الإبداع الاستثنائي في الفن داخل منزل المرايا (صور)
تعد زيارة بيت المرايا تجربة مذهلة لكونه أحد المتاحف الفريدة من نوعها في العالم، وتعود ملكية هذا المنزل إلى الفنان التشكيلي خليفة القطان وزوجته الايطالية ليديا القطان، حيث تحول المنزل إلى أحد المعالم الفنية الرائعة في دولة الكويت.
ويحمل البيت هذا الاسم لما يحويه من مرايا مختلفة الأشكال والألوان قام الزوجان بتغطية المنزل بها وتحويله إلى عمل فني مميز باستخدام القطع المكسورة من الزجاج لتزيين داخل وخارج المنزل.
أصبح منزل الفنان خليفة القطان متحفاً يضم ألاف المرايا الملونة والجميلة بعد رحيله في عام 2003 ميلادي، حيث يعود تاريخ هذا الفن الموجود في المنزل لأكثر من عشرين عاماً، تم استخدام أطنان من الزجاج المكسور الذي أعيد تشكيله إلى أشكال ترمز إلى الطبيعة مثل الطيور والفراشات والأسماك والمحيطات والنجوم والكواكب، بالإضافة إلى مجموعة من الآيات القرأنية على جدران وسقف المنزل من الداخل و الخارج.
تبدأ الجولة من البوابة الأمامية للبيت وهي عبارة عن باب معدني مغطى تماماً بالمرايا المركبة كالفسيفساء من الداخل و الخارج، وقد تم تغطية الجدران الأمامية المحيطة بالمدخل عبر مجموعة من صور الطيور باللونين الملونة بالأزرق والذهبي والمثبتة على خلفية من المرايا البيضاء، كما قامت السيدة قطان بتغطية جدران المدخل بصور لنباتات عملاقة، واكتست الأرضية بأشكال هندسية من المرايا البيضاء والذهبية اللون.
ومن جهة أخرى، قامت الفنانة بتصميم جدارية من الكائنات البحرية في الرواق الذي أطلقت عليه تسمية "رواق الأمم"، ويحتوي الجزء العلوي للجدار صوراً مختلفة للطيور المحلقة والآيات القرآنية، كما يستطيع الزوار رؤية مذنب كبير مركب على سقف الرواق، وأخذت أرضيته تصميم مبهر لموجة كبيرة من المرايا السوداء و البيضاء.
وقد تمت زخرفة المطبخ الذي يحمل اسم "عالمي" بتصميمات من الفن التجريدي، بالإضافة إلى نباتات ورقية موضوعة على خلفية من المرايا البيضاء، كما تم تزيين الجزء العلوي من الجدران بالفواكه والأطباق البحرية والخضروات التي تم تجميعها بطريقة الفسيفساء من المرايا المركبة.
وسيشعر الزائر عند صعود السلالم كأنه يسير فوق شلال من النور، وتطلق عليها السيدة ليديا اسم " سلالم الإلهام" حيث عملت على تزينها بالزجاج المذّهب، كما يحتوي السقف المواجه للسلالم على صور لمركبات فضائية تبدو كأنها محلقة في الفضاء البعيد، وجميع هذه الصور محاطة بإطار من المرايا البيضاء.
وحصلت غرفة النوم الرئيسية على تسمية "غرفة الكون"، حيث تم تغطية وتزيين كل شيء حتى الأثاث بالزجاج الملون، وقد زيّن السقف بصور انفجارات النجوم والغيوم الكونية، إلى جانب مجموعة من الكواكب التي تأخذ شكل وهيئة حرب النجوم، بالإضافة إلى صالة الإستقبال وغرف المنزل والحمامات والمكتبة التي زينت جميعها بطريقة خلابة تبهر الزائرين الذين يمنع دخولهم إلى بيت المرايا بالكعب العالي بالنسبة للسيدات وذلك حفاظاً عليه من أية أضرار قد يسببها، كما يضم المنزل مجموعة من اللوحات المميزة والجوائز وشهادات التقدير التي حصل عليها الفنان التشكيلي الراحل خليفة القطان.