ما سرّ الساعات الفائقة الرقة؟
تتنافس كبرى دور الساعات الفاخرة، على كسر الأرقام القياسية، ليس عبر تقديم ساعات رقيقة فقط، بل بتقديم تعقيدات مبتكرة أيضاً.
احتفالاً بالذكرى السنوية الخامسة والعشرين لمجموعة ماستر كونترول ثلاث قِطَعٍ جديدة ترى النور
ورغم أن الساعات الرقيقة احتاجت إلى وقت طويل لتصبح مرغوبة، فإنها تعدّ قبلة أنظار محبي الساعات وهواة جمعها، بسبب تصاميمها الجميلة، من دون أن ننسى أنها دليل على تفوق الدار التي تنتجها في عالم صناعة الساعات.
وإذا حاولت البحث في معجم الساعات، عن وصف مفصل للساعة الرقيقة أو النحيلة، فلن تجد الكثير من المعلومات، لأن الفكرة كلها تكمن في أن تكون علبة الساعة فائقة الرقة، وقد يختلف سمكها من دار إلى أخرى.
تاريخ الساعات الرقيقة:
في الماضي كانت الساعات تتمتع بحجم كبير، بسبب احتوائها على تعقيدين حجمها كبير نوعاً ما، ومن ثم أخذت تصاميم الساعات تتطور وتتجه نحو أشكال أكثر رقة أو أكثر نحولاً.
وفي منتصف القرن 18، بدأ الطلب يزيد على الساعات الرقيقة، وصانع الساعات الذي نجح في تحقيق ساعات رفيعة مع حركات ثورية، هو الفرنسي جان أنطوان لوبين Jean Antoine Lepine الذي غير في طريقة صنع الساعات وتخلص من الصفيحة العليا واستبدل بها سلسلةً من الجسور لتثبيت الترس. كان التصميم ناجحاً وسمح بظهور أول ساعة مسطحة فعلاً في التاريخ. وقد أسهم تغيّر أذواق الرجال في أواخر القرن الـ18 وأوائل القرن 19، في ازدياد الطلب على الساعات النحيلة، خاصة أنهم اعتمدوا على الملابس ذات القصات النظيفة والبسيطة التي تعانق الجسم بأناقة، وهذا تطلب ارتداء ساعات أكثر رقة، ليتمكن الرجل من ارتدائها أسفل كم الجاكيت براحة.
ورغم أن هذا الاتجاه الجديد ساد في كل أوروبا، فإن بريطانيا تأخرت في اعتماده، وظلت الساعات الثخينة هي المفضلة.
مع بداية القرن العشرين، بدأت تظهر ساعات رقيقة، واليوم يقتصر انتاج ساعات نحيلة على بضع دور ساعات فاخرة.
1- "رويال أوك إكسترا ثين" Royal Oak Extra Thin من "أوديمار بيغيه" Audemars Piguet ، هي ساعة أطلقتها الدار احتفالاً بولادة أول نموذج من رويال أوك من المعدن الثمين. تتمتع بنحافة فائقة ومصنوعة من الذهب الأصفر عيار 18 قيراطاً. تصميمها يتبع خطوط السبعينات، وفي الوقت نفسه تحتضن حركة ذاتية التعبئة كاليبر 2121 شديدة النحول سمكها 3.05 ملم مصنعة داخل الدار، وتقاوم الماء حتى 50م.
2- "تراديشيونال كرونوغراف بيربتشوال كالندر" Traditionnelle Chronograph Perpetual Calendar من "فاشرون كونستانتين" Vacheron Constantin، زُوّدت بحركة QP1142 الجديدة من صنع الدار. تجمع الساعة وظيفتين هما الكرونوغراف والروزنامة الأبدية. تمثّل الحركة الجديدة القلب النابض لوظائف الرزنامة الدائمة وتشير إلى الأيّام، الشهور والسنوات الكبيسة وأطوار القمر. كما تزوّد وظائف الكرونوغراف بالطاقة وتدير مباشرة عقارب الثواني وعدّاد 30 دقيقة عند مؤشّر الساعة 3 مقابل عدّاد الثواني عند مؤشّر الساعة 9. وبذلك ستتمكّن هذه الإضافات الجديدة إلى مجموعة Traditionnelle من متابعة كلّ تقلّبات الرزنامة، من دون أيّ تعديلات حتى 1 مارس 2100، بحيث لا تؤثّر في احتياطي الطاقة الذي يصل إلى 48 ساعة.
3- "ريفرسو تريبيوت مون" Reverso Tribute Moon من "جاييه لو كولتر" Jaeger LeCoultre، تجمع بين العراقة والتعقيدات المبتكرة. تستحضر الساعة روح الثلاثينات من القرن الماضي، وتحديداً من تصميم ساعة "ريفرسو" Reverso الأصلية. تتمتع الساعة بوجهين أحدهما بميناء فضي محبب، يتضمن عرضاً لأطوار القمر. والوجه الثاني يتضمن عرضاً لليل والنهار. زُوّدت الساعة بحركة يدوية التعبئة عيار 853A مع احتياطي طاقة 42 ساعة. ولا يتعدى سمكها أكثر من 10 ملم. وتقاوم الماء حتى 30م.
4- "درايف دو كارتييه مون فايز" Drive de Cartier Moon Phase من "كارتييه" Cartier هي ساعة الرجل الذي يملك حساً عالياً بالموضة. الساعة تقدم قراءة للوقت بالساعات والدقائق والثواني، وتتملك منطقة زمنية ثانية وتوربيوناً محلقاً.
زُوّدت الساعة بحركة عيار 1904-LU MC، وعرضاً لأطوار القمر شديد الدقة، لا يحتاج إلى تصحيح إلا مرة واحدة كل 125 سنة.
سمكها لا يتعدى 7 ملم، ما يعنى أنها أكثر نحافة من النموذج السابق بـ 40%، وتتمتع بخطوط نظيفة يظهر جمالها من خلال الميناء المحزز.