كيف تعدل دورة نومك بأسهل الطرق الممكنة ؟
في عصرنا هذا الغالبية تعاني من الحرمان من النوم حتى ولو لم تدرك ذلك. في المقابل هناك فئة تعاني من إضطرابات جدية وإختلالات كبيرة في دورة النوم الخاصة بهم.
بعيداً عن الإسباب التي تؤدي الى ذلك والتي قد ترتبط بمشاكل صحية أو بنمط حياة أو بعادات مضرة كالأكل الليلي فإن إعادة ضبط الساعة البيولوجية وتعديل دورة النوم كفيل بإعادة الأمور الى مسارها الصحيح.
وكي تقوم بذلك عليك أن تقوم ببعض التعديلات كي تعيد الساعة الى نقطة البداية ثم تنطلق وفق نمط صحيح وصحي.
إيقاعات الساعة البيولوجية وحين تعمل بشكلها الصحيح يعني أنك ستذهب للنوم في الوقت نفسه كل مساء وتستيقظ في الوقت عينه كل صباح. وحين نبدأ بتأخير ساعة النوم أو تأخير ساعة الإستيقاظ ءو العكس فحينها الخلل سيبدأ هذا بالإضافة الى عوامل أخرى تتعلق بهرمونات الجسد التي تتأثر بالمحيط.
فهم كيمياء الجسم
إيقاعات الساعة البيولوجية تتأثر بالبيئة المحيطة. وهذا يشمل التعرض للضوء الذي يعدل ساعة الجسم البيولوجية ويمنع الجسم من إفراز هرمون الميلاتونين وهو المسؤول عن إرسال اشارات للجسم مفادها بأنه حان وقت النوم. لهذا السبب الغالبية الساحقة لا تعاني كثيراً للإستيقاظ صباحاً خلال فصل الصيف لان الضوء يكون ساطعاً خلال ساعات الصباح خلافاً لما هي عليه الحال خلال فصل الشتاء.
خلق روتين والإلتزام به
عليك بخلق روتين محدد والإلتزام به أي الذهاب للنوم في الوقت عينه والإستيقاظ في الوقت عينه. قد تقول بأن قول ذلك أسهل بكثير من تطبيقه خصوصاً الجزئية المتعلقة بالنوم في الوقت عينه.. هناك مقاربات عديدة للقيام بذلك سنذكر أبسطها، في حال كنت تخاف من عدم القدرة على النوم لأنك معتاد على السهر لساعة متأخرة يمكنك أن تنهك نفسك لمرة واحدة ، أي البقاء مستيقظاً لوقت متأخر جداً ثم الإستيقاظ بوقت مبكر ثم وفي اليوم التالي تحدد التوقيت الجديد الذي تريده لساعتك البيولوجية وتذهب الى النوم.
أو يمكنك خلق عادات تخدع من خلالها عقلك، قم بإعتماد روتين يومي تقوم به قبل النوم مباشرة، وهكذا وبعد فترة من التكرار وبمجرد قيامك به فان ذلك سيجعل جسمك يفرز هرمونات الميلاتونين وبالتالي ستشعر بالنعاس تلقائياً.
التعرض للضوء خلال ساعات النهار
إستغل فترات النهار لتعريض نفسك لأكبر قدر ممكن من الضوء ولأشعة الشمس. التعرض هذا سيساعدك على تبني النمط الجديد للنوم. في حال لم يكن بإمكانك تعريض نفسك للضوء الطبيعي خلال ساعات النهار فاجعل الإضاءة الداخلية ساطعة. وخلال ساعات الليل وقبل موعد النوم عليك التخفيف من حدة الإضاءة في المنزل أو في الغرفة التي تتواجد فيها بشكل تدريجي كي تحث جسمك على إفراز الهرمونات الضرورية.
مارس التمارين الرياضية
ممارسة التمارين الرياضية لـ ١٥٠ دقيقة أسبوعياً يمكنها أن تحسن نوعية النوم ليلاً وتجعلك أكثر يقظة خلال ساعات النهار. وقت ممارسة التمارين له أهميته، فتمارين الكثافة خلال ساعات النهار المتأخرة تؤثر سلباً على دورة النوم لذلك الأفضل ممارستها بوقت مبكر. أما في حال كنت ستمارس تمارين أكثر حدة خلال ساعة متأخرة فحاول الا تتجاوز النصف ساعة.
تعلم الإسترخاء قبل النوم
قبل ساعة من النوم عليك أن تبدأ بالدخول في مرحلة من الإسترخاء الفكري والجسد. قم بالمطالعة أو التأمل أو تناول مشروباً ساخناً يساعدك على النوم كالبابونج. وهذا بطبيعة الحال يعني أنه عليك الحد من إستهلاك المنبهات خلال وقت متأخر من النهار أو مبكر من ساعات الليل.
مدة القيلولة
في حال كنت من الذين ينامون خلال ساعات النهار حاول أن تجعل المدة الزمنية قصيرة كي لا تؤثر على نوعية نومك خلال ساعات. في حال كانت قيلولتك طويلة فعقلك سيتعامل مع هذه الفترة على أنها الوقت الأساسي للنوم وليس الفرعي. حينها ستصبح مهمة إعادة ضبط دورة النوم صعبة للغاية. حاول الا تتجاوز القيلولة العشرين دقيقة كي تضمن حصولك على الراحة التي تحتاج اليها وعدم الدخول في دورات النوم كلها.
لا تنظر الى الساعة
خلال مرحلة إعادة تدريب عقلك كي يتبنى دورة النوم الجديدة عليك أن تتجاهل الساعة كلياً. فحين تستيقظ بعد منتصف الليل حاول ألا تنظر الى الساعة لمعرفة الوقت. الأمر هذا يجعل العقل تلقائياً يبدأ بإحتساب الساعات المتبقية للنوم كما أنه قد يجعلك تقلق ما إن الوقت المتبقي سيمنحك الراحة المطلوبة ومجموعة أخرى من الأفكار التي ستجعل عقلك في حالة من التأهب. تجاهل الساعة ولا تحاول معرفة الوقت، بل اغمض عينك وحاول العودة الى النوم مجدداً.
ضع الاجهزة الالكترونية جانباً
النصيحة هذه ليست فقط خلال مرحلة إعادة تعديل دورة النوم بل عليك تطبيقها بشكل يومي . الضوء المنبعث من الأجهزة الالكترونية يجعل ساعتك البيولوجية في حالة من الإرباك وعليه فهي تعطل إيقاعها. يضاف الى ذلك واقع أن الأضواء الإصطناعية هذه تحفز خلايا ومراكز الاعصاب وبالتالي تؤثر سلباً على إفراز هرمون الميلاتونين ما يمنعك من النوم.