«#حمله_الاقلاع_عن_الشيلات».. كيف علق مغردو «تويتر» علي الحملة؟
خلق فن "الشيلات"، لنفسه حضورا في العديد من المناسبات الإجتماعية في المملكة العربية السعودية، وذلك الأمر بات ظاهرا خلال السنوات الأخيرة، مما دفع العديد من مثقفي المملكة لطرح تساؤلا حول سبب الإقبال على هذا النمط من الفنون، وتفضيلها على باقي الألوان الغنائية.
والشيلة هي فن شعبي من المورث الشعبي في السعودية وتعتبر الشيلة أحد أنواع الحداء، وهو التغني بالشعر، وتختلف عن الموال والغناء، بأن الموال تكثر فيه أحرف المد، وهو أقرب للغة العادي مع كثرة المدّ، أما الغناء فيكون بالآلات الموسيقية، والشيلة أقرب للغناء، ويستخدم فيها ألحان غنائية بدون المعازف.
ومن جهتها، ترى الكاتبة السعودية، مي خالد، أن "الشيلات هي صوت الشارع في السعودية الآن"، وذلك لارتباطها الوثيق بالحياة المعيشية للمواطن البسيط، وتكلفتها غير المرتفعة، وتنوع مواضيعها على خلاف الأغاني التقليدية.
كيف علق «ناصر القصبي» على هاشتاج «#الشعب_يريد_اسقاط_الليبراليه»؟
وتقول الكاتبة في معرض حديثها عن الفارق بين الأغنية السعودية و"الشيلات"، إن "الأغنية السعودية أرستقراطية؛ فأشهر شعراء الأغنية السعودية وأغزرهم إنتاجًا أمراء.. الأمير خالد الفيصل، وبدر بن عبدالمحسن، وعبدالله الفيصل.. أو وجهاء مثل سعود الشربتلي وغيره".
"الفارق هائل" متوسط الأجور في الدول العربية.. فما ترتيب بلدك؟
وتضيف مي خالد، في مقال نشرته صحيفة "عكاظ" السعودية، أن "شعراء الشيلات مواطنون بسطاء، وبعضهم من الشعراء القدامى في الجزيرة العربية ممن أوشكت قصائدهم أن تندثر دون توثيقها. وهذه وظيفة ثقافية عظيمة تقوم بها الشيلات وليس الأغاني التي يتحكم فيها رأس المال وقنوات العرض".
وفيما يبدو أن نظرة بعض السعوديين تغيرت عن فن الشيلات، مؤخرا، حيث أنتشر وسما بعنوان: "#حمله_الاقلاع_عن_الشيلات"، وذلك للتعبير عن وجهة نظر ترى أنه يجب الابتعاد عن هذا الفن من الفنون، فى هذه الفترة، وأليك جانب من التعليقات على الهاشتاج:
حيث علق أبو فيصل، أحد رواد تويتر على الوسم، بأن جميع الغناء لا يوجد به بركة ليس الشيلات فقط، مطالبا السعوديين بالبعد عن الغناء والاقتراب من ذكر الله، مؤكدا انه هو الخير الذى في الدنيا، قائلا: "الغناء والموسيقى كلها مافيها خير.. وأفضل الكلام ذكر الله..خير لك في الدنيا والاخره".
#حمله_الاقلاع_عن_الشيلات
الغناء والموسيقى كلها مافيها خير
وأفضل الكلام ذكر الله
خير لك في الدنيا والاخره&mdash ابو فيصل (@LpvSl1t) ٢٠ يوليو، ٢٠١٧
فيما كان لبدر العتيبي، رأيا أخر من خلال تعليق له على تويتر، مؤكدا أنه لن يترك سماع الشيلات حتى ولو سمعها بمفرده، قائلا: "#حمله_الاقلاع_عن_الشيلات والله لو اجلس اسمعها لحالي ماتركها ، ابك انا كيف امسك نفسي لاسمعت مهنا يقول مابقى الا نجاور النجم السماوي".
#حمله_الاقلاع_عن_الشيلات والله لو اجلس اسمعها لحالي ماتركها ، ابك انا كيف امسك نفسي لاسمعت مهنا يقول مابقى الا نجاور النجم السماوي &mdash بدر العتيبيُ . (@4bdran) ٢٠ يوليو، ٢٠١٧
اما مها الثنيان، فكان رأيها في حملة الإقلاع عن الشلات، بأنها ترى من يرقصون عليها مثل الناقة، منتقدة اياهم بطريقة ساخرة، قائلة: "إذا شفت أحد يرقص عليها.. أحس أنه ناقة.. حسبي الله على مزايين أم رقيبة هي اللي طلعتها لنا".
#حمله_الاقلاع_عن_الشيلات
إذا شفت أحد يرقص عليها
أحس أنه ناقة
حسبي الله على مزايين أم رقيبة هي اللي طلعتها لنا&mdash مها الثنيان (@m3doo100) ٢٠ يوليو، ٢٠١٧
اما عن رأى تركى القرني، احد رواد تويتر، فتمحور حول رؤيتة لبعض الشيلات التى وصفها بأنها تأخذ العقل، وتحدى من يسمعها بأن لا يعجب بها، مشيرا الى ان هناك بعض الشيلات بالفعل لا تستحق سماعها ، قائلا: "تبغون الصدق؟ فيه شيلات حلوه مثل شيلات بندر بن عوير و فلاح المسردي اتحدى واحد يسمعها وما يعجب فيها اما الباقي زوبالا".
تبغون الصدق؟ فيه شيلات حلوه مثل شيلات بندر بن عوير و فلاح المسردي اتحدى واحد يسمعها وما يعجب فيها اما الباقي زوبالا#حمله_الاقلاع_عن_الشيلات
— Turki alqarni ™ (@RikoSA_) ٢٠ يوليو، ٢٠١٧
وتعدت مراحل الإعجاب بالشيلات، خارج السعودية، لتصل الى لوس أنجلوس، في أمريكا، حيث ابدت سيدة أمريكية في منتصف السبعينات من عمرها سمت نفسها بـ"شهرزاد"، وترتدي الفساتين الملونة الطويل المطرزة وتضع القليل من الماكياج، اعجابها بالشيلات، ونشر معجيبيها بعض المقاطع التى ترقص فيها على الشلات.
وتعتبر الكاتبة مي خالد، أن من أبرز أسباب الإقبال على سماع “الشيلات” هو مواءمتها لتقاليد المجتمع السعودي، أكثر المجتمعات العربية والإسلامية محافظة، إذ أن “الموسيقى في ثقافتنا كسعوديين حرام.
والشيلات تحايلت على المحرم وعلى العيب الاجتماعي أيضًا. فالغناء للقينات والجواري والطقاقات وليس للرجال.. بينما الشيلات الحماسية غير المائعة للرجال طوال الشوارب”.
وعلى عكس الأغاني التقليدية التي تركز في غالبيتها على موضوع العشق والتغزل بالمحبوبة ومعاناة فراقها، تأتي “الشيلات” لتضيف تنوعًا يساهم في إثراء الفن الغنائي عبر تنوع المواضيع، كإعلان الولاء الوطني والقبلي، والترحيب بالضيوف، والحث على مكارم الأخلاق، والحكم والمواعظ.
وكانت إحدى قنوات موقع يوتيوب لتبادل ملفات الفيديو، أطلقت قبل يومَين برنامجًا وثائقيًا عن هذا النوع من الفنون الغنائية؛ حمل عنوان “ليه الناس تسمع شيلات؟” قدم عرضًا موجزًا لتاريخ الأغنية السعودية منذ مؤسسها طارق عبد الحكيم وحتى انتشار “الشيلات” في الوقت الحاضر.