طرد زوجته بتهمة الخيانة فأنصفها القضاء
لم تتوقع مريم 33 عاماً، والتي تشغل منصباً مرموقاً في وظيفتها في إحدى الشركات بأن تتحول غيرة زوجها عليها إلى الشك، والقلق وظهور الهواجس والوسواس، بالإضافة إلى عدم ثقته في تصرفاتها إلى أن يصل الأمر به إلى ضربها أمام أطفاله متهماً إياها بخيانتها له!
مريم التي أحبت غيرة زوجها ياسر عليها، تطور الأمر عند الأخير إلى شك لم تقبل به أبدا، وهي على يقين تام بأن زوجها يتصور أوهاما لا أساس لها من الصحة، الأمر الذي بدأ يقضي على ثقته بها.
هل كشفت سامسونج عن جالاكسي نوت 8 المرتقب عن طريق الخطأ
مريم رضت تخلي زوجها عن دوره ومسؤولياته تجاه أسرته، لتتحمل العبء وحدها، في ظل غياب الزوج نظرا لظروف عمله التي تتطلب السفر كثيرا للخارج، وهذا قد يعطيه العذر في تغيبه عن البيت والصغار أياما كثيرة في الشهر، وأصبح وجود الزوج مظهرا فقط، ومع هذا يواصل شكه.
زوج مريم وزع كاميرات المراقبة على جميع أنحاء المنزل لمراقبة تحركاتها، ولاحقها أثناء التقائها بصديقاتها في مطاعم المراكز التجارية ليتأكد بأنها لن تلتقي بغيرهن ومريم تقبل ذلك، لكنها لم ترض بعد ذلك أن يضربها أمام أطفالها الثلاثة متهما إياها بلقائها عشيقها في مكان ما، وأثناء قيامها بالدفاع المستميت عن نفسها، ومطالبته بضرورة التوجه للعلاج النفسي قام بطردها وأطفالهما من المنزل الذي شاركته ببنائه وبمبلغ كبير اقترضته من البنك بدافع أن تكون مملكتها الخاصة تحفها السعادة مع جميع أفراد عائلتها.
عادت مريم إلى منزل والدها لتخبرهم بأن الحياة أصبحت مع ياسر مستحيلة خاصة بعد اتهامه لها باستمرار بالخيانة الزوجية، وضربه المبرح لها أمام أطفالها والخادمة وبلا رحمة، مؤكدة أن الفجوة بينهما ازدادت أكثر وأكثر، خاصة مع المواقف الأخيرة والمتراكمة، وفي النهاية لم تجد كل الحلول فكان اللجوء للمحكمة الفيصل بعد أن أنصفتها، بالانفصال.
المحامي والمستشار القانوني حسن المرزوقي قال لـ«البيان» إن القضاء أنصف مريم والتي حصلت على كافة حقوقها الشرعية بعد قيام زوجها بإجحاف كافة حقوقها، فحصلت على حقها منه في النفقة، ونفقة أطفالها، ونفقة أخرى كانت في فترة قيامها بالإنفاق عليه وعلى الأطفال، كما حصلت على حقها في حضانة الصغار، وبالنسبة للمنزل الذي ساهمت الزوجة بمبلغ كبير لبنائه ألزمت المحكمة الزوج في حال عدم رغبته بأن يكون المنزل للزوجة والأطفال، بأن يعيد لها المبلغ كاملا وبلا نقصان.
هل تتفوق مرسيدس إس كلاس على بي إم دبليو الفئة السابعة
وأضاف المرزوقي: «أنصح كل زوج قبل اتهامه لزوجته بخيانتها له بضرورة التروي وتحكيم العقل والاستفسار والسؤال بعيدا عن العصبية قبل الاتّهام، فالخطأ في مثل هذه المواقف سيزرع حتما الكراهية في نفس الطرف الآخر وهي الزوجة، ويكسر الحب والثقة بينهما، وللأسف الشديد تنتهي علاقتهما بالانفصال وتشتت الأطفال»، بحسب البيان.
وأكد المرزوقي أن الشك في حد ذاته يعتبر مرضا نفسيا واجتماعيا، وينتج عنه سوء فهم لبعض المواقف التي تقع بين الزوجين، وتكون النتيجة معروفة في مثل هذه الحالات، فالحياة بينهما ستستمر بالمشكلات التي لن تتوقف إلا بتحكيم العقل، أو بالطلاق وإسدال الستار على حياة بات طعمها مُرا ولا يُحتمل، على حد قوله.