كيف تحضر نفسك نفسياً للحظات الهامة الحافلة بالتوتر؟
في حياة كل شخص هناك بعض اللحظات الهامة جداً التي يعول عليها الكثير.
عادة نتعامل معها بجدية ونحضر لها ونعمل بجهد كي تكون النتيجة مثالية. ندرك بأننا قمنا بكل ما يمكننا القيام به ولكن توترنا يجعلنا نشعر بأننا قصرنا في مجال معين .. وهكذا نفقد ثقتنا بأنفسنا. لعلك سمعت بالنصيحة التي تبلغك بانه عليك التنفس بهدوء وعمق، ولعلك قمت بتطبيقها ولكننا نؤكد لك بأنها في هذه اللحظات لن تجدي نفعاً لان ما تختبره أشبه بإعصار من المشاعر السلبية والحادة.
لمساعدتك على تجاوز هكذا لحظات سنقوم بعرض مقاربات بنصح بها الخبراء والتي من شأنها أن تضمن لك النتيجة التي تسعى إليها.
التركيز على النتيجة فقط أسرع طريقة للفشل
إن كنت ستقارب لحظتك الهامة بعقلية قائمة على مبادئ مثل «أملك فرصة واحدة» أو «النجاح الان أو الفشل الكلي» فأنت بالتأكيد ستفشل. صحيح أنه يحق لك ان تضع الطموحات الكبيرة ولكن لتضمن أنها ستتحقق عليك ألا تحدد هدفك من خلال زاوية ضيقة من الإنجازات.
ما عليك القيام به وفق الخبراء هو الإستفادة مما هو متاح، أي أن تقييم نفسك من خلال الرحلة التي ستمر بها وليس وفق النتيجة. عوض أن يكون هدفك «يجب أن احصل على التمويل فوراً» فليكن «سأتعلم كل ما يمكنني تعلمه من هذا الموقف» .. وعوض أن يكون هدفك هو أن «مطعمي سيكون الأكثر شهرة» فليكن « سأتعلم كل ما من شأنه أن يساعدني على إفتتاح مطعمي».
هذه المقاربات من شأنها أن تريحك من الضغوطات التي تضعها على نفسك ما يجعلك أكثر مرونة للتأقلم مع كل ما قد يواجهك خلال تلك اللحظات الحاسمة وبالتالي ستقوم بما عليك القيام به على أكمل وجه.
تخيل كل كارثة يمكن أن تقع
تخيل النجاح من الأمور المحفزة ولكن عوض تخيل نفسك تحصل على الوظيفة أو تبني مطعمك أو تكتب رواية تحقق أعلى نسبة مبيعات تخيل بعض الصور الإضافي أيضاً.
الصور الإضافية هذه هي كل العقبات التي قد تواجهها والتي قد تؤدي الى الفشل، هل سيتعطل الميكروفون خلال حديثك، هل ستواجه مشكلة تقنية تفسد عليك تقديم مشروعك ؟، قد تسأل عن الغاية من تخيل كل هذه الكوارث التي لا تريد ان تحصل.. حسناً الاجابة بسيطة. علماء النفس توصلوا الى نتيجة مفادها أن تخيل النجاح يأتي بنتائج عكسية لأن دماغك إعتاد على تخيل صور النجاح لدرجة أنه بات يؤمن بأن تحقيقه سهل للغاية.
لذلك قم بإيقاظ عقلك وأخرجه من أوهامه من خلال تزويده بصورة حول كل كارثة ممكنة شرط موازنتها بالصور الإيجابية أيضاً. هذا التوازن من شأنه ان يجعلك في حالة من اليقظة كما أنه سيجعلك مستعد لمواجهة كل سيناريو محتمل.
10 معلومات حياتية لا يعرفها إلا الأثرياء.. «أغلبها غير متوقعة»
وضعية القوة
لا بد أنك سمعت بوضعية القوة القائمة على مبدأ وضع كفيك حول خصرك بوضعية أشبه بوضعية سوبرمان وستشعر بالقوة والثقة بالنفس فوراً. وضعية القوة ليس بالضرورة أن تكون بهذا الشكل فقط لأنه أحياناً يصعب القيام بها لأنك قد تكون في موقف أو مكان لا يسمح لك بأي شكل من الاشكال تقليد وضعية سوبرمان. ما عليك القيام به هو تحسين وضعية جسدك، فوفق الدراسات السير لدقيقتين أو ٣ دقائق بكتفين منحنيين الى الأمام وجسد متراخ يمكنه أن يجعلك تشعر بالسوء كما أنه يستنزف قدراتك الجسدية.. أما العكس فصحيح تماماً. السير لهذه المدة بكتفين الى الخلف ورأسك الى أعلى من شأنه أن يجعلك تشعر بالإيجابية والطاقة والحيوية.
إبتسامة الموناليزا
إبتسامة الموناليزا «تستغل» الجسد من أجل التأثير على المشاعر. عادة تحصل على نصيحة بوضع إبتسامة توحي بالثقة وتفرض حضورك ولكننا هنا لا نسعى لهذه التأثيرات بل ما نبحث عنه هو إبتسامة توحي بالهدوء والسكينة. التقنية هذه تسمى «تقنية النصف إبتسامة» وهي تستخدم في العلاجات النفسية من أجل تخفيف حدة التوتر ومضاعفة قدرة الشخص على التعامل مع المواقف التي تثير توتره، وقد أثبتت بأنها فعالة جداً في المحافظة على الهدوء وعدم الإنفعال حين تسوء الامور.
الأمر بسيطة عليك برسم أبتسامة تكاد تكون ظاهرة مع الحرص على ان تكون عضلات الحنك والعيون مرتخية.. كذلك هو الأمر بالنسبة لعضلات الكتفين وفروة الرأس. إبتسامة الموناليزا ليست حادة أو ظاهرة ولكنها هادئة ولها تأثيرها النفسي الغريب بحيث يصفها علماء النفس بانها ترياق يخلص الفرد من سموم المشاعر السلبية.
قاوم رغبتك بالإنسحاب
كل واحد منا إختبر ذلك الشعور، الرغبة الجامحة بترك كل شيء والهرب.. أو أننا نقوم وبشكل متعمد بإفشال كل شيء قبل حصوله كي لا نكون في ذلك الموقف الهام الذي سيضعنا تحت ضعوطات كبيرة. حتى ولو لم تكن تريد القيام بذلك عليك مقاومة الرغبة بالإنسحاب كما عليك الإنتباه للحجج الواهية التي ستقنع نفسك بها من اجل الانسحاب. لا تقم تحت اي ظرف من الظروف بمقاربة لحظاتك الهامة بعقلية «لا اكثرت» لانك بهذه المقاربة تسبب لنفسك بالفشل.