مهرجان «مزايين الإبل».. الفعالية التراثية الأضخم حوال العالم
أعلنت المملكة العربية السعودية عن موعد إنطلاق مهرجان جائزة الملك عبدالعزيز لمزايين الإبل و ذلك في 19 مارس و حتى 15 إبريل بمشاركة أكثر من 30000 رأس من الإبل بهذه التظاهرة التراثية و الرياضية المرموقة والتي تعتبر الأضخم من نوعها في العالم.
وتقوم دارة الملك عبدالعزيز بتنظيم و إدارة المهرجان الذي يقام لاستحضار المفاهيم والدلالات الإنسانية لمتلازمة الإنسان والإبل في شبه الجزيرة العربية و التي تعود لآلاف السنين، ولربط الأجيال الشابة بالثقافة والتراث السعودي والخليجي بشكل عام.
يعتبر المهرجان موروث تراثي وحضاري مهم، و يتمتع باهتمام الملايين و يتوافد لحضوره أكثر من مليوني زائر من حول العالم، فيستقطب المهرجان العديد من طبقات المجتمع في الخليج العربي و أعداد كبيرة من مشاهير العالم و النخبة من الرياضيين والمصممين والرسامين الذين يعشقون حياة و ثقافة الصحراء.
وفي هذا السياق اتخذت دارة الملك عبدالعزيز إجراءات عدّة لضمان مشاركة سهلة و سلسة و منظمة لمحبي هذا المهرجان التاريخي، فطﹸﹸﹸبق للمرة الأولى التسجيل الإلكتروني بشكل كامل من دون قبول أي تسجيل ورقي و ذلك لفتح المجال لأكبر عدد ممكن من الراغبين بالمشاركة بتسجيل مشاركاتهم براحة و يسر أينما تواجدوا سواء في المملكة أو دول مجلس التعاون الخليجي.
وانعكست هذه الخطوة على نوعية المسجلين و توزيعهم الجغرافي، حيث أوضحت الأرقام بعد إغلاق باب التسجيل في 14 يناير أن 75% من المسجلين لم يسبق لهم المشاركة في المزايين. أما جنسيات المشاركين فكان في مقدمتها السعوديون، فيما مثّل الخليجيون من الإمارات العربية المتحدة والكويت وقطر 20%، وطغى حضور الإبل من فئة المغاتير على الإبل المسجلة.
وللمهرجان مكانته كمتوالية ثقافية متكاملة ﹸتعمق من حضور التراث والأصالة في الحراك المعرفي والثقافي السعودي والخليجي، وضعت الدارة شروطاً صارمة لتنظيم المشاركات، فلا يتم قبول المشاركة قبل فحص الإبل من قبل فريق من الأطباء البيطريين الذي ﹸيمثل وزارة البيئة والمياه والزراعة السعودية.
والمشاركة في المهرجان فقط للإبل المتواجدة داخل أراضي المملكة العربية السعودية وإن كان مالكها من سكان دول الخليج العربي. وبعد الفحص الطبي، تقوم الوزارة بمنح الإبل المصرح مشاركتها بالمهرجان شريحة إلكترونية تتضمن بيانات الإبل، علماً أن هذه الشريحة لا تقتصر فقط على الإبل المشاركة بل ﹸتمنح أيضاً للإبل التي ستكون بالمهرجان بهدف البيع والمزادات والفعاليات التراثية، وذلك بخطوة تهدف لبناء قاعدة معلومات بعدد الإبل وأنواعها وأعمارها في منطقة الخليج العربي لأهمية الثروة الحيوانية كأحد المكونات الاقتصادية.
يتضمن مهرجان جائزة الملك عبدالعزيز لمزايين الإبل العديد من الفعاليات والنشاطات التراثية والثقافية والترفيهيه كإلقاء القصائد والشيلات، وبيع ومزايدات الإبل.
وصرح الناطق الرسمي باسم المهرجان الدكتور طلال بن خالد الطريفي: "تصنف جائزة الملك عبدالعزيز الإبل المشاركة إلى خمسة ألوان: الوضح وهي الإبل البيضاء اللون، الشعل وذات اللون الأصفر أو المائل للصفار، الصفر وهي الإبل الذهبية اللون، والمغاتير وتكون داكنة اللون، والحمر البنية أو الحمراء اللون. وكل لون من هذه الألوان يتميز بصفات جمال تختلف عن اللون الآخر".
وأضاف: "تقوم لجنة مكونة من المحكمين أو كما يطلق عليهم " أهل النظر" في تقييم الإبل المشاركة وإعطائها درجات حسب جمالها وتوافق مواصفاتها مع المواصفات المطلوبة".
واستطرد :"تشتمل المسابقة على ثلاث فئات لكل لون (فئة 100، فئة 50، فئة 300) وفئة تسمى فئة الفردي. تتنافس فيها ناقة أو بكرة واحدة فقط على مسابقة الجمال، لتكون أجمل الإبل في هذا اللون. وتكون عادة المنافسة الأقوى في فئة الـ 100 لوجود الملاك الكبار واصحاب الأموال فيها".
وأضاف: "يجمع مهرجان جائزة الملك عبدالعزيز لمزايين الإبل بين الإرث الثقافي و التراث و الرياضة، و ذلك من خلال فعاليات عديدة تمتد لمدة شهر كامل و ﹸتعتبر كعرس وطني يحتفل بالقيم العربية الأصيلة و العادات الخليجية التي تعتبر مصدر فخر للأجيال جميعها".
وأوضح :"من هنا فرضت إدارة المهرجان العديد من الشروط لتنظيم هذه التظاهرة بطريقة تضمن راحة المشارك و الزائر و سلامة الإبل. يربط المهرجان الأجيال الشابة بالموروث الحضاري في دول الخليج العربي بإنعكاس لرؤية المملكة 2030".