القراءة عالم ابدأه بهذه الخطوات
القراءة
القراءة، تعد القراءة العادة الأكثر تفضيلاً لدينا جميعاً، ولكنها في الوقت نفسه الأقل ممارسة، فبالرغم من معرفتنا بفائدتها وما تقدمه لنا من وعي وسعة إدراك ، إلا أننا نهمل في إعطائها الوقت اللازم، وربما كانت أسباب العزوف هي أننا لا نحسن اختيار ما نقرأ، أو أننا نبدأ بتلك المجلدات الضخمة التي لا نستطيع إكمالها فنتوقف عن القراءة بشكل كلي، أو لأننا لم نجعل القراءةً محوراً أساسياً في حياتنا.
ولكن تبقى هذه الأسباب غير مقبولة، فالقراءة قبل أن تكون هواية هي حاجة فردية ومجتمعية تنهض بعقولنا، وتسهم في بنائنا النفسي والعلمي، لذلك وجب أن تبحث عن طرق منوعة لتدخل في عالمها وتصبح واحداً من المداومين عليها، وهنا أقدم لك مجموعة من الخطوات قد تعينك أيضاً.
بداية أنصحك بالبدء بالكتب الخفيفة حجماً ومضموناً مثل كتب المدونات أو المقالات التي توضع في الجيب، وتنتهي في مدة أقصاها 20د، لأنك عندما تبدأ بهذا النوع من الكتب فإنك حتماً ستتشجع للمواصلة ومتابعة الأمر بكتب أخرى.
ولكن لا تبق في مكانك بل ابدأ بعدها بالتدرج شيئاً فشيئاً في حجم الكتاب الذي تقرؤه، وابدأ بتعلم تقنيات التعلم الجديدة كالحفظ والفهم والقراءة، فهي تجعلك تستمتع بالمادة المقروءة وتزيد من استيعابك لها.
وكذلك عليك بأدوات التذكير كأوراق الملاحظات اللاصقة، أو التقويمات السنوية المقسمة حسب الشهور, وضع علامة عندما تنهي واجب القراءة اليومي أو الأسبوعي، و بعد فترة ستسر عندما ترى إنجازك يكبر وبالتالي يزداد تعلقك بها أكثر.
وإن لم تكن تعرف أي نوع من الكتب تقرأ، فهنا عليك باتباع قاعدة مهمة وهي أن تقرأ شهرياً كتاباً في تخصصك وآخر في مجال عام يفيدك و ويثير اهتمامك وحاول هنا أن تنوّع لا أن تركز على نوع واحد.
وأنت تقراً احرص على فكرة أنك ستنقل هذه المعلومة التي تقرؤها إلى أحد غيرك فهذا يعينك على التركيز، وحاول فعلاً إخبار من حولك بما قرأت سواء رواية أو أي معلومات أخرى.
لا تجعل الكتاب الذي تقرؤه يطيل المدة بين يديك فالمختصون ينصحون بألّا يقل إنجازك في القراءة عن كتابين في الشهر، أو عن كتاب واحد أسبوعياً ولكن لك حرية القرار بالوقت المناسب للقراءة فهناك من يفضلها قبل النوم أو بعد الاستيقاظ ولا فرق بل المهم هو أن يكون الأمثل بالنسبة إليك، كما يمكنك أن تختار المكان الأنسب والمشروب المفضل الذي تشربه وأنت تقرأ، واجعل موعدك مع الكتاب موعداً مع الاسترخاء والراحة النفسية لا العكس.
أخيراً يبقى أن نذكّر أن القراءة عادة مكتسبة ويمكن تطويرها مع كثرة التمرن والتدريب، حيث يقال أن الإنسان يحتاج فقط إلى أربعين يوماً كي يكتسب عادة جديدة أو يتخلص من أخرى سيئة، وقد يحتاج الأمر بعض الجهد بدايةً ولكنه مع الصبر والمثابرة سيصبح الصعب سهلاً وتحقق ما كنت تصبو إليه، إذاً فأيامك الأربعون القادمة هي رأس مالك لتصبح قارئاً جيّداً فحاول استثمارها من الآن.