الرتابة تهدد الزواج.. "فيتامينات" زوجية تحصن حياتكما
هناك الكثير من الاشخاص الذين يعتبرون ان زواجهم ليس سيئا الى درجة تدفعهم للمطالبة بالطلاق، لكنه في الوقت نفسه ليس زواجا سعيدا كما كانوا يأملون في بداية الطريق.
نحن نتحدث عن تلك الفئة العالقة في الوسط، حيث لا معاناة وحزن انما ما من فرح وسعادة عامرة في الوقت نفسه. بمعنى آخر، نحن نتحدث عن الملل والروتين اللذين يخيمان على العلاقة فيجعلانها شاحبة، لا طعم لها ولا لون!
في ظل علاقة من هذا النوع يعيش المرء صراعاً داخليا مريراً، وكأنه يخوض كل يوم معركة من دون ان يدري به احد. هنا يبدأ الرجل او المرأة، بالبحث عن مخرج يمنحهما ذاك البريق المفقود ضمن الحياة الزوجية. لا يريدان الطلاق، لكنهما يريدان مخرجا مرحليا من هذه البحيرة الساكنة أعواما طويلة، فتكون للأسف الخيانة حلا وهمياً.
بغية عدم الانجرار الى هذا المخرج، وعدم البقاء أسرى هذه الدائرة المفرغة، نعرض لك عزيزي الرجل، عددا من الاسباب ومجموعة من التقنيات التي تساعد في تجاوز هذه المرحلة الصعبة، انما الطبيعية في حياة كل زوجين.
«لقد غيرك الزواج».. جملة تسمعها من الآخرين ولكن هل هي حقيقة؟
الروتين مسار يتطور تدريجاً!
- في البداية، تذكر دوما ان الروتين ليس الا امرا طبيعيا جدا ينتج عن حس التملك للآخر. هذا الاحساس بالتملك يبدأ لدى عقد الزواج وتزداد رقعته شيئا فشيئا، ليسيطر في نهاية المطاف على كل جوانب الحياة.
في ظل اتساع هذا الاحساس، ينخفض الجهد الذي يقوم به الزوج او الزوجة، لنيل اعجاب الآخر ولفت نظره والسيطرة على تفكيره. في هذه المرحلة، اختفت الالغاز التي كانت في الامس لعبتكما المفضلة، لبث التشويق في العلاقة.
يومتلوالآخر، يتصرف الشريك على سجيته وراحته وطبيعته، لكن ليس تلك الطبيعة الايجابية، بل تلك التي يتخللها الكثير من الاهمال واللامبالاة. يترافق هذا الوضع مع الصعاب الحياتية التي تعترض حياة كل زوجين، يضاف اليها الجهد المضني في تربية الاطفال والانغماس في الحياة العائلية وفي تأدية الدور الجديد كأم او كأب. في ظل وضع كهذا، يصبح الشخص اسير المشكلات ويفقد التركيز على جمال العلاقة. فيبدأ باعتبارها علاقة باهتة.
- سبب آخر يُشعر الرجل بالملل، هو ان شريكته التي كانت بالأمس تتجمل لنيل اعجابه، لم تعد اليوم تبذل المجهود نفسه. يصبح معتادا على شكلها المبعثر وعلى عدم اكتراثها لمظهرها. يراها تمضي يومها كاملا بملابس النوم مثلا.
- من الاسباب الاساسية التي تبث الكثير من الملل في العلاقة، هو انعدام الخصوصية. بات كل من الزوجين يرى الآخر في كل حالاته، من الصباح وحتى المساء. لم يعد هناك من امر خفي يقوم به الشريك من دون علم الآخر.
- يشعر الرجل بأن كل تركيز زوجته بات منصبا على المنزل والاطفال. لم يعد بالنسبة اليها "فارس الاحلام". اما هي فترى فيه رجلا يغيب عن البيت ساعات طويلة وحين يحضر يكون متعبا لا طاقة له للتحدث معها او الاهتمام بها.
فيتامينات العلاقة الزوجية
- المرح: الحل الاهم والابسط للحفاظ على صحة الزواج وكسر الروتين يكمن في الحفاظ على الابتسامة. لذلك يجب ان تحضر العفوية والنكتة والضحكة دوما في احاديثكما. لا تستخفوا أبدا بحس الفكاهة. فالطرافة هي أساسا ما يجذب المرأة للرجل وما يجذب الرجل للمرأة.
لا احد يرغب في ان يرتبط بشخص متشائم ولا احد يرغب في مجالسة شخص متجهم او جاد طوال الوقت لا يجيد فن الضحك. لذلك يجب ان يحافظ الرجل كما المرأة على تلك الابتسامة.
- الاحاديث الشيقة: لا تجعلا احاديثكما مركزة على شؤون البيت والعائلة، افسحا المجال للاحاديث الشيقة غير السطحية. يمكنكما ان تجدا موضوعا يهمكما معا، في الشعر او الادب او السينما او الهندسة او الفن التشكيلي او المسرح او اي موضوع يحمل جديدا يمكنكما التحدث فيه. كذلك، حاولا تذكر الايام الاولى التي جمعتكما. عودا الى بداية العلاقة ومرحلة التعارف، فإنها توقظ الكثير من المشاعر والاحاسيس النائمة لديكما.
- نشاطات مشتركة: حاولا ايجاد هواية مشتركة يمكنكما ممارستها بها. كما يمكنكما الذهاب للسينما او المسرح او اي مكان يستهويكما معا.
- الاصغاء: اكثر ما يزعج المرأة في الرجل هو انه لا يسمع، وإن سمع ما تقوله فإنه لا يصغي. لذلك، تعلم عزيزي الرجل فن الاصغاء، لان المرأة كل ما تحتاج اليه هو شريك يمكنها ان تبوح له بكل ما يجول في فكرها ويشغل بالها. إذا شعرت بأنك لا تكترث لأحاديثها، فإنها مع الوقت ستوصد الباب على نفسها ولن تحدثك بأي موضوع يهمها. قد تتفهم غيابك ساعات طويلة عن المنزل، لكن يمكنك ان تقوم بمجهود صغير عبر الاتصال بها وسؤالها عن حالها او ان تقول له عبارة بسيطة مثلا "اشتقت اليك".
- الاطراء: أثن على شكلها، أسمعها كلمات اطراء وغزل،خصوصا اذا قامت بمجهود وإنصغير للتغيير في شكلها. كل امرأة ترغب في سماع كلمات ترضي غرورها.
- الدعم المعنوي: الزواج يعني الشراكة مدى الحياة. اما الشراكة فلا يمكن ان تستمر من دون دعم على كل المستويات. لذلك، إذا كنت تملك الملايين، لكنك تبخل في توفير الدعم المعنوي لزوجتك، فإن الملل والتباعد سيحكم العلاقة. تذكر ايضا ان الدعم لا يعني الوعظ. هناك فرق بين النصح والارشاد وبين الوعظ وإصدار الأوامر. لذلك، ادعم ولا تعظ. انصح ولا تنتقد.
- الهدوء: التوازن امر ضروري في كل علاقة. لذلك، تذكر ضرورة الحفاظ على اعصاب هادئة عندما ترى ان زوجتك غاضبة. النساء عموما يتخبطن بهرمونات قبل فترةالحيض وخلالها وبعدها. لذلك، عندما ترى ان زوجتك تحولت زوبعة، لا تحاول مواجهتها لان خطوة من هذا النوع ستكون بمثابة رمي الزيت على النار. على العكس، كن حكيما اتركها تفرغ ما في قلبها وعندما تهدأ يمكنكما ان تتحاورا.
- المساحة: عندما ترى ان زوجتك متوترة، اعطها المساحة التي تحتاج اليها لكي تهدأ. المرأة بركان متأجج، بما انها تحمل مئات المسؤوليات.
- الملامسة: يجب ان تشعر المرأة بعطفك وحنانك. لذلك، لا تقترب منها فقط لتلبية رغبة جنسية لديك. بل على العكس، يمكنك ان تعانقها او تحضنها او تقبل جبينها او تلمس يديها او ان تقوم بأي لمسة تعبر لها فيها عن حنانك.
- عنصر المفاجأة: هناك الكثير من المفاجآت البسيطة التي من المستحسن القيام بها من وقت الى آخر. يمكنك ان تحمل اليها وردة او نبتة او اي شيء رمزي، لتعبر لها عن فائض حنانك واهتمامك. لا تكثر من الهدايا الباهظة، لانها ستعتقد انك تخونها!
- الانفراد: يجب ان يخصص الزوجان بعض الوقت على انفراد بعيدا من كل ضجيج الحياة وبعيدا من الاطفال. لذلك، حاولا السفر معا او على الاقل تمضية عطلة نهاية الاسبوع في منتجع. اتركا كل شيء خلفكما وحاولا احياء العلاقة الجميلة والرومنسية التي جمعتكما في بداية الطريق.
- لا تكن زوجا تقليديا، يصل الى البيت ويريد ان يكون الجميع في خدمته. على العكس، املأ دورك كوالد وزوج، عبر الانخراط معها في متابعة شؤون الاطفال. فالعائلة شأنكما معا وليست شأنها وحدها.
- أخيرا لا تخدعك الصور الذاتية او الـ"سلفي" الخاصة بالزوجين السعيدين والتي تنتشر على وسائل التواصل الاجتماعية. ما من سعادة من دون بذل جهود يومية لطرد الروتين!