60 مليار ريال وقف هذه وصية سليمان الراجحي
تحداهم جميعاً، فكان نداً لهم، استطاع سليمان الراجحي، رجل الأعمال المعروف، أن يكسب الرهان الذي أعلنه أمام نائب أمير القصيم في ذلك الوقت، الأمير فيصل بن مشعل، أمير القصيم، حالياً.
وقال الراجحي وقتها: "وزعت ثروتي على أبنائي وزوجاتي وبناتي وأبقيت 12%، إضافة للوقف".
وأوضح: "سأعمل على تنميته حتى يفوق ما وزعته على أبنائي".
مجدداً، ظهر الراجحي في مقطع فيديو ليعلن أن الوقف بلغ 60 مليار ريال خلال فترة وجيزة من التوزيع منتصف عام 2010.
وبيّن الراجحي في ذلك الوقت طريقة توزيع ثروته بطريقة الهبة بين الزوجات والأبناء والبنات بعد مداولات بينه وبين نفسه.
كما أشار إلى أن توزيع الثروة كان لزيادة تآلف الأبناء وعدم إشغال المحاكم في تقاسم التركة، وهو ما شاهده من مشاكل حدثت بعد وفاة بعض التجار.
الراجحي الذي عاد فقيراً كما يقول بعد توزيعه للثروة وأنه أزاح عن كاهله الثروة التي جمعها وهو ابن الـ15 بربع ريال، تربع على ثروة كبيرة لم يفصح عنها سوى الوقف الذي تجاوز 60 مليار ريال.
وأدخل عدداً من الشركات العملاقة ضمن الوقف الذي أعلن عنه ومن بينها "دواجن الوطنية"، أحد أضخم مشاريع الدواجن في الشرق الأوسط ومشروع الوطنية الزراعية وبعض المصانع وأسهم مصرف الراجحي.
لكن من هو سليمان الراجحي؟
شاب يافع انطلق من القصيم نحو الرياض ليعمل في سوق مقيبرة. عمل في مهن عدة في الخمسينيات الميلادية. اشتد عوده في العمل في مواقع مختلفة ليعمل في الصرافة خلف صندوق خشبي أخضر لا يزال يحتفظ به في متحف خاص به. وسكن في ذلك الوقت مع منافسيه عائلة السبيعي لينطلق في التجارة بشكل كبير، محققاً عوائد مالية ضخمة.
الراجحي، الذي لم يكمل تعليمه وانطلق في عالم التجارة بطرق مختلفة عن منافسيه في كل سوق يعمل به، يعد صاحب قصص شهيرة في مجال التجارة تراوحت بين الخسارة والربح.
سليمان الراجحي، الذي يبلغ من العمر 97 عاماً، لا يزال يعمل بجد ونشاط، حيث يتواجد في مكتبه منذ ساعات الصباح الأولى، ويتابع بنفسه الأنشطة التجارية التي يديرها.
كذلك تتراوح ساعات العمل في حياة سليمان الراجحي لتصل إلى أكثر من 18 ساعة في اليوم. وتناقصت هذه الساعات مع تقدمه بالعمر، حسب البيان.
توزيع الثروة
وزّع الراجحي قبل نحو 7 سنوات ثروته على أبنائه بطريقة "الهبة"، حسب المواريث بين الأبناء. كما اتبع طريقة مختلفة في عملية التوزيع، حيث وزع على كل زوجة مع أبنائها نصيبهم مع ترك حرية التصرف في إدارة هذا المال.
وقُسمت بعض العقارات بواسطة القرعة، حيث تتفاوت قيمة العقارات بحسب مواقعها. وتذكر بعض المعلومات أن مجموع ما تم توزيعه وتقسيمه بين الأبناء يصل إلى أكثر من 45 مليار ريال.
وصيته
كتب سليمان الراجحي وصيته بطريقة مختلفة وتم تسريبها عبر وسائل الإعلام، حيث حملت عبارات مختلفة ولم يترك شاردة أو واردة إلا وتطرق لها، موصياً بالاستئناس برأيه في مجال الوقف، وهو غير ملزم لهم، كذلك حديثه عن أنه تابع للوقف في جهده وعمله وتنميته له.
كما قال في وصيته لأبنائه بعدم علاجه خارج المملكة في حالة حاجته لذلك، بل اختيار موقع للعلاج داخل المملكة.
وأوصى الراجحي أبناءه بعدم الانشغال به بل وضعه في مستشفى البكيرية التابع لجامعته إن كان جاهزاً أو في أحد المستشفيات الحكومية أو الخاصة ويتم الصرف عليه من حساب الوقف. كذلك طالب بعدم علاجه في منزله أو زيارة الأطباء له.