالبيت طواف القدوم فإنّ عليه إراقة دم هَدْيٍ لقاءَ ما ترك من الطّواف، وقد استدلَّ المالكيّة على ما ذهبوا إليه بقول الله سبحانه وتعالى في سورة الحجّ: (وَليَطَّوَّفُواْ بِٱلبَيتِ ٱلعَتِيقِ)، فيكون الطّواف واجباً على الحاجّ، ويجب عليه الإتيان به.
ذهب جمهور العلماء إلى القول بأنّ طواف القدوم في الحجّ سُنّةٌ مُؤكَّدة؛ فينبغي على الحاجّ الإتيان به استِحباباً، ولكن إن لم يأت به فإنّ حجّه صحيح وليس عليه شيءٌ شرعاً، ولا حتّى إراقة دم هَدْيٍ.
السير بين الصفا والمروة:
– يقطع الحجاج مسافة 3045م في السعي بين الصفا والمروة، حيث يسن للرجال الهرولة بين العلمين في السعي؛ لفعله صلى الله عليه وسلم وفعل أصحابه من بعده ، وقد قال صلى الله عليه وسلم ( لِتَأْخُذُوا مَنَاسِكَكُمْ ) رواه مسلم (1297) من حديث جابر.
أما المرأة فلا تهرول؛ لأنها يُقصد فيها الستر والحشمة ، وفي الهرولة تعرض لإظهار جسدها ومفاتنها.
والحكمة من الهرولة للرجال - كما ذكرها الشيخ ابن عثيمين رحمه الله -: " أنه كان في هذا المكان واد، أي مسيل مطر، والوادي في الغالب يكون نازلاً ويكون رخواً رملياً فيشق فيه المشي العادي، فيركض ركضاً ، وأصل السعي أن يتذكر الإنسان حال أم إسماعيل ، فإنها - رضي الله عنها - لما خلَّفها إبراهيم - عليه الصلاة والسلام - هي وابنها في هذا المكان، وجعل عندها سقاءً من ماء، وجراباً من تمر، فجعلت الأم تأكل من التمر وتشرب من الماء، وتسقي اللبن لولدها ، فنفدَ الماء ونفد التمر، فجاعت وعطشت، ويبس ثديها، جاع الصبي، وجعل يتلوى من الجوع، فأدركتها الشفقة، فرأت أقرب جبل إليها الصفا فذهبت إلى الصفا، وجعلت تتحسس لعلها تسمع أحداً، ولكنها لم تسمع، فنزلت إلى الاتجاه الثاني إلى جبل المروة، ولما هبطت في بطن الوادي نزلت عن مشاهدة ابنها، فجعلت تسعى سعياً شديداً، حتى تصعد لتتمكن من مشاهدة ابنها، ورقيت لتسمع وتتحسس على المروة، ولم تسمع شيئاً، حتى أتمت هذا سبع مرات ثم أحست بصوت، ولكن لا تدري ما هو، فإذا جبريل نزل بأمر الله - عزّ وجل -، فضرب بجناحه أو برجله الأرض مكان زمزم الآن" .
الرحلة إلي منى:
– يقطع الحجاج من مكة إلى منى من 7 – 9 كم سيراً على الأقدام، حيث توافد جموع الحجاج، منذ أمس الأربعاء، على مشعر منى لقضاء يوم التروية بها، وذلك قبيل توجه الحجيج للوقوف بجبل عرفة، الركن الأعظم للحج اليوم الخميس.
ويقوم الحجيج بين الحين والآخر بالتلبية خلال رحلة تصعيدهم من مكة إلى مشعر منى مرددين بصوت واحد " لبيك اللهم لبيك .. لبيك لا شريك لك لبيك .. إن الحمد والنعمة لك والملك .. لا شريك لك".
ويُستحب التوجه إلى مِنى قبل الزوال - أي قبل الظهر - فيُصلي بها الحجاج الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر قصراً للصلاة الرباعية وبدون جمع، والسُنة أن يبيت الحاج في مِنى يوم التروية.
وأعدت قيادة أمن الحج بالمملكة السعودية خطة متكاملة لتسهيل عملية تصعيد الحجاج إلى منى، ركزت على توفير مظلة الأمن والأمان وتحقيق السلامة على جميع الطرق التي يسلكوها من مكة، إضافة لتنظيم عملية حركة المشاة.
الرحلة من منى لعرفة:
– وفي هذة الرحلة يقطع الحجاج من منى لعرفة من 12 – 14 كم سيراً، حيث يتدفق ضيوف الرحمن منذ صباح اليوم الخميس، إلى صعيد جبل عرفات على بُعد 12 كيلومترًا من مكة، ليشهدوا الوقفة الكبرى ويقضوا الركن الأعظم من أركان الحج، ثم ينفرون مع مغيب الشمس إلى مزدلفة.
ويقع مشعر منى بين مكة المكرمة ومشعر مزدلفة، على بُعد سبعة كيلو مترات شمال شرق المسجد الحرام، وهو مشعر داخل حدود الحرم، وهو عبارة عن وادٍ تحيط به الجبال من الجهتين الشمالية والجنوبية.
لا يُسكَن المشعر إلا مدة الحج، ويحَدُّه من جهة مكة المكرمة جمرة العقبة، ومن جهة مشعر مزدلفة وادي محسر.
الإفاضة إلي المذدلفة:
– ويقطع الحجاج في الإفاضة من عرفة إلى المزدلفة من 5 – 7 كم، حيث يبدأ نفير الحجاج بعد صلاة مغرب اليوم-، وينفر الحجاج بعد صلاة المغرب متجهين إلى منى لقضاء أيام التشريق فى منى ، ثم يتجهون إلى مكة لقضاء طواف الإفاضة والتحلل من ملابس الإحرام.
حيث انه من المتعارف عليه في مناسك الحج، بعد غروب يوم عرفة ينطلق الحاج إلى "مزدلفة"، ويصلى فيها صلاة المغرب والعشاء جمعاً وقصراً ويبيت هناك إلى طلوع الفجر.
رمي جمرة العقبة:
– ويقطع الحجاج من المزدلفة لرمي جمرة العقبة سيراً مسافة 8 كم، حيث انه وعقب انطلاق الحاج من المزدلفة، ووقوفه عند المشعر الحرام– مكان بالقرب من مزدلفة- يتوجه إلى الكعبة ويدعو الله سبحانه بما شاء، حتى يسفر ضوء الفجر، ثم بتجه إلى منى مرة أخرى ليقوم برمي جمرة العقبة الكبرى بسبع حصيات.
طواف الإفاضة:
– يقطع الحجاج في رحلة العودة إلى مكة لطواف الإفاضة تقريبًا 7 كم سيراً، حيث أنه وعقب اقدام الحاج على ذبح هديه (أو يقوم بشراء صك الهدي) ثم يحلق رأسه أو يقصر شعره، وبالنسبة للمرأة تقصر شعرها فقط ولا تحلقه، وبذلك يحصل التحلل الأصغر بمعنى يحل للحاج كل شيء عدا الجماع، يعود إلى مكة والبيت الحرام فيطوف بالبيت سبعة أشواط "طواف الركن – الإفاضة -" وبطواف الإفاضة يحصل التحلل الأكبر للمتمتع والقارن والمفرد.
الإفاضة من الصحن:
– فيقطع فيها الحاج نفس مسافة طواف القدم، حيث يكون طواف الإفاضة من الصحن 2800م ومن الدور الثاني تصل إلى 5600م، بإجمالي ثمانية ونصف كيلو مترات، حيث إنّ طواف الإفاضة للحجّ يأتي بعد أن يفيض الحجّاج من عرفة ومزدلفة، وذلك لقول الله سبحانه وتعالى:" وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيق"، ولحديث عائشة رضي اللَّه عنها، قالت: "حججنا مع النّبي صلّى الله عليه وسلّم، فأفضنا يوم النّحر، فحاضت صفية، فأراد النّبي - صلّى الله عليه وسلّم - منها ما يريد الرّجل من أهله، فقلت: يا رسول اللَّه، إنّها حائض، قال: أحابستنا هي؟ قالت عائشة: يا رسول اللَّه، إنّها قد كانت أفاضت وطافت بالبيت، ثمّ حاضت بعد الإفاضة، فقال رسول اللَّه صلّى الله عليه وسلّم: فلتنفر إذاً "، رواه البخاري.
التشريق ورمي الجمرات:
– ويقطع الحجاج في أيام التشريق ورمي الجمرات نحو 4 كم، حيث يكون اليوم الأول "الحادي عشر من ذي الحجة" يذهب فيه الحجاج إلى رمي الجمرات فيرمي 21 حصاة مقسمة على ثلاث جمرات "الأولى – الوسطى – الكبرى" فيرمي كل جمرة بسبع حصيات، فيبدأ بالأولى ثم الوسطى ثم الكبرى، ثم يعود إلى المبيت بمنى.
اليوم الثاني "الثاني عشر من ذي الحجة" إذا زالت الشمس– قبل الظهر بثلث ساعة تقريبا– يذهب ويكرر ما فعل في اليوم الأول من رمي الجمرات بنفس الطريقة 21 حصاة لكل جمرة سبع حصيات، وهنا يجوز أن يتعجل المرء ويكتفي برمي يومين فقط، بشرط لا يظل في منى بل ينزل منها قبل غروب الشمس لهذا اليوم، فإن غربت عليه الشمس وهو في منى يظل موجودًا بها ويبيت لليوم الثالث.
اليوم الثالث والأخير "الثالث عشر من ذي الحجة" إذا زالت الشمس فعل مثل ما فعل في اليوم الأول والثاني من رمي الجمرات بنفس العدد 21 حصاة لكل جمرة سبع حصيات.
وبعد الانتهاء من رمي الجمرات ينزل الحاج إلى مكة، ويطوف طواف الوداع، ويصلي ركعتين بعده، وبذلك يكون انتهى الحاج من مناسكه.