هل تشعر بان الوقت يمر ببطء في رمضان؟ إليك الأسباب
مفهوم الوقت وتأقلم وتكيف البشر معه من المسائل المعقدة للغاية وما تزال فكرة مروره بسرعة أو ببطء تشغل بال الكثيرين.
وحدات النظام الزمنية معروفة وهي الدقائق والساعات والأيام والأسابيع والخ.. هي ثابتة ومنطقية ولكن كيفية تصورنا لمرور الوقت وسرعته غير ثابتة. فبضع دقائق تبدو أحياناً وكأنها ساعات، وأيام تبدو وكأنها دقائق أحياناً.
العقل البشري والوقت
العقل البشري يمكنه أن يقوم بخدع كثيرة حين يتعلق الأمر بالوقت ولعل أبرز مثال على ذلك هو الفرنسي مايكل سيفر الذي قام بتجربة العام ١٩٦٢ وعزل نفسه في كهف لا يصله ضوء الشمس ومن دون أي ساعة أو وسيلة أخرى تمكنه من معرفة الوقت.
بعد فترة قصيرة بدأ مفهوم الوقت عنده يدخل مرحلة الارتباك، فحين أراد ان يحتسب دقيقتين من خلال عد ١٢٠ ثانية تبين بأن الأمر إستغرقه ٥ دقائق. وعندما خرج من الكهف كان تقديره بأنه أمضى ٣٤ يوماً ولكنه كان قد أمضى ٥٩ يوماً. بالنسبة للعالم فإن الوقت عنده كان يمر ببطء ولكن بالنسبة اليه فإن الوقت عند العالم الخارجي كان يمر بسرعة.
أقرأ أيضًا: أفخم وأرقى الخيم الرمضانية في دبي.. إفطار مضاء بالنجوم
هناك ٧ مناطق في الدماغ مسؤولة عن الية فهمنا للوقت ولكنها مرتبطة بعوامل أخرى تجعله يمر بطيئاً أو سريعاً وهي العمر، المزاج، المحيط وغيرها. عادة الذين يختبرون المحن والمواقف المهددة للحياة يشعرون بان الوقت يمر ببطء شديد.. ولكن في شهر رمضان لا تختبر المحن فلماذا يمر الوقت ببطء شديد عند البعض؟
رمضانك عبارة عن انتظار موعد الإفطار
إن كنت من الفئة التي تمضي نهارها وهي تنتظر موعد الإفطار فبالتأكيد نهارك سيمر ببطء شديد. ففي حال كنت تشعر بالملل ولا تقوم بما يشغلك فأنت بالتأكيد تدرك أن الوقت سيمر بطيئاً لان كل تركيزك سينصب على الوقت.
وحتى ولو وجدت ما يشغلك وفي عقلك الباطني تنتظر موعد الإفطار فالوقت بالنسبة اليك سيمر بطيئاً لأنك ستصب كل تركيزك على الساعة وستبقى بوعي أو بغير وعي تعاينها.
والعكس تماماً ..تركز على التفاصيل
يقال بأن الوقت يمر بسرعة حين نقوم بالكثير من الأمور ونستمتع بها فعلاً.. ولكن الواقع مغاير تماماً. في حال كنت من الفئة التي تستمتع بيوميات رمضان من خلال منح التفاصيل إهتماماً بالغاً فالوقت قد يبدو لك وكأنه يمر بسرعة ولكن المجال الزمني سيبدو أطول.
أقرأ أيضًا: دعاء دخول شهر رمضان 2023 وأدعية استقبال الشهر الكريم
مثلاً تتناول السحور وتركز على واجباتك الدينية ثم تذهب الى عملك. رغم ان الوقت يبدو لك وكأنه مر سريعاً خلال قيامك بكل الاحداث السابقة لكن حين تفكر بالسحور فسيبدو لك وكأنك تناولته قبل ساعات طويلة جداً.. والسبب هو أن التركيز على التفاصيل يجعل المجال الزمني يبدو أطول مما هو عليه.
رمضان لا يمنحك السعادة
العلماء إكتشفوا بأن التصور الشخصي للوقت يعتمد على نشاط الخلايا العصبية التي تنتج الناقل العصبي الدوبامين وكما هو معروف الدوبامين هو الأكثر تأثير على شعورنا بالسعادة.
يؤثر الدوبامين على مجموعة من الخلايا العصبية تسمى المادة السوداء وينطلق منها إلى المناطق الأخرى في الدماغ. فنشاط المادة السوداء هو العنصر الرئيسي في عملية معالجة الوقت.
وقد وجد العلماء أنه كلما زاد إنتاج الدوبامين في خلايا المادة السوداء تزايدت الإشارات التي يرسلها الدوبامين، ويؤدي ذلك إلى قلة الفواصل الزمنية بين إشارات الأعصاب، ما يفسر إحساسنا بمرور الوقت بسرعة. والعكس صحيح انخفاض نشاط الخلايا العصبية يؤدي إلى إحساسنا بمرور الوقت ببطء.
أقرأ أيضًا: أبرزها المسحراتي والفانوس.. عادات رمضانية قديمة أخفتها التكنولوجيا
الصيام ينهكك
يمكن القول بأننا كبشر نعيش في الماضي فوعينا متأخر بـ ٨٠ ميللي ثانية عن الأحداث الحقيقة. وهذه المدة الزمنية هي الوقت اللازم لانتقال السيالة العصبية ومعالجتها من قبل الجهاز العصبي أي أن أي حدث تراه الان حدث في الماضي وعندما تحدث الأمور بفارق زمني قصير جداً فان العقل يدمجها ضمن إطار زمني واحد.
عند الشعور بالتعب والإنهاك فإن العقل يجد صعوبة في تمييز الفوارق الزمنية البسيطة التي تفصل بين الأحداث. لذلك إن كنت من النوعية التي تشعر بالإنهاك البدني من الصيام فالوقت بالتأكيد سيمر ببطء لأن عقلك متأخر كثيراً عن الأحداث التي تجري حالياً.
أنت الصائم الغاصب المتوتر
المشاعر التي يختبرها الإنسان تؤثر أيضاً على مفهومه الشخصي للوقت. فإن كنت من النوعية التي تشعر بالغضب والتوتر خلال ساعات وتختبر الكثير من المشاعر السلبية فإن ذلك سيجعل الوقت يمر ببطء.
فكما تعرفون المواقف المهددة للحياة تجعل الوقت يمر ببطء وذلك بسبب حدة المشاعر السلبية التي يختبرها الشخص، الامر نفسه ينطبق على التوتر والغضب وانما من دون الحياة المهددة. هذه المشاعر تجعلك تنتبه لمرور الوقت وما قد يجعل نهارك يطول أكثر هو محاولتك للتحكم بهذه المشاعر.
أقرأ أيضًا: الأكل في رمضان.. كيف تنتصر على شهوات معدتك على الإفطار؟
المكيف في كل مكان
بعيدا عن العقل والمشاعر فإن مفهومنا للوقت يرتبط بدرجة الحرارة. الدراسات وجدت بان الأشخاص الذين ترتفع حرارة أجسادهم بسبب إرتفاع درجة حرارة الطقس وليس بسبب المرض طبعاً، يملكون مفهوماً مختلفاً للوقت بحيث يبدو وكأنه يمر بسرعة. بينما حين يجلس الشخص في مكان بارد بحيث تنخفض درجة حرارة جسمه فان المفهوم الشخصي للوقت سيصبح أكثر بطئاً.
نصائح لاستغلال الوقت في رمضان
طالما يشعر بعض الناس، ببطء مرور الوقت في نهار شهر رمضان المبارك، وجب علينا استغلال هذا الوقت خلال الشهر الفضيل في قراءة القرآن، وكثرة الأدعية، والتقرب من الله وتعالى.
من الضروري أن يحرص المسلم على أداء الصلوات الخمس في وقتها والحرص على أداء صلاة التهجد وقيام الليل.
وفي نفس الوقت، عليك القيام عزيزي الرجل بتبادل الزيارات وصلة الرحم مع الأقارب والأصدقاء، ونشر البهجة في نفوس المقربين.