فاروق الباز.. رجل حفر اسمه بحروف من نور في تاريخ العلم
تمكن فاروق الباز من حفر اسمه بحروف من نور في تاريخ العلم وأصبح واحداً من أبرز رواد الفضاء العالميين، واجهة مشرفة للشرق وعلمائه، عمل في وكالة ناسا الفضائية وتكللت رحلته بالإنجازات المذهلة والنجاح الباهر حيث إنه ساعد في التخطيط للاستكشاف الجيولوجي للقمر حيث إنه قام بإختيار مواقع الهبوط لبعثات أبولو وقام بتدريب رواد الفضاء على كيفية اختيار عينات التربة المناسبة للتحليل والدراسة.
كيف حولت إعادة التدوير عائلة أنطوني برات للأغنى في استراليا؟
وُلد الدكتور فاروق الباز في يناير عام 1938، وكان ذلك في قرية طوخ الأقلام وهي إحدى قرى السنبلاوين التابعة لمحافظة الدقهلية المصرية. نشأ الباز في أسرة مصرية بسيطة لكنها كانت تولي اهتمام بالغ بتعليم أطفالها، أظهر فاروق الباز في طفولته تفوقاً دراسياً ملحوظاً، وحظي بإشادة معلميه واهتمام والديه إلى أن تم دراسته الثانوية، ومن ثم التحق بكلية العلوم جامعة عين شمس وتخصص في دراسة علم الجيولوجيا وحصل على درجة البكالوريوس في الكيمياء والجيولوجيا عام 1958، وتم تعيينه مُدرساً للجيولوجيا في جامعة أسيوط واستمر في ذلك العمل حتى 1960، كما قام بالتدريس في جامعة ميسوري الأمريكية بين عام 1963 وعام 1964، بالإضافة إلى تدريسه في جامعة هايدلبرغ في ألمانيا بين عامي 1964 و1965.
توقف دكتور فاروق الباز عن التدريس بجامعة أسيوط عام 1960 بسبب حصوله على منحة من الولايات المتحدة الأمريكية لاستكمال دراسته بها، والتحق بأحد المعاهد المتخصصة في علم المعادن بميسوري الأمريكية، وحصل الباز على درجة الماجيستير من معهد المعادن، ونظراً لتميزه حصل على عضوية فخرية بجمعية Sigma Xi الأمريكية، وبعد أربع سنوات فقط تمكن من الحصول على درجة الدكتوراة، ثم قام برحلة موسعة حول العالم تمكن خلالها من جمع الآلاف من عينات الصخور التي قام بفحصها ودراستها.
من مدير مبيعات الى عضو تنفيذي بإمارة أبو ظبي.. خلدون المبارك رحلة نجاح بدأت مبكرا
في عام 1966، عمل الباز في التنقيب عن النفط بخليج السويس بقسم التنقيب في شركة بان أمريكان وذلك قبل التحاقه بمعامل بل في عام 1967. وعمل خلال الأعوام 1967 و1973 على اختيار 16 منطقة مميزة على القمر لهبوط رواد الفضاء عليها بغرض الحصول على أكبر مكسب علمي عن التكوين الجيولوجي للقمر ومعرفة تاريخ تكوين القمر وعلاقة تكوين القمر بتكوين الأرض.
في عام 1973، تولى الباز منصب رئيس الملاحظة الكونية والتصوير في مشروع أبولّو - سويوز Apollo- soyuz الذي قام بأول مهمة إلى الفضاء الخارجي في تموز 1975. وانضم إلى جامعة بوسطن في عام 1986 وعمل في مركز الاستشعار عن بعد باستخدام تكنولوجيا الفضاء في مجالات الجيولوجيا والجغرافيا، وقد طور نظام استخدام الاستشعار عن بعد في اكتشاف بعض الآثار المصرية.
نشر العالم المصري فاروق الباز العديد من المؤلفات والكتب العلمية، والتي بلغها عددها حوالي إثنى عشر كتاباً تناول من خلالهم العديد من القضايا العلمية والعديد من تجاربه الشخصية ومن أشهر مؤلفاته ممر التعمير في الصحراء الغربية، أبولو فوق القمر، حرب الخليج والبيئة، الصحراء والأراضي الجافة كما قام بنشر أطلس لدولة الكويت مُصور من الأقمار الصناعية.