هل أنت مريض سمنة درجة أولى؟ قيّم ذلك بالأرقام
السمنة، تعدّ واحدة من المظاهر الاكثر خطورة التي تفتك بمجتمعات القرن الحادي والعشرين، بسبب تبنّي أساليب حياة لا تمتّ إلى الصحة بصلة. الأخطر في الأمر، ان هذه الاساليب تلقى رواجاً، ليس في صفوف الكبار والكهول فقط، إنما وسط الشباب والمراهقين أيضاً، إذ إنها تلقى ترويجاً مدروساً وتتمتع بصورة "جذابة".
في منطقة الخليج على سبيل المثال، تعدّ السمنة واحدة من أكثر المشكلات الصحية الطارئة. تعانيها فئات متعددة من المجتمع، لأسباب عدة، منها قلة الحركة، وتناول المأكولات السريعة والمشروبات المشبعة بالسكريات، فضلاً عن انتشار السكاكر والحلويات في كل جانب من جوانب المخازن التجارية الكبرى، حيث يمضي الناس أغلبية أوقاتهم. تضاف الى الاسباب المذكورة الاضطرابات الهرمونية والعوامل الوراثية.
اقرأ أيضًا: فوائد النوم .. حماية من أمراض الذاكرة ويكبح السمنة
لا يمكن اختزال خطورة السمنة بتأثيرها السلبي في المقاييس الجمالية، اذ تربطها علاقات وثيقة مع سلسلة طويلة من الامراض، منها ارتفاع مستوى الكولستيرول السيّئ، وارتفاع ضغط الدم، والإصابة بالنوع الثاني من داء السكري، والإصابة بمتلازمة مقاومة الأنسولين، وأمراض القلب، فضلاً عن امكان الاصابة بأنواع مختلفة من السرطانات (القولون، البانكرياس، البروستات...) والذبحات القلبية وقصور جنسي.
كذلك، لحظت دراسة احصائية حديثة، اجرتها وزارة الصحة في دبي ان 30 في المئة من الوفيات في دولة الامارات، مرتبطة بأمراض القلب، وأن اكثر من 36 في المئة من الرجال في دبي مصابون بالسمنة و11،9 في المئة من سكان الامارة يعانون السمنة أيضاً.
هذه الارقام تدل على واقع، ينذر بمزيد من الامراض المزمنة التي تتهدد فئات اجتماعية مختلفة في أغلبية الدول العربية، وتحديدا في منطقة الخليج. لذلك، لا يمكن الحديث عن الوقاية، من دون اطلاق خطة "شرسة" لمحاربة السمنة.
اقرأ أيضا: دراسة تكشف: حياة العزوبية تسبب السمنة لدى الرجل!
كيف تعرف أن لديك سمنة درجة أولى أو ثانية أو ثالثة؟
بداية، لكي ترصدوا موقعكم على سلم السمنة، لا بدّ من القيام بالمعادلة الآتية:
مؤشر كتلة الجسم = الوزن بالكيلوغرام/ مربع الطول بالمتر2
فإن كان الوزن 80 كيلوغراماً والطول 1،80 سنتيمترا، تكون النتيجة 24،691. وهذا يعني ان الجسم ضمن المعدل الطبيعي.
التصنيف |
مؤشر كتلة الجسم = كغ/م2 |
نقص حاد |
أقل من 16 |
نقص في الوزن |
من 16 إلى 18.5 |
وزن طبيعي |
من 18.5 إلى 25 |
زيادة في الوزن |
من 25 إلى 30 |
سمنة خفيفة (سمنة درجة أولى) |
من 30 إلى 35 |
سمنة متوسطة (سمنة من الدرجة الثانية) |
من 35 إلى 40 |
سمنة مفرطة (سمنة من الدرجة الثالثة) |
أكثر من 40 |
درجات السمنة
بذلك يتبين لنا أن هناك درجات للسمنة، سمنة درجة أولى وثانية وثالثة ونستعرض مواصفات تلك الدرجات في السطور التالية:-
ما هي السمنه من الدرجه الاولى؟
نبين في هذه السطور ما الذي يعنيه أن تكون لديك سمنة درجة أولى.
مؤشر كتلة الجسم في حالة سمنة من الدرجة الاولى
علامات وجود سمنة درجة أولى أن يكون مؤشر كتلة الجسم من 30 إلى 35.
أضرار السمنة من الدرجة الأولى
هذه الدرجة المبكرة من السمنة (سمنة درجة أولى) تؤدي إلى عدم القدرة على بذل مجهود مشابه للذي كنت تبذله في الظروف الاعتيادية، حان الوقت لمحاربة ما لديك من سمنة درجة أولى.
اقرأ أيضًا: دراسة حديثة: هذا النظام الغذائي الأكثر فاعلية في محاربة السمنة
السمنة من الدرجة الثانية
السمنة من الدرجة الثانية يكون مؤشر كتلة الجسم فيها من 35-40.
السمنة من الدرجة الثالثة
نستعرض السمنة من الدرجة الثالثة ومؤشر كتلة الجسم المعبر عنها:-
مؤشر كتلة الجسم في سمنة من الدرجة الثالثة
أي مؤشر كتلة جسم فوق 40.. يكون معبرا عن سمنة من الدرجة الثالثة (مفرطة).
إذا تبين انكم تعانون السمنة على تنوّع درجاتها سواء سمنة درجة أولى أو سمنة درجة ثانية أو سمنة درجة ثالثة، فقد حان الوقت لاعلان حرب شرسة عليها. الحرب تبدأ بالأمور التالية:
علاج السمنة من الدرجة الأولى أو الثانية أو الثالثة
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، والاستعانة بمدرب شخصي لكي تتخذ التمارين طابعاً اكثر جدية وبُعداً شخصياً. إذا كنتم قد تخطيتم سن الاربعين، فمن المستحسن ان تستشيروا الطبيب قبل القيام بأي تمرينات قاسية.
- اتباع نظام غذاء صحي خالٍ من الدهون والسكريات، في ظل اعتماد كمية قليلة جداً من النشويات، مع التركيز على الخضار والفاكهة وشرب كميات وفيرة من المياه (ما لا يقل عن ليترين في اليوم الواحد).
- إذا كنتم تعانون سمنة مفرطة، فقد حان الوقت لتستعينوا باختصاصي تغذية، خصوصاً اذا كنتم تعانون مشكلة ثبات الوزن، رغم اتباع حميات التخسيس. فالاختصاصي يساعدكم اكثر على تنظيم جدول تناول الطعام بالكميات والاساليب التي تتطور تدريجاً مع انخفاض وزنكم. كما ان اتباع حمية على ايدي اختصاصي ناجح، تجنّبكم الشعور بالجوع المزعج.
- القيام بفحوص طبية: إن كنتم تعانون السمنة، فإن احتمال الاصابة بأمراض مزمنة، يكون للأسف أكبر، مقارنة بالذين يتبعون أساليب حياة صحية. لذلك، من الافضل القيام بفحوص عامة للتأكد من صحة القلب والشرايين وضغط الدم، والتأكد كذلك من صحة الرئتين - خصوصاً للمدخنين - والبطن.
- التدخل الطبي: هناك انواع مختلفة من التدخلات الطبية، بعضها جراحي يعمل على تكسير الشحوم الموضعية وشفطها، وبعضها غير جراحي هي تقنية تكسير الشحوم بالليزر، بوساطة جهاز i-lipoxcell و هي الأكثر أماناً وفعالية، حيث لا تتخرب الخلايا الدهنية بتكوينها البيولوجي، وإنما تتفرّغ من محتوياتها الدهنية فقط. ولهذا فإن نتائجها فورية ومُقاسة بكل جلسة، إذ ينقص محيط المنطقة المعالجة من سنتيمتر واحد إلى سنتيمتر ونصف السنتيمتر على الأقل في كل جلسة.
اقرأ أيضًا: ما الفرق بين الوزن الزائد والسمنة؟
كما أن هناك التدخل الدوائي، بحقن تركيبة دوائية بإبر خاصة في المناطق الشحمية المعنّدة، تستهدف مستقبلات محددة على الخلايا الدهنية، وهي مستقبلات "ألفا" المسؤولة عن تكوين الدهون، ومستقبلات "بيتا" المسؤولة عن تكسير الدهون. قبل تلقي العلاج بالميزوثيرابي لإنقاص الوزن لا بدّ من إجراء بعض الفحوص التي على أساسها يختار الطبيب المعالج تركيبة دوائية محددة حسب وضع المريض، لتعمل على تثبيط مستقبلات "ألفا"، وتنشيط مستقبلات "بيتا". تنتشر هذه التركيبة في طبقات الجلد المستهدفة وتعمل على تكسير الدهون ببطء، أما عن عدد الكيلوغرامات المفقودة واختلاف قياسات الجسم، فهي تختلف من شخص إلى آخر حسب التزامه بالمعالجة المفترضة والنظام الغذائي الصحي والسليم.