عادات في العلاقات الزوجية تصنف كغريبة.. لكنها طبيعية تماماً
لا يوجد كتيب تعليمات يحدد لك ما الذي عليك القيام به وما الذي عليك تجنبه في العلاقات رغم مئات الاف المقالات التي تحاول وضع الخطوط العريضة.
هناك المئات من القواعد التي تحدد العلاقات الجيدة من السيئة، صحيح أنه هناك خطوط عريضة ثابتة تتعلق بالإحترام و الإبتعاد الكلي عن العنف اللفظي والجسدي من الطرفين، لكن كل التفاصيل الاخرى ترتبط بخصوصية العلاقات. وهذا ما يجعل كل علاقة تختلف وتتميز وبالتالي تتطلب مقاربات تختلف عن غيرها.وسط الكم المهول من القواعد يصعب أحياناً معرفة ما ان كنا نقوم بما هو طبيعي أو بما هو خارج عن المألوف خصوصاً وأن غالبية «القوانين» تميل نحو المثالية التي وبكل صراحة يستحيل تطبيقها.
لذلك في موضوعنا هذا سنتطرق الى العادات والتصرفات التي تصنف كغريبة لكنها في الواقع طبيعية تماماً وعلى الارجح يقوم بها كل ثنائي رغم ان الغالبية لن تعترف بذلك.
فترات الصمت الطويلة
يقال بأن الصمت هو عدو العلاقات لكن احياناً لا يملك الزوج أو الزوجة ما يقوله للاخر. اختبار فترات صمت طويلة أمر طبيعي للغاية خصوصاً في العلاقات الطويلة الامد والسبب قد يرتبط كما ذكرنا بانه أحد الطرفين لا يملك ما يقوله للاخر، أو لان كل طرف يعرف رأي الاخر مسبقاً أو لانه يعرف ما الذي سيقوله وبالتالي يقرر بانه لا داعٍ للخضوع في محادثة عابرة يعرف نتيجتها مسبقاً.
التفكير بقصة حب قديمة
الغالبية الساحقة من البشر تمر بقصة حب أولى تكون مليئة بالعواطف الجياشة والرومانسية ومفعمة بالامل ..وهي بشكل عام فاشلة لكون معظم قصص الحب الاول يكون مصيرها الانفصال. التفكير بالحب الاول امر طبيعي حتى ولو كان الشخص متزوج منذ مدة طويلة. وحتى التفكير وفق مبدأ «ماذا لو؟» امر طبيعي تماماً..نعم يحق لك ذلك وأكثر اذ يمكنك حتى التساؤل عن أحوالها وما انت كانت سعيدة. والامر نفسه ينطبق على زوجتك اذ من الطبيعي ان تفكر هي أيضاً بماذا لو تزوجت بحبها الاول هذا في حال لم تكن انت حبها الاول.
المساحة الشخصية
في الواقع الحصول على المساحة الشخصية جزء أساسي من أي علاقة ناجحة ومع ذلك يعتبر البعض بأن رغبة احد الطرفين بإمضاء الوقت بعيداً عن الاخر يصنف في إطار التصرفات الغربية التي لا مكان لها في الحياة الزوجية. في الواقع ننصح جميع المتزوجين بإمضاء بعض الوقت كل بمفرده لان الفائدة خيالية.
الرغبة بالهروب من كل شيء
الارتباط بعلاقة حب أو بزواج من الامور التي تتطلب الكثير من الجهود. في حال الزواج هناك أيضاً الكثير من المسؤوليات الاخرى التي تجعل أي شخص يفقد صوابه. الشعور بين حين واخر برغبة التخلي عن كل شيء والهروب من الواقع أمر طبيعي للغاية. لا داع لجلد النفس في حال كنت تفكر أحياناً بذلك، فكل البشر يمكنها ان تنهار تحت وطأة الضغوطات.
السرير لكل شيء .. باستثناء العلاقة الحميمة
تشاهدان التلفزيون في السرير، تتابعان مواقع التواصل، تتحدثان، تطالعان أو حتى تتشاجران أو تضحكان ففي مرحلة ما سيتحول السرير الى مساحة لإنجاز كل شيء باستثناء العلاقة الحميمة. ومجدداً هذا امر طبيعي فالحياة الجنسية لا يمكنها الاستمرار بشكل تصاعدي بعد الزواج.
عدم الوفاء بالوعود
بطبيعة الحال لن نتحدث هنا عن الكذب الدائم وعدم الإيفاء بالوعود طوال الوقت لكنه من الطبيعي تماماً أن يخيب أحد الزوجين ظن الاخر به ولا يقوم بإيفاء بعض الوعود بين حين واخر. وضع معايير خرافية تجعل من اي ثنائي مثالياً في الالتزام بالوعود من الامور التي هي خارج حدود طاقة البشر. الوعود هذه عادة لا تؤثر بشكل اساسي على الثقة بالاخر، لكن في المقابل ان كان عدم الإيفاء بالوعود يرتبط مباشرة بالاخلاص فحينها التصرف غير طبيعي.
المشاجرات
لا يوجد ثنائي على وجه المعمورة لا يدخل في مشاجرات بين حين واخر، الاختلاف الوحيد بين السعداء ومنهم والتعساء هو معدل هذه المشاجرات وطرق حلها. من الطبيعي بل من الصحي الدخول في مشاجرة معها بين واخر، فنحن نتحدث عن طبيعتين بشريتين مختلفتين تربطهما علاقة ترزح تحت ضغوطات عديدة، وعليه فان الامر الطبيعي الوحيد في هذه الحالة هو المشاجرة بين حين واخر أي ثنائي لم يدخل في حياته في مشاجرة لا بد انه يعاني من خطب ما.
الانتباه يصعب الحصول عليه
مع مرور السنوات كل واحد منكما يعرف الاخر ظهراً عن قلب شكلاً ومضموناً وعليه لفت انتباه الاخر سيصبح اكثر صعوبة مع الزمن. الشرارة تخفت وكل شيء يصبح «سيان».. وهذه المرحلة هي اكثر مسار طبيعي للعلاقات. لذلك كل طرف سيشعر بان عليه التفوق على لائحة من الاهتمامات الاخرى كي يتمكن من الحصول على اهتمام الاخر الكلي.
التهديد بالانفصال مع كل مشاجرة
كما قلنا المشاجرات جزء طبيعي من العلاقات والحل كله يكمن في طريقة حل الامور. التهديد بالانفصال من قبلها أو من قبلك خلال المشاجرات ليس بخط احمر يمنع تجازوه لان الغالبية الساحقة تقوم بذلك. عادة التهديد هذا يأتي نتيجة شعور طرف بالاحباط من تصرفات الاخر، ما يعني انه عليكما العمل على بعض نقاط الخلل. لكن فعل التهديد بحد ذاته ليس خارجاً عن المألوف بل طبيعي تماماً.