قصة أسغارديا.. أول دولة للإنسان في الفضاء
هل تواكب أحدث صيحات السكن والسفر من حول العالم؟ إذا كنت كذلك، فستعرف عن تأسيس أول دولة للإنسان في الفضاء: أسغارديا.
وسميت الدولة نسبة لمدينة إسكندنافية أسطورية في السماء، وتفتتح أبوابها لجميع المقيمين على كوكب الأرض دون أي كلفة إضافية.
وكان قد أعلن العالم الروسي الدكتور إيغور أشوربيلي عن خططه لتشكيل أول دولة مستقلة في العالم تعمل في الفضاء الخارجي في أكتوبر في العام 2016، ليقوم مئات الآلاف من الأشخاص منذ ذلك الحين بتقديم طلبات للتوطين فيها.
ويقول آشوربيلي إن مهمة المشروع هي توفير "مجتمع سلمي،" وتسهيل الوصول إلى تقنيات الفضاء، وحماية الأرض من التهديدات الفضائية، مثل الكويكبات، والحطام من صنع الإنسان في الفضاء.
ولكن، ليس هذا كل شيء، إذ سيستطيع سكان دولة أسغارديا العيش على كوكب الأرض، بدلاً من الانتقال إلى الفضاء.
وتقدّم للمشروع أكثر من 100 ألف طلب في غضون 40 ساعة من الإعلان عنه، ليحظى بأكثر من 500 ألف طلب بعد ثلاثة أسابيع من إطلاقه، إذ يمكن لأي شخص يتخطى عمره الـ18 عاماً ولديه بريد اإلكتروني أن يقدم على "الجنسية،" بصرف النظر عن جنسه أو جنسيته أو عرقه أو دينه أو وضعه المالي، بما في ذلك المدانين السابقين، على أن تكون رفعت التهم الخاصة بهم في وقت تقديم الطلبات.
وبسبب كثرة طلبات التقديم، اضطر أشوربيلي إلى طلب تفاصيل إضافية من المتقدمين مثل تاريخ الميلاد، وعنوان السكن، الشيء الذي أدى إلى تقلص أعداد طلبات التقديم.
اليوم، يوجد اليوم نحو 211 ألف متقدم من 217 بلداً من حول العالم، تتراوح أعمارهم ما بين الـ18 والـ35 عاماً. كما أن نسبة 83 بالمائة من المتقدمين هم من الرجال، و16 بالمائة هم من النساء، أما النسبة المتبقية فتصنف نفسها على أنها من جنس آخر.
وتشرح الفنانة رايفن سين من هونغ كونغ، أنها تقدمت لطلب "جنسية" أسغارديانة في نوفمبر من العام 2016 بعد سماعها عن المشروع في برنامج إذاعي صيني أثناء تواجدها في تورونتو. وتقول سين: "أردت أن أعرف إذا كان البشر يتمكنون من الحصول على فرص أكثر للتعبير عن آرائهم. كل شيء في مجتمعنا اليوم يتمحور حول الرأسمالية أو الشيوعية، هناك الكثير من الصراعات. آمل أن أرى إذا كان بإمكاننا كبشر، أن نعيش حياتنا بطرق أخرى، وأفضل، ونتمتع بخيارات أكثر."
وصرح أشوربيلي في مؤتمر صحافي عقد في هونغ كونغ هذا الشهر، أن أسغارديا سيكون لديها وجود فعلي في الفضاء عبر سلسلة أقمار صناعية ستُطلق في مدار حول الأرض في 12 سبتمبر المقبل.
وسيسافر القمر الصناعي الصغير الذي يزن حوالي ثلاثة كيلوغرامات، إلى محطة الفضاء الدولية على متن "أوربيتال ATK،" محملاً معه 300 كيلوبايت من معلومات وبيانات أول 100 ألف مقدم طلب على الجنسية. وسوف تشمل هذه البيانات العديد من الأمور الشخصية عن المتقدمين مثل الصور العائلية.
ويقول آشوربيلي إن أسغارديا ستتقدم بطلب لتعريفها كدولة في الأمم المتحدة في العام 2018. وإذا وافق مجلس الأمن على الطلب، فسيتعين على ثلثي أعضاء الجمعية العامة أن يصوتوا على قبولها.
ولكن، لا شك بأن الحصول على تعريف كذلك هو شيء غير مؤكد، إذ يشرح جوان غابرينويتز، خبير قانون الفضاء وأستاذ في كلية الحقوق بجامعة بكين للتكنولوجيا أنه على الدول أن تتمتع بخصائص معينة مثل وجود سكان دائمين فيها، وإقليم محدد، وحكومة، وقدرة على الدخول في علاقات مع دول أخرى، وأن تعترف الدول الأخرى بها كدولة، بحسب سي ان ان.
كما ستشكل أسغارديا أيضاً حكومة ديمقراطية خلال الأشهر الستة المقبلة، ثم محكمة، ومكتب مدعين عامين، ومكتب تدقيق وطني، وهيئات حكومية أخرى.