التهاب وقصور عمل غدة البنكرياس.. الأعراض والأسباب
يعد تحديد أعراض وجود أي خلل في عمل غدة البنكرياس من الأمور الصعبة، لكنّها تُعدُّ على درجة عالية من الأهمية كونها في كثير من الأحيان تساعد على الكشف المبكر عن سرطان البنكرياس.
ويخشى معظم الناس من الإصابة بسرطان البنكرياس كونه من أكثر الأمراض التي تشكل خطرًا على حياة الإنسان، حيث لم تتجاوز معدلات البقاء على قيد الحياة للمصابين به الـ 5 سنوات.
وبحسب الطبيب أندرو هاندفار، مدير مركز سيناي الطبي لعلم أورام البنكرياس في لوس أنجليس: "يرجح سبب انخفاض معدلات الشفاء من هذا المرض إلى صعوبة الكشف عنه في مراحل مبكرة.
كما يعد من الصعب أيضًا الكشف المبكر عن وجود أي أمراض أخرى غير سرطانية"، وحدد الاختصاصيون بعض الأعراض التي تنذر بوجود خلل في عمل غدة البنكرياس:
اقرأ أيضا: البنكرياس الصناعي والعدسات اللاصقة الرقمية بين أكثر التقنيات تطورا في العالم
وظيفة غدة البنكرياس
البنكرياس غدة قوية صماء، وظيفة غدة البنكرياس تتمثل في أداء العديد من الوظائف الحيوية والهامة والتي يرتبط بعضها بوظائف أعضاء أخرى في الجسد تعمل غدة البنكرياس على تنظيمها، منها ما يلي:-
-إفراز العصارات الهاضمة: يفرز البنكرياس عصارات هاضمة تشتمل على إنزيمات مثل الأميليز والليبيز والتربسين والكيموتربسين تقطّع الطعام إلى جزيئات صغيرة سهلة الامتصاص وتساعد على هضم البروتينات وتحويلها إلى أحماض أمينية ودهنية وكوليسترول.
-إفراز حمض المعدة: يفرز البنكرياس هرمون غاسترين أو هرمون المعدة الذي يفرز حمض الهيدروكلوريك بدوره، وهو الحمض الذي يساعد على هضم الطعام.
البنكرياس والسكر
هناك ربط دائم بين البنكرياس والسكر، يعود إلى أن غدة البنكرياس تلعب دورا كبيرا في تنظيم مستوى السكر في الدم وتلك واحدة من أهم وظائف غدة البنكرياس.
-الحفاظ على مستوى السكر في الدم: يفرز البنكرياس هرمونات تحافظ على مستوى السكر في الدم منها الإنسولين والجلوكاجون.
أعراض قصور غدة البنكرياس
هناك نوعان أساسيان من الخلل في عمل البنكرياس، القصور والالتهاب، ويمكن تلخيص أعراض قصور غدة البنكرياس في الأشياء التالية:-
- الشعور بألم في البطن: إن الشعور بالألم في منتصف الجسم وامتداده ليصل إلى أسفل أو منتصف الظهر، واستمراره لعدة أسابيع متتالية من الأعراض الأكثر شيوعًا التي تدل على وجود خلل في عمل هذه الغدة، وغالبًا ما يكون الألم الذي يصاحب التهاب البنكرياس مفاجئًا وحادًّا.
ارتفاع معدلات السكر في الدم: تقوم غدة البنكرياس بإنتاج الهرمونات التي تساعد الجسم على السيطرة على معدلات السكر في الدم، ومن الشائع أن يصاب الأشخاص الذين يعانون من مشكلات في هذه الغدة بالنوع الثاني من مرض السكري. ويعد حدوث تغييرات مفاجئة في معدلات سكر الدم وعدم السيطرة عليها لدى الأشخاص الأصحاء والذين يعانون من مرض السكري من الأعراض التي تصاحب وجود أمراض خطيرة في البنكرياس.
الشعور بالغثيان بعد تناول الوجبات الدسمة: إن الشعور بالغثيان من الأعراض المهمة على وجود خلل في عمل البنكرياس كونه ينتج الأنزيمات التي تساعد الجهاز الهضمي على تحطيم الدهون.
فقدان الوزن: يعد فقدان الوزن بشكل مفاجئ وخاصةً إذا تزامن ذلك مع وجود آلام حادة في منطقة البطن والظهر من المؤشرات التي تدل على وجود خلل في الجهاز الهضمي ويرتبط بعمل غدة البنكرياس.
مكان ألم البنكرياس
يسْأل كثيرون: أين هو مكان ألم البنكرياس الناتج عن التهاب غدة البنكرياس؟ والإجابة هي أن موقع غدة البنكرياس يكون في خلف المعدة بالجزء العلوي من البطن ولذلك فإن مكان ألم البنكرياس يكون في الجزء العلوي من البطن وينتشر في الظهر.
يزداد ألم غدة البنكرياس حدة عند تناول الطعام، وخاصة الأطعمة الغنية بالدهون.
أعراض التهاب البنكرياس
تختلف أعراض الإصابة بالتهاب البنكرياس وفقا لنوع هذا الالتهاب، ولكن يمكن إيجاز تلك الأعراض إجمالا في الأعراض الشائعة التالية:-
-تورم البطن وألم عند لمسها.
-زيادة معدل ضربات القلب.
-اضطراب في المعدة وغثيان واستفراغ مستمر.
-الإسهال.
-فقدان الوزن الناجم عن سوء امتصاص الغذاء.
-حال تسبب الالتهابات في تلف خلايا البنكرياس قد يؤدي إلى ذلك إلى الإصابة بمرض السكري، لأنه سبق وشرحنا دور غدة البنكرياس في تنظيم مستوى السكر في الدم.
أسباب التهاب البنكرياس
ما هي أسباب التهاب البنكرياس؟ سؤال نجيب عنه في السطور التالية:-
-وجود حصوات في المرارة: تتكون في شكل حجارة صغيرة قد تغلق مجرى البنكرياس إذا خرجت من المرارة وتسبب التهابه إلى جانب مشكلات عديدة.
-الإفراط في تناول المشروبات الكحولية: قد يؤدي الإفراط في تناول المشروبات الكحولية إلى التهاب حاد في غدة البنكرياس.
-إصابات عرضية في البنكرياس: قد يؤدي حدوث إصابات عرضية في البنكرياس إلى التأثير على وظائفه، سواء في حادث أو حالة وقوع أو ما شابه.
-مهاجمة جهاز المناعة للبنكرياس: هذا ما يطلق عليه التهاب البنكرياس المناعي الذاتي وقد يحدث كأثر جانبي لبعض الأدوية التي تدخل الجسم.
-اضطرابات وراثية: العامل الوراثي له دور أيضا في حدوث التهاب غدة البنكرياس.
علاج البنكرياس
بعد أن يتم تشخيص ألم البنكرياس ومعرفة ما إذا كان حادا ويستلزم التدخل العاجل أم لا؟ هناك أشياء تفيد في علاج البنكرياس تشتمل على المسكنات في الحالات المعتدلة، كما يتم استخدام الأنابيب المعدية المعوية في بعض الأحيان لمعالجة الغثيان والقيء عن طريق إزالة السوائل الزائدة والهواء.
لابد من مراعاة استراحة معدة المريض من الطعام والشراب لوقاية المعدة والأمعاء حتى تتحسن حالته وعدم تناول أطعمة ذات دهنية عالية.
كل هذه العلاجات قد تفيد في الحالات المعتدلة والخفيفة، أما الحالات الشديدة فعلاجها يكون في وحدات العناية المركزة عن طريق حقن الجسم أولا بالمضادات الحيوية والحفاظ على رطوبة الجسم والحفاظ على مستويات ضغط الدم والتنفس الاعتيادية، وتوفر الغذاء عبر الأنابيب حسب الحاجة للتحكم في وظائف البنكرياس.