كيف تطلب زيادة راتبك دون أن يقابل بالرفض؟
تعتبر المطالبة بزيادة على الراتب من أهم التحديات التي يواجهها الموظف خلال مسيرته المهنية. إذ يتوقف عليها تنفيذ الكثير من المخططات الشخصية، فيما يكون اقناع المسؤول بالموافقة عليها أمرا ليس سهلا على الاطلاق.
لذلك، نقدم لكم في هذا التقرير بعضا من افضل نصائح الخبراء والاختصاصيين في مجال الموارد البشرية، لضمان تجنب أكثر مقدار ممكن من الاخطاء، خلال مناقشة هذا الموضوع الحساس.
1) توقيت المطالبة: تنصح الاختصاصية في الموارد البشرية سوزان لوكاس التي أمضت اكثر من 10 سنوات في إحدى ألمع الشركات العالمية بحسن اختيار التوقيت الملائم للمطالبة بالزيادة المرجوة. لا ينفع مثلا ان تنتظر الاجتماع السنوي لتتلقى نتائجه، علّها تصب في مصلحتك. كما لا ينفع ان تتحدث الى المدير او المسؤول الاعلى شأنا في هذا الموضوع قبل موعد الاجتماع بثلاثة أيام او أربعة. في المقابل، يجب ان تناقش موضوع الزيادة مع المسؤول عنك، قبل موعد وضع الميزانية السنوية.
2) منجزات لافتة: قبل ان يحين الوقت للمطالبة بالزيادة على الراتب، يجب ان تعمل جاهدا لتستحقها. بمعنى آخر قبل ثلاثة أشهر الى أربعة من موعد المناقشة، من المفيد ان تبدأ بالتحضير لذلك عبر تحديد أهداف مهنية ملموسة والسعي بجهد لتحقيقها. يجب ان يرى المدير انك موظف تستحق التقدير وتستحق ان يستثمر فيك، لانه في نهاية المطاف لا يريد ان يشعر بأن الزيادة تشكل عبئا على المؤسسة او مبلغا لا تستحقه.
3) أداء مبهر: إن الزيادة على الراتب لن تأتي من الفضاء ولن تهبط بالمظلة. عندما تطالب بها، عليك ان تتمتع بأداء رفيع المستوى وأعلى شأنا من المنصب الذي تشغله. يجب ان يشعر المسؤول عنك بأنك قادر على "ملء" مكانك. لهذا، من المستحسن ان تتحلى بروح المبادرة من اجل حل الكثير من المشكلات والمسائل المهنية العالقة، تماما كما يفعل المسؤولون عنك.
4) استحق الزيادة: عند المطالبة بالزيادة، لا ينفع التذمر كما لا ينفع ان تبوح بأسرارك الشخصية للمسؤول عنك. لا يهمه اذا كان ايجار منزلك قد ارتفع او اذا كنت ترغب في السفر فيما راتبك الحالي لا يكفيك. كل طموحاتك المالية ومشاريعك الشخصية لا تخص مصلحة المؤسسة، لذلك عند المطالبة بالزيادة عليك ان تثبت انك تشكل قيمة مضافة الى المؤسسة وانك عنصر مهم قادر على تعزيز مستوى الانتاجية العامة.
5) الشخصية المتمردة والمتعجرفة: عند المطالبة بزيادة على الراتب، لا تدخل الى الاجتماع محملا بمشاعر سلبية وأحكام مسبقة. التكبر والتعجرف والشخصية غير الودودة، كلّها لن تساعدك في نيل مبتغاك. صحيح انك لا تستعطي، لكنك في الوقت نفسه لا تشن حربا على مديرك. حافظ على اجواء ايجابية ولطيفة، في ظل عرض منجزاتك وقصص النجاح التي حققتها خلال مسيرتك.
التواضع وعدم التحدث عن كل ما حققته، لن يساعدانك في تحقيق مبتغاك، إذ انك تحتاج الى حجج وبراهين تدعم مطالبتك بالزيادة. كذلك، إذا كنت تتلقى في مجال عملك رسائل بريدية وتنويهات من الزبائن حولها الى مديرك لكي يرى الاصداء الايجابية لعملك. اما اذا كنت تعرض مقدار نجاحك فلا تقل مثلا إنك ضاعفت الارقام، بل اعرض أرقاما ملموسة ونسبا مئوية، لانها تبقى حقائق لا تحتمل اي تأويل.
6) حضر خطابك: لا تذهب الى الاجتماع مرتبكا وبكل عفوية. بالتأكيد لا نطلب منك ان تكون مصطنعا بل طبيعيا، لكن من الواجب ان تحضر خطابك والنقاط التي من المفترض ان تثيرها خلال الاجتماع. كما يجب ان تكون مستعدا للاجابة على كل الاسئلة التي من الممكن أن تجيب عنها.
7) لا تغادر فارغ اليدين: إذا انتهى الاجتماع من دون ان تتمكن من نيل مبتغاك، فلا تغادر فارغ اليدين. يمكنك مثلا ان تسأل مديرك بصراحة "كيف يمكنني ان احصل على زيادة؟". بهذه الطريقة تكون قد حددت خطوات واضحة واهداف ملموسة عليك تحقيقها خلال فترة معينة. فعالم الاعمال في نهاية المطاف، يحتم عليك التمكن من عقد اتفاقات ترضي الطرفين.