تعرف على الصيني السيد تشن الذي أنقذ 321 شخصا من الانتحار
السيد تشن
السيد تشن، في نهاية كل أسبوع وعلى مدى الـ13 سنة الماضية، يقطع تشن شي بدراجته النارية، مسافة 12.4 ميلا من منزله إلى "جسر الموت" أشهر مكان للانتحار في الصين.
الرجل البالغ من العمر 48 عاما، هو عامل في شركة لوجستية، يقوم برحلاته الأسبوعية على نفقته الخاصة لمنع النفوس المضطربة من القفز من جسر نهر نانجينغ يانغتسى وهو هيكل عملاق يمتد عبر أطول نهر في الصين.
ونقل موقع الديلي ميل عن تشن قوله بأنه من خلال إنقاذ هؤلاء اليائسين، يشعر بأنه أنقذ نفسه، فقبل سنوات مضت وقف شخصيا على هذا الجسر العملاق بنية الانتحار.
كان جسر نهر نانجينغ يانغتسى ولا يزال واحدا من أكثر الجسور شهرة في الصين، اكتمل بناءه في عام 1968، ويضم طابقين أحدهما لعبور السيارات والثاني لسكة الحديد، وكان منذ افتتاحه رمزا للقوة الصناعية في الصين، لكنه أصبح أيضا أشهر وجهة انتحارية مع تخصيص أرصفة للمشاة على ارتفاع 60 مترا (197 قدما) فوق النهر.
وأظهرت الإحصائيات أن أكثر من 2000 شخص انتحروا من جسر نانجينغ اليانغتسى بين عامي 1968 و 2006، وفقا لصحيفة الشعب اليومية.
منذ عام 2003، أنقذ السيد تشن، وهو مهاجر من قرية ريفية في سوتشيان، 321 شخصا حاولوا الانتحار في (جسر الموت)، معظمهم من المهاجرين اليائسين الذين لم يجدوا مستقبلا في هذه المدينة الصناعية ويشعرون بالإحباط والخجل من العودة إلى مسقط رأسهم.
مع كل محاولة إنقاذ، يستخدم السيد تشن كل الأساليب، منها التحدث ومحاولة الإمساك بالمنتحرين بكل قوة. وأوضح للصحافة أن ما يدفعه كل أسبوع للتنقل إلى الجسر هو تقديم العون الذي تلقاه هو شخصيا سابقا على نفس الجسر، فعندما هاجر من مدينته الريفية إلى هذه المدينة الكبيرة شعر باليأس وكان ما يجنيه لا يكفيه لإيجار منزل والعيش حياة كريمة، ففكر في التخلص من نفسه، حتى اقترب منه شخص طيب أنقذه وزرع فيه الأمل من جديد بكلمات تشجيعية. وعندما تحسنت ظروفه المعيشية قرر تشن مساعدة غيره.
في هذه المدينة الساحرة التي كانت العاصمة الصينية في السابق والتي تحتضن 8 آلاف نسمة من السكان، تجد العديد من القصور والمباني التاريخية والأبراج مما جعلها مقصدا للمهاجرين، ولكنهم بعد الوصول إليها يشعرون بالضياع فيدخلون في دوامة من القلق وعدم الاستقرار مما يدفعهم إلى الانتحار.
ويقول تشن أن "الشخص عندما يعيش بعيدا عن أهله ومجتمعه، وتواجهه الصعوبات يشعر بالضياع ويفكر في الانتحار، في هذه المواقف يحتاج إلى شخص يأخذ بيده إلى بر الأمان وهو ما أحاول فعله منذ 13 عاما.