الركبة متى تتطلب اصابتها عملية جراحية ؟
اصابات الركبة وطرق علاجها
غالبا ما يعتبر العداؤون والرياضيون والأفراد ان إصابة الركبة تشكل مرضا شائعا لا يستلزم الشفاء منه سوى الوقت.
لكن الواقع ليس دوماً بهذه البساطة. إذ هناك نوع واحد من أربطة مفصل الركبة الذي لا يشفى من تلقاء نفسه عقب التمزق، وهو "الرباط الصليبي" الذي يفرض عناية خاصة.
على عكس الأربطة الأخرى في الجسم، عندما يصاب "الرباط الصليبي الأمامي" (ALC) لا يشفى من تلقاء نفسه مع مرور الوقت.
معلوم ان الأربطة الصليبية تضطلع بدور محوري باعتبارها المثبتات المركزية لمفصل الركبة. وتتخذ شكلان هما؛ "الرباط الصليبي الخلفي" (PLC) و"الرباط الصليبي الأمامي" الذي يعد الأكثر عرضة للإصابة.
يقع كلا الرباطين الصليبيين في وسط مفصل الركبة ويتقاطعان. إلا أن الرباط الصليبي الأمامي هو من يقوم بالوظيفة الأهم والمتمثلة في الحفاظ على توازن الجسم خلال دوران مفصل الركبة.
قد يتساءل المرء عن تمكن بعض المرضى المصابين من التوازن ومواصلة أداء بعض المهمات، مثل المشي رغم الإصابة او دعم الجسم.
في الحقيقة، يأتي هذا الدعم من أجزاء أخرى مثل العضلات حول الركبة، وهي تعمل كمثبتات ثانوية لبعض الوقت.
إلا أنه لا يمكننا التنبؤ إلى متى يمكن أن يستمر هذا الامر، على اعتبار أن ذلك يختلف من مريض إلى آخر، فالبعض ربما تكون لديه قدرة أطول على تحمل الضغط على خلاف البعض الآخر. لكن في نهاية المطاف، وعند نقطة معينة، سيكون من الصعب على المريض الاستمرار حالما تبدأ نوبات عدم الثبات، التي قد تتسبب بألم شديد جداً مؤدية في الكثير من الأحيان إلى أضرار واضحة في الأجزاء الأخرى في مفصل الركبة.
لهذا السبب، أصبح التدخل الجراحي ضرورياً، لا سيّما للمرضى المعروفين بنشاطهم البدني والرياضي بغض النظر عن العمر.
وسعياً وراء إعادة الثبات للركبة واستئناف وظيفتها الطبيعية، يتم إجراء جراحة ترميمية للرباط الصليبي عن طريق أخذ أنسجة من وتر المريض، غالباً من أوتار الركبة، ومن الجانب الأمامي للركبة لتشكيل رباط صليبي جديد، إذ يعتبر هذا النوع من الجراحة تدخلاً جراحياً بسيطاً. ومع التقدم الطبي المستمر، بات بالإمكان اليوم علاج الرباط الصليبي من دون أخذ نسيج من الوتر من أجزاء أخرى من الجسم، وذلك بعد محاولات متتالية لم يكتب لها النجاح قبل 30 عاماً.
واليوم، وفي ظل التطور اللافت في آليات التشخيص والابتكارات المتلاحقة في التقنيات الطبية، يمكن الجراحين تحديد الحالات المثلى التي يمكن أن تخضع لعملية إصلاح مباشر للرباط الصليبي. واستناداً إلى دراسة مهمة أجريت حديثا، وجد أنّ مريضاً واحداً من أصل 10 مرضى، ممن يعانون من تمزق في الرباط الصليبي، مهيأ للخضوع لجراحة كهذه.
من المهم للغاية بالنسبة الى هؤلاء المرضى أن يتم تشخيص الإصابة بالرباط الصليبي ومعالجتها بالسرعة الممكنة، لضمان النجاح.
ينبغي أن تتم معالجة الإصابة بتمزق الرباط الصليبي في غضون أسبوع واحد من الإصابة، خاصة عندما تكون الأجزاء الأخرى للركبة متضررة أيضاً.
في إطار الإجراءات الطارئة، يتم إجراء تصوير بالرنين المغناطيسي للمريض لأخذ صورة واضحة عن الإصابة ومساعدتنا في وضع خطة أكثر دقة للجراحية.
ومن خلال هذه المنظومة فقط يمكن إجراء عملية الإصلاح المباشر. ويمكن القيام بهذه العمليات اليوم في دبي ضمن المستشفيات المتطورة للغاية، والذي يعتبر "المستشفى الأمريكي – دبي" أحدها لا سيّما وأنه مجهز بأحدث التقنيات المتقدمة وأرقى المعدات الطبية التي تسمح للأطباء إجراء مثل هذه العمليات الطبية بالسرعة والدقة والكفاءة المطلوبة.
إعادة التأهيل بعد عملية الرباط الصليبي عادة ما يستغرق من يوم إلى ثلاثة أيام في المستشفى، حيث يمكن للمريض بعدها أن يتحرك مباشرة بعد الجراحة والبدء بالعلاج الطبيعي. وعادة ما تستغرق عملية الشفاء من أربع إلى ست أسابيع، وبعد ذلك يمكن للمريض ممارسة ركوب الدراجة أو السباحة. إلا أن الرياضات التي تتطلب نشاطاً أكثر، وتلك التي تستلزم دوران متكرر للركبة مثل كرة القدم وكرة المضرب أو أية رياضة مشابهة أخرى، فسوف يتطلب الأمر حوالي 6 أشهر ليتمكن الرباط الصليبي الجديد من الاندماج كلياً بوظائف الركبة.