رغم ثرائهم لم ينسوا الأقل حظاً.. أثرياء عرب بقلوب من ذهب
المال يجلب السلطة ومعاً يمكنهما أن يفسدا النفوس والعقول. التاريخ القديم والحديث حافل بقصص عن أشخاص تحولوا وبعد ثرائهم الى كل ما كانوا يكرهونه.. فمالوا الى الطمع والظلم وأعمى المال بصرهم وبصيرتهم.
ولكن في المقابل هناك الكثير من الشخصيات التي لم يؤثر بها المال ولم تفسد السلطة عقولها ولم تنس يوماً المكان الذي إنطلقت منه.. هم النقيض الكلي للفئة أعلاه إذ انهم وكلما زادت ثروتهم كلما أكثروا من أعمال الخير لمساعدة الأقل حظاً.
الشيخ سليمان الراجحي
في العام ٢٠١٦ أعلن رجال الأعمال السعودي سليمان الراجحي التبرع بثروته التي تقدر بـ ٧،٤ مليار دولار .. ثلثاها للأعمال الخيرية وثلث لأبنائه. وبذلك عاد الراجحي الى نقطة الصفر وهو يبلغ الثمانين من عمره وقد علق على ذلك بالقول «وصلت لمرحلة الصفر مرتين في حياتي، إلا أن وصولي هذه المرة كان بمحض إرادتي».
الراجحي إنطلق من الفقر ومن وظيفة حمال وكناس وطباخ الى صبي صراف. ومن هناك إنطلق ليبني حياته خطوة تلو الاخرى فأسس مصرف الراجحي الذي كان أول بنك إسلامي في السعودية وأحد أكبر البنوك الإسلامية في العالم بالإضافة الى العديد من الشركات الاخرى المساهمة في التنمية الزراعية والصناعية والتعليمية والخيرية.
منذ بداية حياته و العمل الخيري يرافقه وكان يتم من خلال المساعدة المباشرة للفقراء والمحتاجين ثم وبعد قيام الدولة بتنظيم جمعيات الأعمال الخيرية كانت مساعداته تمر من خلالها وإنحصر دوره بمراقبة سير الأمور. ومع توسع أعماله وزيادة حجم ثروته أنشأ مؤسسته الخيرية الخاصة وهي مؤسسة سليمان بن عبد العزيز الراجحي الخيرية وهي من المؤسسات التي تركز جهودها على المجالات التعليمية والصحية والاجتماعية والدعوية والاعلامية وبناء المساجد وغيرها الكثير من أعمال الخير.
الوليد بن طلال
منذ عقود ومؤسسة الوليد الإنسانية تدعم آلاف المشاريع في مختلف دول العالم. المؤسسة هذه هدفها الحد من معاناة الإنسان أينما وجد بغض النظر عن جنسيته ولون بشرته ..فكل فقير أو محتاج أو متضرر في هذا العالم سيجد المؤسسة الى جانبه. ينطوي تحت هذه المؤسسة ثلاث مؤسسات اخرى في السعودية ولبنان واخرى تشمل جميع أنحاء العالم وهي قدمت للعالم ما يتجاوز الـ ٤ مليار دولار كمساعدات إنسانية. في العام ٢٠١٥ اعلن الوليد التبرع بثروته التي تبلغ ٣٢ مليار دولار وفق خطة مدروسة والهدف كما قال « لبناء عالم أفضل يسوده التسامح وقبول الآخر والمساواة وتوفير الفرص للجميع وهذا التعد هو تعهد بدون أي قيود أو حدود ..تعهد للإنسانية كافة».
في العام ٢٠١٦ باشر برنامجي الاسكان والسيارات بتوزيع الوحدات السكنية والسيارات على المحتاجين وذلك في إطار خطة تقضي بتوفير ١٠ الاف وحدة سكينة و١٠ الاف سيارة للفقراء في السعودية. وما يزال هذين البرنامجين مستمرين وسيتم الاعلان عن الدفعة التاسعة من المستفيدين خلال أيام قليلة.
ماجد الفطيم
ماجد الفطيم واحد من أثرى أثرياء الإمارات وتقدر ثروته بأكثر من ٦ مليارات دولار ويملك مؤسسة الفطيم التي تعمل مجال العقارات وتجارة التجزئة. أما في المجال الخيري فهو يملك مؤسسة الفطيم الخيرية التي تبرعت باكثر من ٢٥ مليون دولار . التبرعات هذه توزعت على مجالات مختلفة منها الرعاية الصحية وبرامج التوعية الصحية وبناء مساكن للمحتاجين. في الواقع غالبية التبرعات تذهب لصالح مجالات الرعاية الصحية سواء المستشفيات او الهلال الاحمر وكل ما من شأنه أن يساعد على توفير رعاية صحية مثالية لكل الاماراتيين.
شهر رمضان هو شهر العناية بمن هم اقل حظاً وكما كل عام تم إطلاق حملة «ساهم في إسعاد المحتاجين» للعام الحادي عشر على التوالي. هذه الحملة هدفها التشجيع على العطاء خلال شهر رمضان وتعزيز التعاطف بين أبناء المجتمع الإماراتي والمساهمة في إحداث تغييرات في حياة الأسر المحتاجة.
نجيب ساويرس
أحد أكبر رجال الأعمال المصريين ورئيس أوراسكوم للإتصالات وأوراسكوم للتكنولوجيا. تقدر ثروته بأكثر من ٣ مليارات دولار وهو قرر التفرغ للأعمال الخيرية وحدد ثلاثة اهداف لمؤسسة ساويرس للتنمية الإجتماعية وهي مكافحة الفقر، توفير فرص العمل وتعزير حوار الأديان. وقد أعلن الشهر الفائت عن رصد ١٠٠ مليون جنيه لتنمية المجتمع خلال عام ٢٠١٧ كما اطلق مطلع الشهر الحالي مبادرة جديدة لدعم مبادرة أطلقتها مؤسسته وهي مدارس من أجل مصر وذلك لتوفير مؤسسات تعليمية في القرى المحرومة من الخدمات التعليمية في مختلف محافظات مصر.
ميلود الشعبي
خطف الموت رجل الأعمال المغربي ميلود الشعبي العام الماضي. بدأ كراعٍ للماعز وعمل بالزراعة حتى سن الخامسة عشر من عمره ثم بدأت رحلته في أعمال صغيرة في البناء والعقارات ثم أصبح واحداً من أثرى الأثرياء. دخل الحياة السياسية منذ العام ٢٠٠٢ وحتى ٢٠١٤ اذ استقال بسبب مشاكل صحية.
أسس مؤسسة ميلود الشعبي للأعمال الإجتماعية والتضامن عام ١٩٥٦ ولها عدة فروع في المغرب. في العام ٢٠١٥ تراجعت ثروته من ٣ مليارات دولار الى ١،٣ مليار دولار ومع ذلك لم يتوقف عن أعماله الخيرية.
وبعد وفاته تستمر المؤسسة بأعمالها الخيرية وهي تكثف أعمالها في شهر رمضان بحكم أن توجهها الأول هو توفير حياة لائقة للأطفال الفقراء بالإضافة الى فرص الحصول على تعليم جيد وطبعاً هناك الإهتمام الخاص بالأيتام خارج وخلال شهر رمضان.