الإنسان يتذكر 25% فقط من النقاش.. كيف تحسن مهاراتك في الاستماع؟
يعتمد مفهوم الاستماع الفعّال على تطوير عملية الإدراك العقلي من أجل الوصول إلى مرحلة الاستماع والفهم الجيد للأشخاص الأمر الذي ينعكس بدوره إيجابياً على التعامل مع الموظفين والعملاء على حد سواء.
ويعتقد معظم الأشخاص أنهم يقومون بالاستماع إلى الأخرين بشكل جيد وبعد فترة وجيزة من الزمن لا يستطيعون تذكر أية معلومات من تلك الأحاديث. وفي وقتنا الحالي تكثر العوامل التي تشتت الانتباه مثل الضوضاء والأجهزة الإلكترونية التي يصعب الابتعاد عنها أو تجاهلها والتي تؤثر على أفكارنا وردود أفعالنا مما يجرفنا بعيداً عن حديث الأشخاص أمامنا.
ويعد السمع عملية فيزيائية أما الاستماع فهو عملية عقلية بحتة، حيث تم تعريف الانتباه الذهني بأنه: "إبداء الاهتمام بطريقة معينة، من أجل هدف، وفي الوقت الحاضر، بدون إصدار أي نوع من الأحكام". ويلعب الانتباه دوراً رئيسياً في إدراك اللحظة الآنية والتخلي عن عوامل اللهو، وضبط ردود الفعل الجسدية والعاطفية على ما يقوله الناس.
وعندما يفتقد الشخص إلى الانتباه الذهني سيكون معرضاً إلى تشتت الأفكار والمخاوف مما يؤدي إلى فشله برؤية وسماع ما يقوم به الأخرون أو ما يقولونه. وبحسب خبيرة التواصل ريبيكا شافير فإن الشخص العادي يستطيع أن يتذكر حوالي 25% فقط مما يقال له، أي ما يعادل بضع دقائق من أي محادثة.
ومن جهة أخرى، يكمن الهدف من استخدام مهارة الاستماع الفعّال في أن يتمكن الشخص من التحكم بالضجيج الداخلي الذي يتمثل بالأفكار والمخاوف وغيرها، حتى يستطيع أن يسمع الفحوى الكامل لحديث الشخص أمامه وبنفس الوقت ليشعر المتحدث أن كلامه مفهوم، ويستطيع الأشخاص عبر اتقان مهارة الاستماع الفعّال من فهم الرسالة التي يحاول الأخرين إيصالها أو لتذكر المعلومات التي يتم سردها أمامهم.
ويكمن السحر الحقيقي للاستماع الفعّال في تطوير قدرة الأشخاص على فهم الحديث من وجهة نظر المتحدث والاستعداد للقيام بعملية الاستماع من دون التفكير بصياغة الكلمات المناسبة للرد، كما أنه يعتبر من أهم مهارات التواصل التي ترفع من مكانة الأشخاص في العمل وتزيد من إنتاجيتهم.