عادات يومية تضاعف مخاطر إصابتك بالخرف.. تجنبها
الخرف هو حالة من الفقدان المطرد للذاكرة والقدرة الذهنية وهو أكثر شيوعاً عند كبار السن ولكنه ليس نتيجة حتمية سنصل إليها جميعنا.
هو متلازمة أي أنه مجموعة من الأمراض ترتبط بتراجع القدرات العقلية وهو يؤدي إلى إضطراب في القدرات الإدراكية كالذاكرة والاهتداء والتفكير السليم والقدرة على الحكم على الأمور. وعليه فان الذين يعانون من الخرف يفقدون قدرتهم على الإهتمام بأنفسهم ويحتاجون الى رعاية دائمة.
كما سبق وذكرنا العته أو الخرف ليس نتيجة حتمية..و صحيح أن هناك بعض الأسباب التي لا سيطرة لنا عليها كالتقدم بالسن وعامل الوراثة، ولكن هناك بعض المقاربات التي يمكنها أن تقلل أو تضاعف نسبة الإصابة به مستقبلاً.
نظامك الغذائي غير متوازن
النظام الغذائي المتوازن ليس فقط ضروري لصحة القلب لكنه ضروري للصحة العقلية أيضاً. الدماغ يحتاج الى الدهون الصحية، والبروتينات والفيتامينات والمعادن كي يعمل بشكل صحيح. النظام الغذائي الذي يحتوي على كميات كبيرة من الدهون المشبعة يضاعف خطر الإصابة بالخرف. أفضل نظام غذائي للعقل هو الفواكه، الخضروات، المكسرات والحبوب. تخلص من الزبدة وإستبدلها بزيت الزيوت كما قلص معدل تناولك للحلوم الحمراء وقم بإستبدلها باللحوم البيضاء كالدجاج والأسماك.
تتجاهل الأمراض المزمنة
ضغط الدم المرتفع والسكري من أكثر الأمراض التي تضاعف نسبة الإصابة بالزهايمر. لذلك إهمال معالجة هذين المرضين هو الطريق السريع نحو الخرف. السكري يضاعف نسبة الإصابة بالخرف بنسبة ٧٣٪ ونسبة أعلى للإصابة بالعته الوعائي. يجب عدم تجاهل هذين المرضين حتى ولو كانا بشكل أو باخر لا يؤثران بشكل كبير على نمط حياتك. المعالجة تكون عن طريق الأدوية وتعديل النظام الغذائي وممارسة التمارين الرياضية.
معاقرة الكحول
هناك أسباب صحية عديدة توضح الحكمة من تحريم الكحول، فهو مضرة بيولوجيا ونفسياً وعقلياً. الإستهلاك اليومي للكحول يضعف تطور الدماغ لدى البشر ويؤثر بشكل سلبي على الذاكرة والمعلومات اللفظية. إستهلاك الكحول بغض النظر عن الفئة العمرية يتسبب بضعف وتلف سريع في الاعصاب وبفقدان الذاكرة.
يعتمد نشاط الدماغ على توازن دقيق لبعض المواد الكيميائية والناقلات العصبية. ويؤدي تناول الكحول لحدوث خلل بهذا التوازن، مما يؤثر على طريقة التفكير الصحيحة، والمشاعر وإتخاذ القرارات. تعاطي الكحوليات لفترات طويلة يؤثر على الصحة العقلية بشكل أكبر، حيث يتسبب بتأخير وصول الناقلات العصبية، وهي العناصر الكيميائية التي تساعد على نقل الإشارات العصبية من الأعصاب إلى الدماغ والعكس. كما ان الدراسات أظهرت فقدان لبعض الانسجة في مناطق الدماغ ولعل أهمها الحزم العصبية ما يؤثر على الأنسجة الحركية.
التدخين
السجائر تحتوي على أكثر من ٤٧٠٠ مركب كيميائي بعضها سام للغاية. الدراسات أكدت أن المدخنين هم الأكثر عرضة للإصابة بالخرف بمختلف أنواعه كما أن نسبة إصابتهم بالزهايمر تتجاوز ٧٩٪. كما يؤدي التدخين الى إضطرابات في عمل الجهاز العصبي بحيث يبدأ بتدمير الاعضاء المركزية في الجهاز العصبي المتمثلة في المخ والدماغ. كما أنه يؤدي الى إضطرابات بالاعصاب الناقلة من والى الإعضاء المركزية للدماغ. التدخين يثبط أيضاً نشاط الجهاز العصبي ما يؤدي الى إنخفاض معدل الذكاء وتراجع القدرة على التذكر.
قلة الحركة والنشاط البدني
أكثر من مليون حالة ألزهايمر في الولايات المتحدة ربطت بعدم ممارسة التمارين الرياضية. جميع الدراسات والأبحاث تؤكد بأن الدماغ هو أكثر المستفيدين من النشاط البدني والتمارين الرياضية. عندما يقوم الإنسان بنشاط بدني أو يمارس الرياضة فهو يزيد من تدفق الأوكسجين ما يحسن الدورة الدموية وبالتالي يحافظ على لياقة العقل. الخبراء ينصحون البالغين بممارسة التمارين الرياضية لـ ١٥٠ دقيقة أسبوعياً أو ممارسة التمارين العالية الكثافة لـ ٧٥ دقيقة أسبوعياً.
عدم تحفيز العقل
التمارين الرياضية مفيدة لصحتك النفسية والبيولوجية والتمارين العقلية توفر لك الحماية الكاملة من الخرف مستقبلاً. إمضاء الوقت وأنت تشاهد التلفزيون أو تتابع مواقع التواصل لن تعود عليك بأي فائدة. عليك أن تحرص على تحفيز عقلك كي يتمكن من بناء الخلايا والناقلات العصبية. الأمر لا يتطلب منك الكثير من الجهود كل ما عليك القيام به هو حل الكلمات المتقاطعة أو الاحاجي أو ممارسة الألعاب التي تتطلب التحليل والتخطيط.
تمضي الوقت بمفردك
في دراسة صدرت العام الفائت عن مستشفى بريغهام البريطاني تبين بأن الذين يمضون الكثير من الوقت بمفردهم ويختبرون وبشكل متكرر مشاعر الوحدة هم الأكثر عرضة للخرف. العزلة الاجتماعية تضاعف من كمية بيتا اميلويد وهو بروتين في الدماغ تم ربطه بمرض الزهايمر. حتى ولو كنت من النوع الذي يكره الإختلاط الاجتماعي أرغم نفسك على إمضاء الوقت مع العائلة والاصدقاء بين حين وآخر كي تحمي عقلك من الخرف.
عدم الإعتدال في ساعات النوم
الحرمان من النوم او النوم طويلاً لهما التأثير نفسه، مضاعفة نسبة الإصابة بالخرف. وفق دراسة حديثة الأشخاص الذين ينامون لاكثر من ٩ ساعات يومياً كانوا الاكثر عرضة للخرف والزهايمر بنسبة ٣٣٪ . في المقابل ١٥٪ من حالات الزهايمر تم ربطها بالحرمان من النوم. لذلك أفضل حل هو الإعتدال بساعات النوم، ففي حال كنت تعاني من الارق عليك معالجة الأمر سواء من خلال الحصول على مساعدة طبيب مختص أو من خلال إدخال بعض التعديلات على نمط حياتك، أما إن كنت تنام أكثر مما يجب فعليك تقليص المدة الى ٦ أو ٧ ساعات يومياً لا أكثر.