ماذا تعرف عن «المرشد الحياتي» ؟.. ومتى تحتاج اليه؟
غالبا ما يسارع المرء الى اشباع حاجاته الجسدية، من الطعام الى اللباس الى الاهتمام بالصحة. إنما نادرا ما يدرك ان هناك حاجات أخرى عليه ان يلتفت اليها، بعيدا من المطاعم ورحلات الاستجمام الفاخرة وسواها من مميزات العيش الرغيد.
كثيرة هي الحالات التي يشعر فيها الرجل بالتشوش والارتباك او عدم الرضى، حتى وإن سبق أن أسس عائلة وشركة ويتنعم بإجازات عائلية مرتين الى ثلاث في السنة.
الواقع انه في حالات كهذه، لا بد من الاستعانة بشخص متخصص في تقديم الدعم والمشورة الصائبة. لا نتحدث هنا عن علماء النفس، بل عما يسمى الـ"لايف كوتش" او "المرشد الحياتي".
قد يظن البعض أن الاشخاص الذين يعيشون حالا من الضياع والحيرة وحدهم يحتاجون الى هذا النوع من الخدمات. إنما التجارب قد أثبتت العكس! كثرٌ هم الناجحون الذين استعانوا بـ"لايف كوتش" فبلغوا أهدافهم وما زالوا يحافظون على مسيرة متألقة أو غيروا سبيلهم الى النحو الذي يلبي طموحاتهم. من بين هؤلاء نذكر على سبيل المثال، مقدمة البرامج أوبرا ونفري، الممثلان ليوناردو دي كابريو وهيو جاكمان، لاعب كرة المضرب أندره أغاسي، لاعب كرة الغولف تايغر وودز، لاعبة كرة المضرب سيرينا وليامز وسواهم الكثير.
يبقى السؤال، متى يمكن ان يستعين الرجل بـ"لايف كوتش" وما هي الفائدة المرجوة منه؟
عموما، ينصح بـ"لايف كوتش" عند خوض مرحلة انتقالية يحتاج فيها الرجل الى الحصول على الدعم المتخصص، لكي يتمكن من بلوغ اهدافه. لذلك، إذا كنت عزيزي الرجل، تمر في واحدة من الحالات الآتي ذكرها، عليك ان تفكر بشكل جاد في الاستعانة بمرشد متخصص:
- إذا كان فكرك مشوشا وتعيد التفكير في جدوى حياتك واهدافك الكبرى او إذا كنت تنوي ببساطة تطوير بعض الخطط التي وضعتها لنفسك.
- اذا كنت تعاني من اختلال في التوازن بين الحياة الشخصية والحياة المهنية.
- اذا كنت تعاني من صعوبة في التعامل مع حالات يشوبها الكثير من الضغط النفسي.
- إذا كنت تعاني صعوبة في اتخاذ بعض القرارات المصيرية.
- إذا كانت لديك مخاوف تمنعك من المضي قدما.
- إذا كنت تنوي تطوير سبل تواصلك مع الآخرين.
- إذا كنت تعاني من ضيق في الوقت وعدم القدرة على ادارته على النحو الذي يجعلك تحقق كل ما تصبو اليه.
- اذا كنت تشعر بأنك غير مسيطر على كل نواحي حياتك.
بين علم النفس والـ"لايف كوتش":
في البداية، لا بد من الاشارة الى ان هناك فرقا شاسعا بين علم النفس والـ"لايف كوتشينغ"، إذ ان الاول يغوص في مرحلة الطفولة والعلاقات مع الاهل وافراد العائلة، ليتمكن في نهاية المطاف من تحديد المشكلة النفسية للمريض. في المقابل، الـ"لايف كوتش" وظيفته ان يطرح عليك سلسلة من الأسئلة التي تدفعك الى مزيد من التفكير العميق، للبحث بنفسك عما يرضي طموحاتك، ويجعلك تتخذ قرارات تنسجم واهدافك الكبرى.
في ما يلي عينة من الاسئلة التي يوجهها الـ"لايف كوتش" لعميله:
هل انت سعيد في حياتك؟ ما الشيء الذي يمكن ان تقوم به ويفرحك جدا؟ ماذا يعني لك النجاح؟ ما هي مهاراتك؟ ما الذي تعلمته من التجارب الحلوة والمرة؟ ما الذي تنوي تحقيقه لكنك لم تقم بعد بأي خطوة؟
ماذا يقدم الـ"لايف كوتش" للرجل؟
لعرض فوائد الـ"لايف كوتشينغ" (Life Coaching) أي "التوجيه الحياتي"، تحدثت "الرجل" مع الاختصاصية في هذا المجال بولا حايك وهي حائزة شهادة منAuspicium- London وشهادة في الهندسة اللغوية العصبية (Nlp).
- الاهداف: غالبية الناس، يدركون ما يريدون تجنبه لكنهم لا يملكون اي فكرة عما يريدون ان ينجزوه في حياتهم. في المقابل، عند الاستعانة بمرشد حياتي، سيتمكن الرجل من تحديد أهداف واقعية، عبر اتباع استراتيجيات عمل محددة.
- الوقت: عند الاستعانة بـ"لايف كوتش" سيجد الرجل نفسه مستفيدا من الوقت بصورة افضل، لانه ببساطة صار واعيا الى اولوياته والى ما يريد انجازه في كل جوانب حياته.
- هامش أضيق من الاخطاء: عندما يستعين المرء بـ"لايف كوتش" أي بشخص قادر على توجيهه بشكل احترافي، يصبح قادرا على اتخاذ خيارات صائبة. هذا لا يعني ان الاخطاء تختفي، بل على العكس يصبح هامشها اضيق. فالقرارات لا تأتي اعتباطية او عشوائية، بل نتيجة درس وترو وعقلانية.
- التركيز: عندما يتعاون الرجل مع "لايف كوتش" يشعر بأنه يحقق منجزات على صعد عدة، الشخصي والمهني. يستطيع ان يحدد مثلا المسافة التي تفصله عن تحقيق اهدافه. الامر لا يتعلق دوما ببلوغ القمة او تحقيق المليارات، بل في ايجاد السعادة والرضى نتيجة ما تحقق او ما سيتحقق. خلال آلية العمل هذه، يتمكن المرء من تحديد ما يريد تحقيقه لا ما يريد تجنبه.
- السعادة: خلال العمل مع "لايف كوتش" يشعر الانسان عموما ان نسبة المشكلات التي يصادفها قد انخفضت. السعادة تلعب دورا جوهريا في حياة المرء، وللتنعم بها، على الانسان ان يطور تقنية تساعده في تجنب المشكلات أحيانا قبل وقوعها. كما يساعد المرشد الحياتي كل رجل في خفض نسبة التوتر والضغط العصبي وفي اعادة توجيه حياته بما ينسجم وتطلعاته.
- تأثير مضاعف: ستتمتع بتأثير مضاعف وبقدرة على التأثير في الآخرين، سواء كانوا من العائلة او الموظفين او الزملاء. السر يكمن في تطوير أساليب التواصل التي تعتمدها. ستتعلم الانصات الى المحيطين بك وتحفيزهم مما يؤدي في نهاية المطاف الى اكتساب قدرة أكبر من التأثير.
- اتخاذ القرارات:يساعد الـ"لايف كوتش" الرجل في اتخاذ قرارات من شأنها ان تؤثر ايجابا في حياته. إذ عندما تتراكم التجارب السيئة وقصص الفشل، يطور الانسان بشكل لا واعٍ استراتيجيات تؤدي في نهاية المطاف الى مواصلة الهروب الى الامام، أي الهروب من اتخاذ قرارات خوفا من ان يكون الفشل بالمرصاد. في هذا المكان، يلعب الـ"لايف كوتش" دورا جوهريا عن طريق تشجيع الرجل على اتخاذ قرارات بشكل واع وأكثر ثقة، وذلك عبر تطوير وعي ذاتي أعمق وفهم أشمل للحالات التي يمر بها.
- تطوير علاقات أفضل: قد يخفق أحيانا الرجال، عن وعي او غير وعي، في اعتمادالأساليب الملائمة في عملية التواصل. هذا ما قد يؤدي الى مواجهة المزيد من العقبات في عالم الاعمال، إضافة الى ما يعنيه ذلك من هدر للوقت. في هذا الاطار، توضح حايك ان "لايف كوتشينغ" يساعد الرجل في بناء روابط بشكل أسرع وأسهل مع الناس. هذا ما يكسبه ثقتهم، فيتمكن بالتالي من انجاز أعماله بشكل انجح واسرع بعيدا من المعوقات.
- استخدام اللغة المناسبة: تلفت حايك الى ان اللغة تشكل اداة التواصل الاساسية، لذلك على الرجل ان يتقن لغة المفاوضات الناجحة. هذا الامر يكون عبر دخوله الى جزء اللاوعي من الشخص الذي يحدثه.
- تطوير الشخصية: يساعد الـ"لايف كوتش" الرجل في تطوير شخصيته بما يجعلها تنسجم مع فئات مختلفة من الناس. فالناس أربعة أنماط: البصري والحسي والسمعي والرقمي. عندما يحدد اي فئة ينتمي اليها يصبح بامكانه تحديد لغة التواصل السليمة ليبني جسورا مع الآخرين.
- المرونة: يتعلم الرجل خلال جلسات الـ"لايف كوتشينغ" كيف يمكنه ان يكون صاحب شخصية مرنة. فالمرن هو الذي يتمكن في نهاية المطاف من تحديد النتائج وبلوغ الاهداف المرجوة.
- التخلص من المخاوف: غالبية المخاوف التي تسيطر على المرء تكون من صنع مخيلته. لذلك الـ"لايف كوتش" يساعد المرء في تجاوز مخاوفه ليتمكن من اتخاذ قرارات سريعة إنما واثقة.
- التحفيز المستمر: يقدم الـ"لايف كوتش" التشجيع والتحفيز اللازم للرجل طوال الوقت. هذا يولد لديه روحا ايجابية، سرعان ما تنعكس بشكل واضح على حياته واعماله.كما يساعده في تطوير مهاراته الشخصية بما يؤدي الى الارتقاء بأعماله. فالنجاح يتطلب التحلي بقيم الابتكار والقدرة على تبني استراتيجيات عمل معينة. لذلك اذا توافر لدى رجل الاعمال، مرشد حياتي داعم وحاضر دوما للاجابة على كل الاسئلة، فإن المرء سيشعر بقدرته على الانتاج مما يفضي في النهاية الى بلوغ الاهداف.