كيف يمكنك التفاخر بدون أن تبدو متعجرفاً؟.. إليك الطرق
يعرف التفاخر بأنه التباهي والإستعراض وهو بشكل عام من التصرفات غير المحببة لكونها تتضمن المبالغة. لكن أحياناً يحقق المرء بعض الإنجازات التي يحق له التفاخر بها، فلا ضرر بذلك على الإطلاق.
وبما أن ما يجعل التفاخر من التصرفات غير المحببة هما المبالغة والإستعراض، ووفقاً حملة #رمضان_سيجعلني_أفضل، كيف يمكن للرجل التفاخر بالإنجازات بعيداً عنهما.
مشكلة التفاخر بالإضافة الى ما ذكر أعلاه تكمن في واقع أنها يمكن ان تتحول الى تعجرف بلمح البصر، لكن مع بعض القواعد الأساسية يمكن التخلص من المبالغة والإستعراض والتعجرف والتفاخر بنجاحك وإنجازك بشكل مقبول تماماً.
معرفة أسس العجرفة
العجرفة هي مجرد واجهة تخفي الكثير من مشاعر إنعدام الآمان. فالشخص المتعجرف يدرك بأنه لا يملك أي مقومات تجعله ذو قيمة كما أنه لا يملك أي ثقة بالنفس رغم أنه يظهر للآخرين عكس ذلك. أي بإختصار الشخص المتعجرف يدرك «حجمه» الضئيل وغير المؤثر لذلك فهو يحاول تضخيم هذا الحجم من خلال التعامل مع الاخرين بتعجرف. التفاخر في المقابل هو عبارة عن ترسيخ صورة ما عن أنفسنا في محيطنا وعادة ما تكون صورة أفضل. لذلك حين يتم إزالة التعجرف من المعادلة فإن التفاخر مقبول تماماً .
لا تقارن نفسك بالآخرين
التفاخر من خلال مقارنة نفسك بالاخرين مقاربة محفوفة بالمخاطر، لانها أولاً تجعل تبدو وكأنك تعتبر نفسك أفضل من غيرك وثانياً لان تأثيرها سلبي على محيطك وخصوصاً الفئة التي تقارن نفسك بها. حين تصرح بأنك بارع جداً في عملك فأنت تروج لصورة إيجابية عن نفسك، لكن حين تصرح بأن الزملاء أسوأ منك بأشواط فهنا أنت تروج لصورة سلبية عن نفسك وعن الاخرين. التفاخر من خلال المقارنة أسوأ مقاربة ممكنة لذلك في المرة المقبلة التي تريد أن تتحدث عن براعتك قلها بشكل مباشر «انا بارع» لكن لا تعتمد جملة «أنا أفضل من الاخرين ».
تقدير إنجازات الآخرين
أفضل طريقة لإظهار التواضع هي من خلال تقدير إنجازات الاخرين.. وفي الواقع المقاربة هذه لا تجعلك من الأشخاص المحببين لكنها أيضاً تعزز مبدأ انك بارع جداً فيما تقوم به وبالتالي لا تشعر بالتهديد من نجاحات الاخرين . وفي المرة المقبلة التي تتفاخر فيها بإنجازاتك الجميع سيصفق لك ولن ينزعجوا. حين يصبح تقدير إنجازات الاخرين عادة بالنسبة اليك فإن نجاحك سيقفز الى الواجهة حتى من دون ان تتفاخر بذلك.
نوعية جمهورك
عندما تريد التفاخر بقصة نجاح خاصة بك عليك أن تأخذ بالحسبان الجمهور الذي يستمع اليك. مثلاً لو إفترضنا بانك تود وبشدة مشاركة خبراً سعيداً يتعلق بإنجازاتك وصديقك المتوفر من النوع السلبي للغاية.. لا تشاركه بالخبر السعيد. مشاركته بما تود التفاخر به لن يجعلك تبدو متعجرفاً فحسب بل في الواقع سيجعلك تعاني من الاحباط لان هكذا نوعية من الأشخاص تقتل الحماسة.
التفاخر أونلاين
الغالبية الساحقة من مستخدمي مواقع التواصل الإجتماعي تنشر تحديثات عن إنجازاتها من اجل الحصول على قبول الاخرين وإعجابهم وتعليقاتهم. لذلك قبل التفاخر بإنجازك على تويتر أو فيسبوك فكر بالامر للحظات وإبحث عن السبب الذي يدفعك لنشرها. إن كنت تبحث عن القبول وإعجاب الاخرين فان تفاخرك سيفسر بطريقة سلبية للغاية. لكن بما ان الاخرين لا يعرفون النوايا، وبالتالي لا يمكنهم إكتشاف دوافعك فإن اي تفاخر أونلاين سيتم إعتباره كإستعراض وتعجرف.
لا تنسب كل النجاح لنفسك
عندما تريد التفاخر حول أمر ما لا تحصر التفاصيل بواقع انك بارع جداً فيما تقوم به أو بمهاراتك الخرافية في التفاوض، بل كن واقعياً وتحدث عن الامور كما هي. أي نجاح كان هو نتيجة جهد الفريق سواء بشكل مباشر أو غير مباشر. لذلك لإزالة صفات الإستعراض والمبالغة ما عليك به هو الحديث عن الخلاصة أو النتيجة المذهلة من دون وضع نفسك في الواجهة وإحرص على ان تمنح كل شخص حقه حين تتحدث عن الإنجازات. التفاخر بها لن يبتعد فقط عن التعجرف لكنه في الواقع سيجعل محيطك يحترمك ويقدرك ويتقبل تفاخرك بكل راحبة صدر.
الإيجاز ثم الإيجاز
الدخول في التفاصيل سيجعلك تبدو متعجرفاً بلمح البصر. لذلك ان كان لديك ما تقوله عليك الحديث عن النقطة الأساسية مباشرة. أي شخص يستمع أو يقرأ تفاخرك سيشعر بأنك تسيطر عليه ما يخلق الكثير من المشاعر السلبية وبالتالي لن يكون هناك أي إستعداد لتقبل تفاخرك. لذلك تخلص من التفاصيل وإكتفِ بجمل تعبر عن تواضعك وتقديرك وإمتنانك ثم تطرق الى النجاح الذي تم تحقيقه.
المال والشهرة
أي شخص يتحدث عن المبالغ التي يجنيها أو عن شهرته في هذا المجال أو ذاك أو حتى عن شبكة معارفه الواسعة متعجرف وإستعراضي. لذلك عليك عدم التطرق لهذه الأمور، فإن كان الهدف التفاخر بالإنجازات عليك الحديث عما قمت به فقط. ولجعل تفاخرك من النوع المقبول يمكنك أن تتطرق الى شغفك وحبك لما تقوم به.. حينها تفاخرك سيكون أقرب الى التعبر عن حبك لعملك وبالتالي النجاح سيبدو نتيجة منطقية لهذا الشغف.
دراسة هذه المادة في الدماغ تجعلنا ننسى الأوقات السعيدة بسرعة