أنيتا روديك.. رحلة كفاح استثنائية في عالم الأعمال التجارية
أسست أنيتا رودريك سلسلة متاجر "ذا بودي شوب"، ولقب بالإمرأة الحديدية لكونها كافحت وواجهت كل الظروف الصعبة وتمكنت من تحقيق النجاح والتميز، وتعتبر شخصية استثنائية في عالم الأعمال التجارية.
ولدت أنيتا بيريللا في بلدة ليتلهامبتون الساحلية في مقاطعة ويست ساكس الساحل الجنوبي لإنجلترا لعائلة إيطالية مهاجرة في 23 أكتوبر عام 1942 إبان سنوات الحرب العالمية الثانية. وكانت أمها ككثيرات من السيدات الإيطاليات المكافحات، تدير مقهى صغيراً.
وبعدما أكملت أنيتا دراستها الابتدائية والثانوية التحقت بكلية باث للتعليم العالي التي أصبحت اليوم جامعة باث سبا، وحازت فيها على بكالوريوس في التربية والتعليم.
"بلومينغديلز" يستعرض تشكيلات علاماته الجديدة لموسم خريف/شتاء 2017
كانت تشعر منذ طفولتها بشيء من الغربة عن محيطها، وتعتقد أن هذا الشعور بالغربة ولّد عندها روح التمرد والثورة، تعرفت أنيتا عن طريق أمها بشاب اسكوتلندي اسمه غوردون روديك، فأحبته وتزوجته وحملت اسمه، ومن ثم فتحت وإياه مطعماً. ثم وسّع الزوجان الطموحان أعمالهما ففتحا فندقاً أيضاً. ولكن رغم الانهماك في العمل التجاري كبرت العائلة، وأنجبت أنيتا طفلتين هما سام وجاستين.
بدأت حياته المهنية مع زوجها من خلال تأسيس مطعم وفندق في بريطانيا، إلا أن أنيتا كان ترغب في تأسيس متجر صغير يدر إيرادات جيدة للعائلة الصغيرة التي أسستها، وفي عام 1976 قامت بتأسيس متجرها الأول في مدينة برايتون بجنوب إنجلترا وكان يتخصص ببيع منتجات العناية بالجسم ذات طابع صحي وخالي من المواد الكيماوية الضارة، ولم يكن يحتوي على أكثر من 12 صنفاً.
تمكنت روديك من الجمع بين عالم الأعمال والأعمال التجارية البعيدة عن الاستغلال، وذلك من خلال إقامة علاقات مباشرة وعادلة مع صغار المنتجين في الدول التي كانت تشتري منها موادها الخام. وتمكنت من تحقيق نجاح كبير مما دفعها إلى افتتاح متجرها الثاني خلال ستة أشهر، وقد شاركها زوجها الأعمال بعد عودته من أمريكا.
وكان هذان المتجران نقطة البداية لسلسلة من المتاجر الضخمة ذات فلسفة أخلاقية وصحية مميزة في عالم التجارة، ويزيد عدد المنتجات التي تبيعها على 300 صنف.
وبحلول عام 1991، بلغ عدد متاجر السلسلة 700 متجراً ومنحت أنيتا جائزة تقديرية عالمية هي "جائزة الرؤية العالمية للمبادرات التنموية".
وعام 2004 ارتفع عدد متاجر السلسلة إلى 1980 متجراً تجتذب نحو 77 مليون زبون على امتداد العالم، وفي بريطانيا نفسها احتلت ماركة "ذي بودي شوب" المرتبة الثانية بين أكثر الماركات التجارية موثوقية واحتراماً في السوق، والماركة الـ28 على مستوى العالم.
وقد كرمت الملكة إليزابيث الثانية أنيتا في عام 2003 بمنحها لقب "دايم" مع الوسام الإمبراطوري المصاحب له، واللقب والوسام من أرفع اللفتات التقديرية التي يخص بها العرش السيدات اللواتي يقدمن للأمة والمجتمع خدمات عظيمة في شتى الميادين.
وفي أواخر عام 2005 أشارت تقارير صحافية أن أنيتا روديك قرّرت التخلي عن العمل التجاري، بالإضافة إلى التخلي عن معظم ثروتها المقدرة بأكثر من 100 مليون دولار أميركي.
ويوم 17 مارس (آذار) 2006، قامت مجموعة "لوريال" الفرنسية العملاقة بشراء سلسلة متاجر "ذي بودي شوب" بمبلغ يرجح أنه يزيد عن 652 مليون جنيه استرليني (نحو مليار و300 مليون دولار).
وفي خضم قصة النجاح التجاري الكبير الذي ترجم بثروة محترمة وشهرة واسعة، وما لا يقل عن 20 تقديراً ووساماً دولياً، لا شك أن من أبرز المزايا التي طبعت حياة أنيتا روديك، اهتمامها الكبير بالقضايا الإنسانية، وصرفها الجهد والمال والوقت على متابعة النشاطات والأعمال الخيرية.