معارك المسلمين الخالدة التي غيرت وجه التاريخ
خاض المسلمون معارك وحروب عديدة كان لها تأثيرها الكبير في مسار التاريخ الإسلامي.
ولكن معارك المسلمين لم تكن أهميتها في الفوز الساحق الذي حقق فحسب بل بالتكتيكات العسكرية التي اعتمدت وبالبسالة والقوة خصوصاً وأن في معظهما كان عدد جيوش الاعداء هو ضعف عدد جيوش المسلمين.
أعظم معركة في التاريخ الإسلامي
ترى.. ما هي أعظم معارك المسلمين على الإطلاق؟ الإجابة يصعب القطع بها نظرا لأن معارك المسلمين مليئة بالملاحم العظيمة، ولكننا نستعرض في هذه السطور باقة من أهم معارك المسلمين وأشهرها وأكثرها تأثيرا.
غزوة بدر.. أشهر معارك المسلمين
تعد غزوة بدر أول معركة من معارك المسلمين الفاصلة ووقعت في السابع عشر من رمضان في العام الثاني للهجرة بين المسلمين بقيادة النبي محمد (ص) وقبيلة قريش وحلفائها بقيادة عمرو بن هشام المخزومي القرشي. كان عدد المسلمين في غزوة بدر ٣٠٠ مقاتلاً وعدد قليل من الفرسان معهم ٧٠ جملاً، أما جيش قريش فكان ألف رجل وكان معهم ٢٠٠ فرس. النصر كان للنبي في غزوة بدر التي تسمى أيضا بيوم الفرقان إذ ان المعركة فرقت بين الكافرين والمؤمنين.
معركة مؤتة.. أقوى معركة في التاريخ الإسلامي
لعلها من أعظم المعارك بين جيش المسلمين وجيش الروم الغساسنة. الشرارة الاولى بدأت عندما أرسل النبي محمد (ص) الحارث بن عمير الازدي رسولا الى ملك بصرى لدعوته الى الإسلام فما كان من الملك الى أن قتل الازدي. وعندما سمع الرسول(ص) بهذا الغدر، أمر بتجهيز جيش من ٣٠٠٠ مقاتل . ورغم أن عدد جيش المسلمين كان الأكبر منذ غزوة الأحزاب لكنهم كانوا بمواجهة ٢٠ الف مقاتل. أمراء الجيش كانوا زيد بن حارثة، جعفر بن أبي طالب وعبد بن رواحة ولكنهم قتلوا جميعهم فاستلم الراية خالد بن الوليد الذي حاول إنقاذ الجيش فاعتمد قتال الانحساب ثم رص الصفوف مجدداً وهاجم.. وهكذا كان الانتصار بعدد قليل جداً من المقاتلين.
فيديو| مؤثر ممرضة تتدرب مرابطأ فقد ساقيه علي الماشي بأطراف صناعية
موقعة الزلاقة في الأندلس.. واحدة من اكبر معارك المسلمين
بعد أن ضعف الوجود الإسلامي في الأندلس بسبب التفكك و الخلافات وجد ملك قشتالة الفونسو السادس فرصته الذهبية. حاصر مدينة طليطلة حتى استسلمت وتلا ذلك الاستيلاء على كامل أراضي مملكة طلطلة و لم يهب أي من الملوك للمساعدة بل أن البعض تعاون معه فطغا وتجبر وأذل المسلمين. تنبه فقهاء الاندلس الى ضرورة الدعوة للوحدة فتم الإستنجاد بالمرابطين فلبى أميرهم يوسف بن تاشفين النداء. بدروه إستنجد الفونسو بأمراء النصرانية في أنحاء اسبانيا وجنوب فرنسا.
كان عدد الجيش الاسلامي ٣٠ الفاً بينما كان عدد جيش الفونسو أكثر من ٦٠ الفاً. ويقال بأنها سميت كذلك لكثرة إنزلاق المتحاربين على أرض المعركة بسبب الدماء الكثيرة التي اريقت في ذلك اليوم. فالمعركة كانت يوماً واحداً لا اكثر في ٢٣ اكتوبر ١٠٨٦ م. كانت المعركة حامية الوطيس وتحمل جنود الاندلس الصدمة الاولى وجرح بن عباد في المعركة فاختلت الصفوف الامامية فما كان من ابن تاشفين الا ان دفع بجنوده الى الخطوط الامامية وهاجم المعسكر القشتالي وباغته من الخلف. مع الغروب انتهت المعركة وتراجع الفونسو الذي اصيب في المعركة حفاظاً على حياته.
معركة حطين.. واحدة من أهم معارك المسلمين
إستطاعت القوات الصليبية الدخول الى القدس في ١٥ تموز/ يوليو عام ١٠٩٩م فبات الهدف إسترجاع بيت المقدس لكن ذلك لم يتم حتى العام ١١٨٧ على يد صلاح الدين الأيوبي وذلك بعد أن قام بالإعداد والحشد والتنظيم وتوحيد مصر وسوريا. تقدم نحو فلسطين وحاصر مدينة طبرية ثم إستولى عليها وأحكم قبضته على مصادر المياه. ثم إستدرج القوات الصليبية كي تهاجمه لاستراجعها فحاصرهم في وداي ضيق بين الجبال حتى انهكهم. ثم فتح لهم ثغرة مكنتهم من الإندفاع فكان جيشه بالمرصاد وكان النصر الساحق ثم تقدم باتجاه بيت المقدس ودخله منتصراً. معركة حطين خالدة بكل المعايير فهي كانت نقطة تحول في الموقف السياسي العسكري في المشرق و النقطة الأهم تكمن في التخطيط العسكري وطريقة الحرب والإستدراج والإنهاك والمناورات وإستثمار النصر مباشرة.
معركة عين جالوت.. من أهم المعارك في التاريخ الإسلامي
وقعت في ٣ سبتمبر عام ١٢٦٠م وإستطاع جيش المماليك بقيادة سيف الدين قظز من إلحاق أول هزيمة قاسية بجيش المغول. كان المغول قد إجتاحوا العالم الإسلامي في بدايات القرن السابع الهجري بقيادة جنكيز خان فاحتلوا ودمروا ونكلوا وإستمر الوضع على ما هو عليه بعد أن إستلم مونكو خان الحكم فإنطلق هولاكو نحو الشام. البداية كانت مدينة ميافارقين بديار بكر التي إستسلمت بعد حصار عامين وبعد دخولهم اليها إرتكبوا أبشع المجازر وأكثرها ترويعاً وهكذا كان الحال في كل مدينة يدخلونها حتى أرسل هولاكو رسالة الى قطز في مصر يطالبه بالاستسلام.
فكان قرار القتال وتم اعلان النفير العام ورغم التشتت والخلافات الا ان المواجهة كانت في عين جالوت في فلسطين في ٢٥ رمضان ٦٥٨ هـ . إعتمد قطز على مبدأ المناورة والخداع والكمائن وإستخدام المدفعية وإن بشكلها البدائي والتي كان الهدف منها تخويف الخيول وخلخلة صفوف الخيالة. نتائج هذه المعركة كانت توحيد الشام ومصر تحت حكم سلطان المماليك كما أنها كانت بداية النهاية للإمبراطورية المغولية التي كان جيشها يهزم للمرة الاولى. ولو لم يتمكن قظز وجيشه من كسر شوكتهم فلا مجال لمعرفة ما إن كانت الحضارة الإسلامية ستبقى وحتى أن بعض المؤرخين يؤكدون بأن النهضة الاوروبية الحديثة لم تكن لتنشأ لو إستمر المغول على قوتهم وبطشهم وهمجيتهم.